إجماع وطني تاريخي وغير مسبوق على مقاطعة الإنتخابات الصورية.. والشعب قال كلمته الحاسمة بالمقاطعة

نظمت قوى المعارضة السياسية في البحرين ندوة سياسية حول الانتخابات الصورية في البحرين تحت عنوان: ”آل خليفة وجنة الديمقراطية الضائعة“ بمرفأ الكلمة في مدينة قم المقدسة يوم الجمعة ٤ نوفمبر ٢٠٢٢م، تحدث فيها عدداً من القيادات السياسية وبحضور جمع من الجاليات العربية والمسلمة المقيمة في الجمهورية الإسلامية في ايران.

وكانت أولى المشاركات كلمة ألقاها السيد مصدق پور الإعلامي الإيراني والتي تحدث فيها عن التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم مشيراً إلى أن هناك إرهاصات عديدة تدل على أن هناك متغيرات كبيرة سوف تحدث في المنطقة والعالم.

وقال: بأن زيارة بابا الفاتيكان للبحرين في هذا التوقيت تأتي في سياقات جملة المؤشرات الدالة على حجم التغيير القادم في المنطقة.

وتحدث مصدق پور عن الإجماع الوطني المنقطع النظير لجميع أطياف وتيارات المعارضة الدينية والوطنية في البحرين للانتخابات القادمة والتي أشار فيها إلى: أن هذا الإجماع يفترض أن يكون دافعاً للنظام بأن يعيد النظر في طبيعة إجراءاته وإدارته للعملية السياسية وعرض مزيد من الخطوات الإصلاحية الجادة فيها.

ثم تحدث القيادي البارز في تيار الوفاء الإسلامي السيد مرتضى السندي عن مقاطعة الإنتخابات القادمة والتي أكد فيها على أن: الأصوات بدأت تتعالى في كل أرجاء البحرين؛ الداخل والخارج، برفض هذه الانتخابات، والتي وصفها بالهزلية والصورية.

وقال بأن تجربة عشرين عاماً كفيلة بأن تكشف حقيقة البرلمان الصورية مؤكداً على أنه أداة بيد السلطة لتمرير القوانين القمعية وضمان تربعها واستفرادها بالسلطة.

وذكر السيد السندي بأنه لم يتمخض من تجربة العشرين عاماً الماضية سوى القوانين التي تخدم السلطة كقانون التجمعات، وقانون الجمعيات، وقانون التقاعد، وقانون الضريبة المضافة، وقانون الإرهاب، وجملة من القوانين القمعية المكبلة للحريات، والتي أكد فيها على أنها كلها صيغت في أروقة السلطة وكان دور المجلس هو تمريرها والبصم عليها!!!

ثم تحدث القيادي في المعارضة البحرانية الدكتور راشد الراشد الذي أستهل كلمته بتوجيه التحية لشعب البحرين الأبي على صموده وثباته وإصراره علي المضي في مسيرته حتى تحقيق مطالبه العادلة والمشروعة في بناء نظام سياسي يستمد شرعيته من الإرادة الشعبية، وقال: لقد قدّم شعبنا العظيم التضحيات الجليلة من أجل تحقيق العدالة ودولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع، وحيا من خلالها الشهداء ومجموعة الرجال والنساء الذين لم تتزحزح مواقفهم رغم كل ظروف القمع الوحشية والقاسية، كما قدم التحية لجميع الرموز والقيادات الدينية والوطنية هو يضربون أروع الأمثلة في الصمود والصبر والاستقامة مؤكداً بأن هؤلاء القادة سيتكبهم التاريخ على صفحات من نور في تمسكهم بحقوق الشعب ودفاعهم عن حقوقه وحريته وكرامته، سواء من هم في السجن أو في الخارج ولا زالوا ثابتين على مواقفهم الشريفة، والذين يمثلون مصدر إلهام لجميع الغيارى من طلاب العدالة والحرية والكرامة.

وأشار الدكتور الراشد إلى زيارة بابا الفاتيكان وكلمته الرسمية التي ألقاها قائلاً: بأن البابا قد أطال في الحديث عن شجرة الحياة وأسهب في ذلك ولم يتطرق إلى أي موضوع يتصل بأوجاع الناس ولم يشر إلى ظروفهم البائسة في ظل الديكتاتورية والقمع وانعدام الحريات وغياب العدالة، كما أنه لم يشر إلى وجع آلاف الأسر والعوائل التي تم قتل أبناءها، ولم يتحدث عن آلاف المعتقلين والمشردين في المنافي القسرية، بينما أسهب الحديث – بصورة باهتة – عن شجرة الحياة، وهو آخر ما كان ينتظر منه الجميع أن يتحدث فيه!!!

وقال الراشد بصدد الانتخابات: بأن هناك إجماع وطني تاريخي غير مسبوق على مقاطعة هذه الانتخابات الصورية والشكلية، وقال إلى أن الشعب قد قال كلمته وأعلن عن حسم خياره برفض هذه الانتخابات رغم الأموال والإمكانات التي وظفها النظام للعلاقات العامة ولإيهام العالم بأن هناك ديمقراطية وإنتخابات.

ثم تحدث الأمين لحركة خلاص الدكتور عبدالرؤوف الشايب حول مقاطعة الانتخابات ودعى إلى رفض هذه الانتخابات والنظام الداعي إليها جملة وتفصيلاً.

وأكد الدكتور الشايب على ضرورة مقاومة النظام ومقاطعته وعدم المشاركة في أي مشروع من شأنه أن يعطي الشرعية للنظام واصفاً إياه بأنه نظام مغتصب للسلطة، وأن مقاطعته واجب شرعي وديني وأخلاقي ووطني.

وقال الدكتور عبدالرؤوف الشايب بأنه لا يمكن أن تكون هناك إنتخابات في ظل القمع وتغييب جميع المعارضين والمخالفين لإحتكار السلطة والعملية السياسية وإعتقال الرموز والقيادات الدينية والوطنية.

وفي نهاية الندوة كانت المشاركة الختامية لسماحة الشيخ عبدالله الصالح نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي “أمل” الذي قال في مستهل كلمته: إن آخر من يحق لهم الحديث عن الديمقراطية والانتخابات هم آل خليفة وكل الحكومات الديكتاتورية، مشيراً إلى أن الانتخابات وسيلة إلى تحقيق المشاركة الشعبية الكاملة التي تؤدي إلى أن يكون الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات.

وتسائل الشيخ الصالح: بعد عشرين عاماً ماذا حققت تجربة الانتخابات؟!! وأجاب قائلاً: بأنها لم تحقق سوى مزيداً من الإستئثار والقهر والظلم والإضطهاد، ومزيداً من الضرائب ومصادرة الحقوق، ومزيداً من رهن البلاد للأجانب، وخاصة التطبيع مع الكيان الصهيوني والإرتماء في أحضان القوى الإستكبارية..

ووجه نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي “أمل” خطابه لشعب البحرين قائلاً: شعبنا الكريم، عليكم مسؤولية دينية وشرعية لا تسمح لكم بالمشاركة في هذه الانتخابات المهزلة، وأضاف: بأن عليكم مسؤولية تجاه الأجيال القادمة لا تسمح لكم أيضاً بالمشاركة في هذه الانتخابات المزيفة.

وأكد على أن من يشارك في هذه الانتخابات هو مساهم ومساعد في تعزيز الإستبداد وحرمان الشعب من حقه في استرداد الشرعية وحصرها في الإرادة الشعبية.

وفي نهاية الندوة أجاب المشاركون على أسئلة الحضور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى