بيان: العرفان لشعب الشهداء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الإمام الشهيد الحسين بن علي، وعلى شهداء كربلاء، وعلى أهل بيته “عليهم السلام جميعاً”، السلام على شهداء هذا الشعب الذين قضوا في نهج الحسين شهداءً على جرائم النظام الخليفي وحجة على الشعب بأن يواصل طريق الثورة على الظالمين وأن لا يقبل الصلح مع نظام كنظام آلِ خليفة الذي تتمثل فيه جميع مواصفات حكم يزيد الجاهلي. إن التحالف من أجل الجمهورية يقف مع شعب البحرين الأبي بعد عشرة أيام قضاها في مدرسة كربلاء لتسليط الضوء على أمور مهمة بلحاظ المرحلة التي تمر فيها ثورتنا المجيدة.
موسم عاشوراء والثبات على النهج الثوري
لقد أحيت الجماهير موسم عاشوراء بزخم وتلاحم بين قيم عاشوراء والواقع السياسي الذي نعيشه فعمل الناس على إحياء الشعائر بروح ثورية أثبتت فيها الجماهير أنها مؤمنة أن فلسفة عاشوراء لاتنفك عن الجهاد ضد النظام الفاسد والعمل على اقتلاعه، وإننا ندعو جماهيرنا للإستمرار في مابتدؤا فيه من استعمال شعائر العزاء لتهيئة النفوس للجهاد والتضحية ولبس الأكفان وإعلان البرائة من الظالمين والسعي لإسقاطهم فإن ذلك هو النهج الوحيد الذي يتحقق من خلاله الإصلاح في أمة رسول الله “ص”.
الشهيدة المظلومة
كان الخبر الذي تواتر عن استشهاد إمرأة من قرية الديه الأبية وقيل أن اسمها “زهراء صالح” موضوع نقاش بين تأكيد ونفي لجهة المنطقة التي تنتمي لها الفتاة وجنسيتها وطريقة استشهادها. وقد عمد النظام الحاكم المجرم على إبقاء حالة الشك والتردد عند الجهات الشعبية والسياسية والحقوقية من أجل مكاسب سياسية خبيثة ستتبين لاحقاً، ومن ضمنها التغطية على جريمة اقدم عليها النظام ولم يستطع بروايته الضعيفة أن يلصقها بالثوار، خاصة أن إعلام الثورة قد رصد المرتزقة وهم يقومون برمي الأسياخ الحديدية على المتظاهرين.
وبغض النظر عن أصل الفتاة فإن كل الشواهد تدل على أننا شهدنا في الأيام القليلة الماضية جريمة أخرى من جرائم النظام التي عمل على إخفائها في جنح الظلام وتحت تستر وتواطئ من قوى النفاق الغربي، وهذه ليست المرة الأولى التي قتل فيها النظام مدنيين أبرياء وعمل على إلصاق التهمة بالثوار، وما قصة الأسيوي الذي قتله المرتزقة في مجزرة سترة واتهم فيها النظام الثوار ببعيدة عن ذاكرة الناس والمراقبين. وبناءً على ذلك فإننا نحتسب المظلومة زهراء صالح شهيدة قد قتلها النظام بدم بارد وندعو الجماهير لتلبية دعوة إئتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير في عمل تشييع رمزي لها والغضب لمظلوميتها.
عيد الشهداء يوم للوفاء والثورة
تفصلنا أيام قلائل عن ( 17 ديسمير ) ذكرى سقوط أول شهداء ثورة الكرامة في تسعينات القرن الماضي، لنعيش أياماً أخرى نشم فيها عبق الكرامة والشهداء الذين سقوا بدمائهم شجرة الكرامة والحرية، حيث بقت دماء الشهداء وقوداً في كل مراحل نضال شعبنا مروراً بمراحل تاريخية مهمة من نضال شعبنا ضد حكم آلِ خليفة الغير شرعي. إن إحياء عيد الشهداء يذكرنا أن هناك شهداءً قضوا في ثورة الكرامة في تسعينات القرن الماضي وقبلها ومازال النظام الذي قتلهم يمارس سياسة القتل واقتراف الجرائم أبشع من ذي قبل، ولعل من أسباب تكرار النظام لجرائمه السابقة أننا قبلنا بالصلح معه ولم نستهدف رأس النظام في حراكنا السياسي.
وإننا إذا وقعنا في خطأ الصلح مع النظام الغير شرعي مجدداً، ولم نسمي ونلاحق المجرمين الحقيقيين على رأس الهرم السياسي، فإننا سنثبّت نظام آل خليفة ليرتكب المزيد من الجرائم بل أبشع مما مر على هذا البلد ليومنا هذا. فمن هذا المنطلق يدعو التحالف من أجل الجمهورية الجماهير وعوائل الشهداء لرفض الصلح والتسويات مع النظام ورفض قبول أي تعويضات مادية تعفي حمد ورؤوس النظام من الملاحقة القضائية والمسؤولية السياسية عن القتل والجرائم الأخرى، وندعو جميع أبناء الشعب لإحياء عيد الشهداء بزيارة قبورهم والخروج في مسيرات الغضب وممارسة العصيان المدني، وتجديد العهد بالإستمرار في نهج الشهداء حتى سقوط النظام وقيام نظام حكم ديمقراطي منبثق من ثقافة شعبنا المسلم.
صادر عن:
- تيار الوفاء الإسلامي
- التاريخ: 10 ديسمبر/كانون الأول 2011م