بيان: الخميني العارف الثائر نبراسنا

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} سورة محمد: الآية 7

حينما ابتدأت الشرارات الأولى لثورة السيد الإمام الخميني (قدس سره) كان انتصاره ضربا من المحال بحسب الحسابات العقلية والقراءات المحدودة للواقع السياسي وحتى الدولي، فالطاغية الايراني المدعوم أمريكيا كان في أوج قوته، وكانت أجهزته القمعية تفتك بكل من تسول له نفسه المطالبة بحق من حقوق الشعب الايراني المستضعف، بل إن الإمام الخميني نفسه كاد أن ينتهي به الأمر بالإعدام بعد محاكمته عسكريا.

غير أن كل هذا الجبروت لم يكن يعني للإمام الخميني شيئا حينما أطلق ثورته وابتدأ ركب الصحوة الإسلامية، فالسيد الإمام كان ينظر الى عظمة الله وجبروته ليتعالى على كافة الحسابات العقلية وما يسمى بالواقعية وفنون الممكن، وكان ينظر الى تكليفه الشرعي بعيدا عن التقوقع في حسابات النتائج الآنية مقتديا بالثوة الحسينية العظيمة، فأتاه المدد الإلهي بنصر قلب موازين القوى وأسس الى عهد يقول فيه المستضعفون كلمتهم ويسترجعون فيه حقوقهم.

ولما إنتصرت الثورة توجست الطواغيت خيفة من أن تعلق نيرانها بأثوابهم فقاموا بمحاربة الجمهورية الوليدة محاربة شرسة من أجل محاصرتها ومنع امتدادها، وهو أمر أثبتت الأيام أنه في عداد المستحيل، فالصحوة الإسلامية كانت آتية لا محالة، وها نحن اليوم نشهدها تطيح بالعروش الواحد تلو الآخر لتقول الشعوب المسلمة كلمتها بأن الإسلام هو خيارها ولا خيار غيره.

إن تيار الوفاء يدعوا الشعوب الإسلامية كافة الى إستلهام الدروس والعبر من الثورة المباركة التي قادها الإمام الخميني (قدس سره)، وأن يستصغروا كافة القوى المادية أمام عظمة الله سبحانه وتعالى، فلا يوجد اليوم في عالمنا الإسلامي نظام أكثر مناعة ولا شراسة من نظام الشاه بكل ما سُخِّر له من أجهزة قمعية ودعم دولي، غير أن شيئا لم ينقذ هذا النظام المتجبر من قبضات المستضعفين المسددة إلهيا.

كما أن التيار يرى في الوضع البحريني مثالا حيا على التمسك بالمبادئ الحقة للصحوة الإسلامية ، والصبر على الظلامة ومرارة الخذلان، والمضي قدما في طريق ذات الشوكة وصدق التوكل على الله العظيم ناصر المستضعفين وتقديم الضحايا والقرابين، وهي أمور تستلزم حتمية النصر الإلهي، داعين الشعب البحريني بكافة أطيافه الى الأخذ بأسباب النصر الإلهي قبل المادي.

صادر عن:

  • تيار الوفاء الإسلامي – : الهيئة الثقافية
  • التاريخ: 4 يونيو/حزيران 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى