كلمة سماحة السيد مرتضى السندي في حفل يوم القدس العالمي في بغداد
أعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم أيها الأخوة الحضور ورحمة الله وبركاته
السلام على شباب عراق علي والحسين، السلام على أخوتنا وأحبتنا المجاهدين الذين رفعوا رأس الأمة عالياً من خلال مواجهتهم لجيش الأسطورة الكاذبة وإخراجه ذليلاً صاغراً.
نلتقي اليوم معكم على أعتاب يوم القدس العالمي، اليوم الذي دعا لإحياءه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، يوم القدس يمثل صرخة المستضعفين في وجه المستكبرين، اليوم الذي يعلن فيه مستضعفو العالم أنهم يقفون صفاً واحداً في وجه مشاريع قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يريدون أن يهيمنوا على خيرات ومقدرات الأمة العربية والإسلامية.
لقد شخّص الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه الداء مبكراً وكشف مخططاتهم مبكراً وطرق جرس الإنذار ووضع يده على الجرح، وأعطى الأمة وصفة علاج إلا أن كثيراً من أبناء أمتنا لم يستمعوا لكلام الإمام الخميني في تلك الحقبة، إلا أن الأمة اليوم تستيقظ وتنهض من سباتها وتنفض الغبار عنها وتتصدى لمسؤولياتها.
هدف العدو هو السيطرة على مقدرات الشعوب واحتلال أوطانها وسلب الشعوب إرادتها، وتفكيك كل عناصر الأمة من جيوش عسكرية ومشتركات دينية، فعمل العدو على نشر الفتنة الطائفية لتحل محل الصراع الإسلامي الصهيوني، وأثار الفتنة العربية الفارسية لكي نغفل عن صراعنا العقائدي مع الصهيونية.
نعم لا زالت بعض الأنظمة العميلة تطبق المشروع الصهيوني وتعمل وفق الأجندة الصهيونية الاستكبارية، إلا أن شعوب هذه المنطقة تنبهت لمشروع الأعداء وحصل فاصل بيّنٌ بين هذه الأنظمة العميلة والشعوب الحرة الأبية.
إخواني وأحبتي يا شباب العراق، اعلموا أنكم من أكبر الشعوب استهدافاً في عصرنا هذا، يستهدفونكم ثقافياً واقتصادياً ودينياً، ويستهدفون هويتكم، كل ذلك من أجل تحييدكم عن الصراع الحقيقي وهو الصراع مع قوى الاستكبار والكيان الصهيوني قاتل الأطفال والنساء، يوماً يشغلونكم بالقاعدة ويوماً بداعش ويوماً بالخلافات البينية، ولا يسمحون للدولة بتجاوز أزمة الخدمات الداخلية والضرورية للشعب العراقي من بنية تحتية وكهرباء وغاز وغيرها من احتياجات ضرورية للمواطن العراقي، وأخرى من خلال افتعال صراعات بينية داخلية، المهم هو أن ينشغل الشعب العراقي بمشاكله الداخلية التي لا تنتهي ولا يراد لها أن تنتهي، ليتم تحييده عن الصراع الإسلامي الصهيوني، أو الصراع العربي الصهيوني.
إن تجمعكم هذا يعيد للأمة هيبتها وقوتها وتماسكها، ودليل على يقظة الأمة ووضوح هدفها وعدم ضياع بوصلتها، إن هذا التجمع يقلق الأعداء، لا تشكوا في ذلك، وهو دليلٌ على فشل مشاريع الإلهاء والتحييد.
أشكر الأخوة القائمين على هذا الحفل والتجمع وأشكر الأخوة الحاضرين في هذا الحفل، وأنتم أهلها إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.