كاريكاتير الشهيد سعيد الإسكافي

صراخ هزّ ذلك السجن
6 يوليو 1995

في صباح يوم الخميس 29/6/1995م وقبل أن يخرج يمَمَ ” سعيد ” وجهه ناحية ” كربلاء ” وقرأ زيارة الحسين (ع) ، ثم تطلع بحنان إلى طيور ” الكناري” التي كان يرعاها .. أوصى بها، وودع أهله ومضى إلى الطريق.

حين التقى بصديقه وجاره ” علي عبد الحسين المخوضر ” تذّكر سعيد الهجوم الذي تعرض إليه منزليهما الليلة الفائتة، لقد داهموا البيت ورّوعوا النساء والأطفال ولم يخرجوا إلا بعد أن كسّروا الأثاث ، آخذين معهم جواز سفر ” سعيد ” .

توجّه ” سعيد” بمعيّة صديقه ليسلّما نفسيهما إلى مركز شرطة الخميس ، يقول علي : قبل أن نركب السيارة التي سوف تقلنا ، قال لي الشهيد “سعيد” توقف دقيقة من فضلك، هيّا بنا إلى المسجد لنصلي ركعتين، فذهبنا وصليّنا وركبنا السيارة ليسلك بعد ذلك سبيله إلى الشهادة المقدّسة.

في المركز يحاول سعيد وعلي الاستفهام عن التهمة والقضية !! فتجيبهما الضحكات “سوف تعرفون ما القضية عندما تصلون العنبر” وهناك تبدأ الهروات بالنزول كالصواعق على الرؤوس ويغمى على الشهيد فيوقظ بالركلات العنيفة. كان الشهيد برغم الإعياء والألم يصرخ فيهم بقوة ” أنا لست خائفاً منكم ، أنا لا أخاف إلا من الله ” وكلما ضربوه صاح ” الله أكبر ” فيزيدونه نكالاً بغير رحمة.

ذاق الشهيد صنوف التعذيب، من الضرب والحرمان من النوم لعدة أيام، إلى الكي بالمكواة الكهربائية وإطفاء أعقاب السجائر في جسمه وتعليقه على التفليقة، يقول صديقه علي: كان الشهيد سعيد ينزف من أنفه وفمه وحين سقط على الأرض جاءه أحدهم وفي يده سيخ من حديد، حاد في المقدمة وغرس السيخ في كتفه، فصرخ الشهيد من شدّة الألم، صراخ هزّ ذلك السجن.

8/7/1995م
يتلقى والد الشهيد أتصالاً من شرطة الخميس يطلب منه الحضور للمستشفى العسكري لرؤية ابنه لأنه مريض، فأسرع الأهل لرؤية سعيد ، المكان مسكون بالصمت الرهيب .. تحت الخرقة البيضاء، ترقد بلا حراك جثة مبضعة، مثخنة بالجراح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى