الأستاذ عبدالوهاب حسين في تأبين الشهيد علي قمبر: لنا حقٌ فإنْ أُعطيناه، وإلا ركبنا أعجازَ الإبل، وإن طال السُرى

جدد المتحدث باسم تيار الوفاء الإسلامي، الأستاذ عبدالوهاب حسين، العهد للشهداء بالإصرار على المطالبة بالحق والثبات عليه، والصبر على تحمل المشاق، وبذل أثمن التضحيات حتى الحصول عليه والظفر به، وإن طال السير.

وقال في كلمة القيت بالنيابة عنه خلال تأبين الشهيد علي قمبر الذي أقيم بمدينة قم المقدسة “تمرُّ علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشهيد السعيد علي أحمد قمبر – رحمه الله-، الذي كان نموذجًا في الصدق والإخلاص والصبر والتحمل والإيثار، وتحمل قضيته الدلالة على العزم والإرادة والإصرار والثبات”.

وأضاف “ما وقع عليه من الظلم والجَور والطغيان، وما تعرّض له من التعذيب والإهمال المتعمد للرعاية الصحية، الذي يسري على غيره إلى اليوم، حتى مضى إلى ربه شهيدًا كريمًا، ومخلّفًا وراءه قاتلَهُ حاملًا العارَ والفضيحة والخزي والخيبة حتى يجمعهُ الله عزَّ وجلَّ معه في يوم القيامة؛ من أجل الحساب والجزاء على الأعمال، وعندها سيعلم الجميع لمَن الظفر”.

وأكمل: لسانُ حالنا ونحن نأبنه – وهو تأبينٌ لجميع الشهداء الأبرار- فترديد قول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام (لنا حقٌ فإنْ أُعطيناه، وإلا ركبنا أعجازَ الإبل، وإن طال السُرى). أي الاصرار على المطالبة بالحق والثبات عليه، والصبر على تحمّل المشاق العظام والصعاب الجسام، وبذل أثمن التضحيات حتى الحصول عليه والظفر به، وإن طال السير في ظلام غياب الحق ومشاقه ومآسيه ففي ذلك الشعور بالعزة والكرامة، وفي تركه الذل والهوان والاستعباد وهيهات منا الذلة، هذا عهدنا لربنا ولشهدائنا الأبرار الذين نحييهم جميعًا، ونقرُّ لهم بالجميل والعرفان حتى نلحقَ بهم إن شاء الله تعالى.

وشدد الأستاذ عبدالوهاب حسين على أن “القضية التي تُروى شجرتُها بدماء الشهداء الأبرار تكون قضيةً خالدةً ومنتصرةً حتمًا؛ لأنها قضية محقة ثابته في وجدان وضمائر حملتها، لا يتخلون عنها، ولأنها تُروى بأثمن الأشياء وهي دماء الشهداء الزكية الطاهرة” لافتًا إلى أنه “في الوقت الذي يعلو فيه الشهداء إلى أرفع الدرجات، وتنمو شجرتهم، يهوي القتلة إلى الحضيض وتنهار دولتهم وتجرفها دماء الشهداء وتغرقهم”.

استشهد الشاب علي قمبر من أهالي النويدرات صباح الأثنين (25 أكتوبر/تشرين الأول 2021) بعد مشوارٍ جهاديٍ عظيمٍ ومشرّف، وبعد عملٍ دؤوبٍ وجهاد، قضاه مع اخوانه المجاهدين.

وكانت عناصر من الميليشيات المدنيّة المسلّحة قد اعتقلت بتاريخ 2 سبتمبر/ أيلول 2014، المطارد أمنيًّا الشاب علي أحمد قمبر، شقيق الشهيد عيسى قمبر، من بلدة النويدرات، عقب كمين استخباراتيّ، أثناء وجوده في مسجد سلمان الفارسيّ، حيث تمّ نقله إلى مبنى التحقيقات الجنائيّة.

وبعد شهور طويلة داخل سجون العصابة الخليفية، ومليئة بمشاق التعذيب الجسدي والنفسي وظروف السجن المزرية، أطلقت العصابة الخليفية سراح الأسير الشاب البطل علي قمبر في 3 يوليو/تموز 2018، لكي تهرب من مسؤولية جريمتها حيث وصل وضعه الصحي لنقطة حرجة بين الحياة والموت.

خرج الشاب البطل على قمبر حاملا مرضا مميتا وجسدا مثخنا بالتعذيب، وقصة أسر تختزل آلام وأوجاع الأسرى ممن يعيشون أمراضا مميتة داخل سجون العصابة الخليفية، ومحرومون من حق الحرية والرعاية.

وبدأ علي قمبر بعد عشرين يوماً من الإفراج عنه تحديدًا في 23 يوليو/تموز 2018 رحلة العلاج الطويلة حتى وافاه الأجل اليوم الأثنين شاهداً وشهيداً على جرائم العصابة الخليفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى