معركة الأمعاء الخاوية
تتعامل إدارة مصلحة السجون الخليفية مع المعتقلين البحرانيين بطريقة مروعة للغاية، حيث يعذب السجانون المعتقلين جسديّاً ونفسيّاً، دون أي محاسبة قانونية.
ويلجأ المعتقلون البحرانيون إلى الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذه الطريقة في التعامل؛ ألا وهي الإضراب عن الطعام.
أصبح الإضراب عن الطعام جزءاً ثابتاً من حياة المعتقلين البحرانيين داخل السجون، ما يدل على مدى يأس هؤلاء الأسرى، فهم يرفضون الطعام، ويفضلون الموت على المعاملة المشينة التي يتعرضون لها، مثل البقاء في العزل الانفرادي لفترات طويلة، والتفتيش العاري المهين، والحرمان من النوم، والضرب المبرح. أو حتى بسبب مصادرة مؤلفاتهم.
وتعتقل سلطات النظام الخليفي مئات الأسرى البحرانيين لمجرد تعبيرهم عن الرأي، ويُحرم هؤلاء المعتقلون من أبسط حقوقهم الأساسية.
للإضراب عن الطعام تاريخ طويل في حركات المقاومة السلمية عالميّاً، ويلجأ بعض الأشخاص للإضراب عن الطعام كوسيلة للاحتجاج السياسي، أو للفت النظر لمعاناتهم، أو لتحدي سجانيهم.
وعلى سبيل المثال، لجأ المهاتما غاندي للإضراب عن الطعام عدة مرات احتجاجاً على الاستعمار البريطاني للهند، كما استخدم بعض السجناء من أفراد الجيش الجمهوري الإيرلندي الإضراب عن الطعام كوسيلة للضغط على سجانيهم، مطالبين بالإفراج عنهم.
يعتمد نجاح الإضراب عن الطعام على ثلاثة عوامل: الحشد الإعلامي، والتحركات الشعبية المساندة، وقوة إرادة المضرب عن الطعام، وهو أهم عامل.
ويعلم المضرب عن الطعام جيداً أن وسيلة الاحتجاج هذه قد تكون الأخيرة في حياته، فالحالة الصحية لأي شخص تتدهور بسرعة مع عدم تناول الطعام لفترة طويلة، حيث يبدأ الجسم بعد أسبوعين من بدء الإضراب بتحليل أنسجته في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
وبالنسبة لهؤلاء المعتقلين، فالإضراب عن الطعام هو الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذه الظروف.
خاض العديد من المعتقلين البحرانيين معركة الإضراب عن الطعام منذ بداية الثورة في البحرين. وفي بعض الحالات، نجح المضربون بتحقيق مطالبهم، إلا أن انتصارهم غالباً ما كان انتصاراً مؤقتاً، لتعود معاناتهم إلى ما كانت عليه بعد فترة قصيرة من الزمن.
سيواصل النظام الخليفي شن حملات اعتقال عشوائية، وفي المقابل، سيخوض الأسرى البحرانيون معركة الإضراب عن الطعام كوسيلة لمحاربة ظروف اعتقالهم السيئة.
الدكتو عبدالجليل السنكيس
مضرب عن الطعام منذ 100 يوم