سرحان: قاسم سليماني نموذج نقي قدمته لنا مدرسة كربلاء ليكون حجةٌ علينا
النص الكامل لبرقية القيادي في تيار الوفاء الإسلامي، الأستاذ محمد سرحان، مساء الجمعة (24 ديسمبر/كانون الأول 2021) عرضت في حفل تدشين كتاب “نشيد الشهادة” بعد أن أرسلها من داخل سجنه.
بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله رب العالمين وصل يا رب على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يقول الله في محكم كتابه الكريم: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
إن لواء الإسلام العظيم نموذج نقي قدمته لنا مدرسة كربلاء ليكون حجةٌ علينا في إخلاصه وعطاءه وإيثاره وتواضعه وشجاعته وجهاده وولاءه المطلق للإسلام المحمدي الأصيل، فما أعظمها من مدرسة وما أكرمها من منهجية لا تجد لها مثيلاً في هذه الدنيا إلا في من عجنت روحه بعزة الإسلام وتأسى بقادة الأنام محمد وآله، ولا يليق بأمثال الحاج قاسم تتويجاً بعطاءه الذي بذله في سبيل الله إلا أن يحظى بوسام الشهادة المعظم ويكون صاحب قدم صدق وله الحياة الخالدة الأبدية بجوار النبيين والصديقين، كيف لا وهو ممن وطنوا كل وجودهم لله وسلك مسالك العارفين الذين اختصروا المسافة في رحلة العشق الإلهي الذي زاده التقوى ومركبه الجهاد، رحل إلى الله قبل أن يرحل وعاش عيشة الشهداء قبل أن يستشهد، فلما نالها كان عن استحقاق وعرجت روحه إلى عالم الملكوت بنفس مطمئنة.
نقف إجلالاً لشهيد طالما كان جندياً وفياً في قافلة الإمام صاحب العصر والزمان ونائبه بالحق السيد الولي، نقف أمام جبل شامخ لم تزلزله العواصف، بلغ رسالات الله ولم يخش أحداً إلا الله، ولم تأخذه في هذا الطريق لومة اللائمين ولا أبواق المرجفين ولا مخططات المنافقين، فمع الآلام والجراحات اتخذ هذا الطريق سلماً يرتقي به مدارج الكمال، وإن وصيته الخالدة تعبير صادق عن حقيقته وبها إشارات لطيفة ترشد سالكي طريق الجهاد لوجهتهم السليمة في عالم الظلمات.
أهدي هذا العمل المتواضع سائلاً القبول إلى روحه المتألقة في عالم الملكوت وإلى المقام السامي لحضرة السيد الولي روحي فداه في ذكرى شهادته المظفرة.
والحمدلله رب العالمين