مثلث الإيمان والهجرة والجهاد .. محاضرة للسيد مرتضى السندي بمركز الإمام الخميني

نظم مركز الإمام الخميني (قدس) بمدينة قم المقدسة محاضرة بعنوان “مثلث الإيمان والهجرة والجهاد” بحضور جمع من الجالية البحرانية.

وجاءت المحاضرة التي ألقاها القيادي في تيار الوفاء الإسلامي، سماحة السيد مرتضى السندي أمس الأثنين، في إطار الموسم الثقافي الرمضاني تحت شعار “شهر التعبئة الإيمانية”.

وركزت المحاضرة على محاور رئيسية وهي “أسس الطريق، والإيمان واللقاء، والهجرة في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله، وتلازم الهجرة والجهاد”.

وقال السيد مرتضى السندي بأن ” الإيمان هو اختراق للنظام الثقافي والفكري الجاهلي، كل الطواغيت وأئمة الكفة والشرك تبني بناء فكري وسياسي واقتصادي وفق رؤيتهم بما يتناسب مع الرؤية الشركية التي تجعل الناس يعبدون الطاغوت ولا يعبدون الله سبحانه وتعالى”.

وتابع ” عندما تتبلور وتتكون الرؤية الإيمانية يكون أول مسمار في نعش الطاغوت والشرك، يبدأ البنيان الفكري والسياسي والاقتصادي لهم يتخلخل، حيث ينمو البنيان الإيماني في المجتمع ويتحول إلى حركة، وهذه الحركة تهدد المشاريع الشركية والطاغوتية والاستكبارية”.

ولفت سماحته إلى أن هناك ” نوعين من الإيمان: إيمان سطحي وقشري يبقى على مستوى الذهن واللسان، وهذا الإيمان القشري لا يهدد الطغاة، ولا يمثل أي تهديد للمشروع الطاغوتي، هذا الإيمان الذي لا يتحول إلى مشروع على الأرض وحركة في الميدان، يبقى على مستوى الذهن واللسان”.

وأضاف ” من الممكن للطواغيت أن يمولوا ويروجوا للإيمان القشري لأنه لا يشكل تهديد بالنسبة لهم، هذا الإيمان القشري الذي لا يكلف الله في نفسه أو ماله أو أهله أي شيء”.

وأكمل “هناك إيمان يتحول من الذهن إلى اللسان، إلى القلب، إلى الحركة في الميدان، هذا الإيمان يتحول إلى طاقة تحرّك الجماهير والمؤمنين والناس، فيتزاحم المشروع الإيماني مع الطاغوتي، مشروع التوحيد والشرك؛ لأن المشروع الإيماني كلما توسع أخذ من المساحة التي يتواجد فيها الطغاة”.

وقال سماحته بآن الإيمان الحقيقي يتصف بثلاث صفات: الصفة الأولى: الإيمان والكفر (فمن يؤمن بالله ويكفر بالطاغوت فقد استمسك بالعروة الوثقى)، الصفة الثانية: ولاية الله وولاية الطاغوت (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا يخرجهم من النور إلى الظلمات).، الصفة الثالثة: التحاكم (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً).

وتابع “التحاكم لله تتعارض مع التحاكم للطاغوت، إذا المؤمن آمن على مستوى الذهن واللسان والقلب وتحولت ولايته من ولاية الطاغوت إلى ولاية الله، وتحولت إيمانه من الطاغوت إلى الله، ويتحول مشروع التحاكم في كل ما يختلف فيه الناس من التحاكم للطاغوت إلى التحاكم لله، هنا تبدأ تتهدم كل مشاريع الطاغوت والشرك في الأرض”.

وأشار إلى أن “الطغاة يعرفون قيمة «قولوا لا إله إلا الله»، لا إله إلا الله يعني ماذا؟ يعني لا حاكم في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى، أي كل هذه الحكومات التي تتعارض مع الله هي حكومات غير شرعية ويجب أن تسقط”. لافتًا إلى أنه ” ينبغي أن نتحاكم ونعبد ونطيع الله ونخشى الله ولا نخشى أحداً غير الله”.

وبيّن سماحته الإيمان الذي يقتصر على الذهن واللسان قد يتترجم على عبادات طقوسية، أي العبادات المفرغ من محتواها، يروح الحج ويرمي الجمرات ولكنه لا يتبرأ من الشيطان الرجيم، ويطوف حول البيت ويقول لبيك اللهم لبيك ولكنه يلبي الطغاة والمجرمين والمستكبرين.

وتابع “الإيمان الحركي الذي يترجم إلى مشروع، يبدأ الطاغي يلاحقه ويحاصره ويقاتله، ويعتقل رموزه ويعذبهم، وباستئصالهم من جذورهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى