خطاب السيد مرتضى السندي في المهرجان الخطابي معا نقاوم التطبيع

النص الكامل لكلمة القيادي في تيار الوفاء الإسلامي، سماحة السيد مرتضى السندي أمس السبت 4 سبتمبر/ايلول 2021 في المهرجان الخطابي للمعارضة البحرينية تحت شعار “معا نقاوم التطبيع” الذي أقامه تيار الوفاء الإسلامي في مركز الإمام الخميني (قدس) بمدينة قم المقدسة


أفضل الصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين

نقف اليوم لنعلن موقفنا ورفضنا واستنكارنا لإرسال سفير خليفي للكيان الصهيوني ونؤكد أن هذا السفير لا يمثل شعب البحرين وإنما يمثل السلطة الخليفية وحدها، سفرائنا هم شهداؤنا، سفيرنا هو الشهيد محمد جمعة الذي قُتل على أعتاب السفارة الأمريكية في تضامنه ودفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني، سفيرنا هو الشهيد حسام الحداد الذي قُتل في إحياءه ليوم القدس العالمي على يد السلطة الخليفية العميلة، سفيرنا هو الشهيد علي المؤمن الذي خرج في البحرين ويقول: “نخرج هنا وعيوننا على القدس”، سفراؤنا هم شهداؤنا.

الجلاهمة يمثل الخليفيين ولا يمكن في أي حالٍ من الأحوال أن يمثل شعب البحرين، السلطة الخليفية تعيش ضعفاً في داخلها، ولماذا ترتمي في أحضان الكيان الصهيوني؟

أولاً: لأنها لا تمتلك الشرعية الشعبية ولا تمتلك القبول الشعبي وهي تحتاج للحماية الخارجية لكي توفر وتحفظ كرسيها وسلطتها، لذلك على الدوام كان الخليفيون يرتمون في أحضان الخارجي ويقومون بدور العميل من أجل حفظ كرسيهم لأنه لا يوجد قاعدة شعبية تحميهم، بل بالعكس الشعب البحريني يرفض الخليفيين، وقد انتفض على الخليفيين عدة مرات، وآخر ثورة هي التي كانت في الرابع عشر من فبراير ومثلت تهديداً حقيقاً للخليفي، لذلك نجد الخليفيين يركضون خلف كل من يوفر لهم الحماية لكي يبقوا على كراسيهم، البحرين بلد صغير قليل الموارد والإمكانات، لذلك هذا الشعور بالضغط يلازم الخليفيين باستمرار، وهم على الدوام يبحثون عن تلك الحماية لكي يبقوا على كراسيهم، أيضاً كل الدراسات تشير إلى أن الوجود الأمريكي في المنطقة في اتجاه الانخفاض، الدراسات الأمريكية تشير إلى أن أولوية الأمريكان هي الخروج وتقليل عدد قواتها في المنطقة، آخر دراسة خرجت تشير إلى أنه مخطط حكومة بايدن أن تخفض عدد القوات البحرية الأمريكية من 7000 إلى ألفين جندي، وهكذا ستخفض عدد قواتها في المنطقة، لأن أولوية الحكومة الحالية هي مواجهة الصين، فلذلك نجدها ترتمي في أحضان الصهاينة.

أيضاً الذي يوفر الحماية للخليفيين هي السلطات السعودية، السلطات السعودية منذ عدوانها على اليمن إلى يومنا هذا توقفت عن الدعم المالي والعسكري، موجود قوات قليلة من درع الجزيرة أما غالبية القوات الموجودة في درع الجزيرة قد تم سحبها وتوجيهها إلى الحرب على اليمن، لذلك تشعر السلطة بضعف وقلق واضطراب، فهي تبحث عن بديل للقوات السعودية والأمريكية في حال خرجت من البحرين، هذه الأمور تمثل تهديد للسلطة الخليفية، وهذه التهديدات كبيرة للسلطة الخليفية وليست بسيطة، ولكن في نفس الوقت هي تمثل فرصة للكيان الصهيوني الغاصب، لأن يبحثون عن خاصرة رخوة للجمهورية الإسلامية العدو اللدود لإسرائيل، لذلك هي تجد البحرين أرض خصبة ومناسبة وقريبة من الجمهورية الإسلامية من أجل التخطيط لتوجيه ضربات أمنية للجمهورية الإسلامية، كما أن للجمهورية الإسلامية أبطال حزب الله في لبنان وأبطال المقاومة الإسلامية في غزة، إسرائيل تبحث عن مناطق جغرافية قريبة من الجمهورية الإسلامية لتوجه ضرباتها للجمهورية الإسلامية، فهي تتخذ من أذربايجان منطقة انطلاق من أجل التخطيط لتوجيه ضربات على الجمهورية الإسلامية، وهي تتخذ من كردستان العراق أرض ومنطلق لتوجيه ضربات أمنية على الجمهورية الإسلامية، ولكنها لا تجد في منطقة الخليج منطقة لتكون مرتكزاً ومنطلقاً لتوجيه الضربات الأمنية وللتخطيط وللتعامل مع عملائها في المنطقة، لماذا البحرين دون دول الخليج الأخرى؟

أولاً: البحرين دولة ضعيفة ولا يمكن أن تبدي شروطها على الكيان الصهيوني، حينما يذهب الصهاينة إلى السعودية، لديها قوة وقدرة وإمكانيات،‌قد تحد من حركة ومشاريع الكيان الصهيوني، حينما تذهب إلى الإمارات، كان مشروعا أن تتمركز قواها في الإمارات، أيضا هذا لن يدع الصهاينة يعملون ويخططون من داخل الإمارات على راحتهم وبالشكل الذي يطلبونه، لذلك اختاروا البحرين لأن البحرين دولة ضعيفة أمام الكيان الصهيوني ويمكن لها أن تفرض مشاريعها على السلطة الخليفية لأنها تشعر بالعجز والضعف، وهي التي تحتاج إلى الكيان الصهيوني ليوفر لها الحماية ضد أبناء الشعب البحريني وهذا ما صرحه المسؤولين الخليفيين بأنه للاستفادة الأمنية لمواجهة الخطر الداخلي المتمثل في الحراك لشعبي الرافض للكيان الخليفي والصهيوني، ويراد نقل التجربة الصهيونية التي مارستها في داخل الأراضي الفلسطينية ونقلها للبحرين، لمواجهة ثورة البحرين.

ثانياً: ما تردد على لسان وزير الداخلية الخليفي الذي قال: بأن لدينا عدو مشترك متمثلة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهناك مصالح مشتركة بين الخليفيين والكيان الصهيوني، وعلى هذا الأساس تم اختيار البحرين منطلقاً للتواجد الصهيوني والتطبيع.

وأخيراً، تمثل البحرين بوابة التطبيع مع الكيان الصهيوني في منطقة الخليج، بمعنى بأنه في حال نجحت تجربة التطبيع مع الخليفيين في البحرين، فإنها ممكن أن تتسع وتنتقل إلى البلدان الخليجية الأخرى بشكل علني، هناك تطبيع ولكنه ليس علني، العلني من البحرين والإمارات، أما السعودية والكويت وعمان فالتطبيع هو بشكل سري، البحرين تشكل البوابة للدخول العلني في دول الخليج، في حال نجحت التجربة سوف تتكرر في دول الخليج الأخرى، أعتقد ما حصل أخيراً من إعلان السلطات الخليفية بإعطاء الصهاينة قاعدة عيسى الجوية أرضاً ومقراً للصهاينة يدلل على أن الهدف من تواجد الصهاينة هو أمني وعسكري بالدرجة الأولى، بما يعني أنه يمثل تهديداً لدول الجوار المقصود منها الجمهورية الإسلامية.

شعب البحرين لن يسمح للخليفيين أن يبيعوا قضية فلسطين والقدس، ولن يسمه أن يُستخدم أرض البحرين للاعتداء على دول الجوار وسيقف شعب البحرين سداً منيعا وسيواجه كل محاولات العدوان على الشعب البحريني أو البيع القضية الفلسطينية أو العدوان على دول الجوار.

نؤيد الدعوة الكريمة التي دعت لاعتبار يوم الثالث عشر من سبتمبر يوم وطنياً لمقاومة التطبيع وهو خطوة في الاتجاه الصحيح، يوم الثالث عشر من سبتمبر هو اليوم الذي أعلن فيه التطبيع بشكل علني مع الكيان الصهيوني، ووزير الكيان الصهيوني يقول سوف نحتفل في ذلك اليوم من خلال تعيين السفراء، سفيراً للصهاينة في البحرين وسفيراً خليفياً في الفلسطين المحتلة، سوف يكون جواب الشعب البحرين بنزوله للشارع ورفضه للتطبيع في يوم الثالث عشر من سبتمبر، ونؤكد على جميع شرائح شعب البحرين بالنزول للشارع وإعلان موقف الرفض والتحدي للتطبيع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  • السيد مرتضى السندي
  • المكان: مركز الإمام الخميني – قم المقدسة
  • التاريخ: 23 سبتمبر/ايلول 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى