محاضرة بعنوان “سيرة الأئمة الأطهار.. رؤية عقلائية متنورة” بمركز الإمام الخميني في قم المقدسة
عقد مركز الإمام الخميني (قدس) بمدينة قم المقدسة، محاضرة بعنوان “سيرة الأئمة الأطهار.. رؤية عقلائية متنورة” مساء الخميس (2 ديسمبر/كانون الأول 2021)، ألقاها سماحة الشيخ فضيل الجزائري.
وقال الشيخ الجزائري بأنه “إذا تأملنا في تاريخ الحضارات والديانات نجد أن الحضارات تصنعها العقول وكذا تهدمها العقول” مشيراً إلى أنه في أوروبا قبل الثورة الفرنسية كانت الكنيسة مهيمنة على الفكر والمجتمع بالقهر والظلامية والتخلف ومن جهة أخرى الملك مؤيد من الكنيسة والدولة تختزل في الملك والناس تتخبط في الجهل والفقر والجوع”.
وأضاف “جاء العقلاء والمفكرون فرؤوا أن هذا الوضع يجب أن لا يستمر ويجب أن يتغير فتحركت العقول”.
وأضح أنه بعد ذلك “انقلب الوضع في الغرب من الظلام إلى التنوير الليبرالي، التنوير الذي لا يؤمن بحاكمية القيم الإلهية ويؤمن فقط باستقلال العقل والتجربة والعقل هو الذي يقود ويخطط والله تعالى لا مكان له”.
وتابع بأن الملاك في النظام الغربي “الليبرالية” تعني الحرية السياسية والاقتصادية والفكرية وأن تتحرك كما تشاء، أسسوا هذا النظام وهم يريدون أن يسيطرون على العالم والعجيب أن العالم لديه استعداد عجيب لهذا النظام، فالنظام الليبرالي عمل على غرائز الإنسان وشهواته وهو لا يستطيع أن ينفصل عنها.
وتحدث سماحته خلال محاضرته بأن فلسفة الشريعة لم تأتي لتلغي الخير الأدنى أبدًا فمن حق الإنسان أن يأكل ويمشي ويتخيل ومن حقه أن يمارس الجنس فكلها غرائز أودعها الله والإسلام جاء لينظمها فقط.
وقال بأن كل نظام بدون الدين والقيم الإلهية يبقى لديه شيء واحد فقط يتشبث فيه وهو القانون ولهذا نجد الغرب جدًا متششد للقانون ويراعيه رعاية عجيبة وذلك لأنه بدون القانون لا يوجد قيم إلهية تحمي الوطن بخلاف الأوطان العربية التي لا يوجد بها قوانين ولكننا نجد أن الدين يؤمن مساحة كبيرة من الأخلاق.
ولفت الشيخ الجزائري إلى أن الأئمة عليهم السلام في سيرتهم العقلائية أن هذا القانون يخدم الإنسان وليس الدولة، وأن هذه القيم الإلهية جاءت للإنسان وليس للدولة فهي خادمة للإنسان من هنا نستطيع أن نؤسس لنظرية العمل الإسلامي السياسي ومحوره صنع الإنسان. وهذا الصنع له مساحة وأبعاد حددها الأئمة عليهم السلام.
وأكد سماحته خلال محاضرته على بعد العلم أولا.. وهو عنصر أساسي لدى الأئمة عليهم السلام فعن الإمام الصادق عليه السلام يقول لأحد أصحابه “إذا تركوا لكم العلم، اتركوا لهم السلطة” لأن العلم سلطان وقوة أما السلطة ليست قوة وهي معرضة للانهيار بأي لحظة. والبعد الثاني وهو التربية الروحية التي تصنع القادة وهم بدورهم يصنعون الإنسان.