كلمة سماحة السيد مرتضى السندي في المؤتمر الافتراضي لقوى المعارضة

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين

إن يوم القدس هو يومٌ لإحياء الإسلام، لإحياء قيم رفض الظلم والاستبداد، لإحياء قيم علي بن أبي طالب (ع): «كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً».

إن يوم القدس هو يوم صرخة المستضعفين في وجه المستكبرين، هكذا عبّر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه حينما دعا إلى يوم القدس العالمي، نلتقي في كل عام على لنسترجع ونحيي هذا اليوم وننفض الغبار عن قضية فلسطين؛ لأن هناك مؤامرة كبرى تريد أن تطمس القضية الفلسطينية، هذه القضية المحورية التي أصبحت فرقان بين الحق والباطل، بين المصلحين والمفسدين، بين المؤمنين المجاهدين وبين الظالمين المستبدين المستكبرين.

قضية القدس تحولت إلى فرقان، اليوم قضية الصلاح والفساد هي قضية القدس، يمكن أن نشخص من على طريق الجادة ومن الذي انحرف عن طريق الجادة من خلال مقياس من مع القدس ومن تخلّف عن القدس، اليوم نجد بأن الخدّام العرب قد خانوا قضية فلسطين وقد تخلوا عن قضية القدس، في اجتماعات الجامعة العربية في كل عام نجد بأنه هناك بيانات إدانة للكيان الصهيوني، أما في الاجتماع الأخير وجدنا أن هناك غض طرف عما يجري في أرض فلسطين، هذه بداية الخيانة وهذه انحراف علني، لقد كانت الخيانة تحت الطاولة، أما اليوم فقد أصبحت فوق الطاولة.

ما حصل من تطبيع علني من الإمارات والبحرين، ومن ورائهم السعودية، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يمثل شعوب هذه المنطقة، إن شعوب هذه المنطقة قد تشربت الإيمان ومفاهيم الإسلام، ولا يمكن بأي حال أن يقبلوا الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، يطبعون مع من؟ مع قاتل الأطفال والنساء؟ مع الذي يحتل أراضي الإسلام؟ من جولان إلى مزارع شعبا إلى فلسطين المحتلة، كل هذه الأراضي هي أراضي إسلامية، اليوم يراد فرض مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني على الأمة والمجتمع تحت شعارات التعايش بين الأديان.

هناك فرق بين دين اليهودية وبين الصهيونية، الصهيونية التي تفكر كيف تتمدد وكيف تحتل وتسرق أراضي وخيرات وبلدان المسلمين، أما اليهودية فهو دين سماوي، ونحن وإن كان يختلف عن الإسلام إلا أن الإسلام يحث على التعايش بين الأديان، ولكن الطرح الذي يطرحونه هؤلاء ما هو إلا غطاء يحاولون أن يغطوا بهم عوراتهم، عوراتهم انكشفت لكل الأمة، اليوم كل الأمة يعرفون أن هؤلاء الحكام هم خونة، قد باعوا قضية فلسطين من أجل أيام أكثر، يوم أو يومين ليطيل مدة حكمهم على كرسي الحكم.

اليوم هناك رعب يعيشه هذا الطاغية القزم المجرم سفاح الدماء، منتهك الأعراض، هادم المساجد، يحاول أن يغطي عوراته، يرفع شعار التعايش بين الأديان، أي دين هذا يعرف؟ دين هدم المساجد وحرق المصاحف وقتل دماء الأبرياء وانتهاك الأعراض وسجن النساء، أنسينا كل ذلك؟ لا يمكن أن ننسى كل هذه الجرائم.

من الذي جلب درع الجزيرة إلى البحرين؟ ليهدموا المساجد ويكسروا ويخربوا الحسينيات ويحرقوا القرآن وينتهكوا الأعراض، من الذي أمضى حكم الإعدام على الشهداء الأبطال الذين وقفوا وتلقوا رصاصات الغدر بصدورهم؟ الآن يأتي ويتحدث عن التعايش بين الأديان، التعايش بين الأديان وهو يسجن الآلاف من المواطنين الشيعة لأنهم يرفضون الذل والمهانة، التعايش بين الأديان وهو هدم أكثر من 38 مسجداً، وهو الذي يعتقل علماء الدين ويلاحق الشرفاء، التعايش بين الأديان وهو يشتم طائفة بأكملها في وسائله الإعلامية الرسمية وصحفه الصفراء في كل يوم، التعايش بين الأديان وهو يميز في الإسكان والوظائف والعلاج وفي كل الخدمات التي تقدمها الدولة، هناك تمييز طائفي بغيض واضح، لا يمكن أن تغيبه السحاب، فهو في وضوح الشمس، ولا يمكن أن تغيبه هذه المقالات التي تحاول أن تغطي وتجمّل الوجه القبيح لهذه السلطة الغاشمة القاتلة.

أقول إن ما قامت به السلطة الخليفية في البحرين هي خيانة للأمتين العربية والإسلامية، وإن شعب البحرين يقف في وجه هذه الخيانة ويرفض التطبيع وسوف يتصدى للتطبيع، وأن أي صهيوني تطئ قدمه أرض البحرين سوف يكون هدفاً مشروعاً لأبناء شعب البحرين، ولن نقبل بنقل التجربة الصهيونية في فلسطين إلى البحرين، من خلال التجنيس السياسي وطرد المواطنين الأصليين، والقبضة الأمنية المشددة وهذا ما صرح به وزارة داخلية الخليفيين، سوف نتصدى لكل المؤامرات ولن نقبل أبداً بهذا التطبيع وسوف نطرد الصهاينة من أرضنا أذلاء صاغرين بإذن الله، وسوف نبقى مع القدس والقدس أقرب لنا من هؤلاء الحكام الخونة، والقدس أقرب إلى قلوبنا وديننا وثقافتنا، ونحن ننتمي إلى ثقافة القدس والمقاومة ورفض الظلم وهيهات منا الذلة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى