كلمة سماحة السيد مرتضى السندي بمناسبة عيد الفطر المبارك

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين

أبارك لكم جميعاً حلول عيد الفطر المبارك، وأبارك لصاحب الأمر الإمام المهدي المنتظر (عج) وللإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه، ولجميع المراجع والعلماء وللأمة الإسلامية جمعاء هذا العيد المبارك الذي يحل علينا في هذا اليوم العظيم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا العيد يوم رحمة ومغفرة وزكاة لنا، أن يكون هذا اليوم يوم قبول لأعمالنا وصيامنا وقيامنا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالنا في هذا الشهر الكريم وأن يحشرنا مع القرآن الكريم، إن شاء الله تعالى.

ورد عن أمير المؤمنين (ع): «أشد الغصص فوت الفرص»، وعنه (ع): «بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة».

لقد كان شهر رمضان الكريم يمثل أعظم الفرص في أعمارنا، ففيه ليلة القدر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بنص القرآن الكريم أنها خيرٌ من ألف شهر، كم سنة نعيش نحن في هذه الدنيا؟ هل سنعيش ألف شهر؟ يعني هذه الليلة الوحيدة ممكن أن تكون خير من أعمارنا جميعاً، هذه فرصة من فرص الله سبحانه وتعالى التي أنعم الله بها، حيث كنا في شهر ضيافته، شهر الرحمة والعطاء واستجابة الدعاء، الشهر الذي كان نومنا فيه عبادة وأنفاسنا فيه تسبيح، كانت قراءتنا لآية من القرآن بمثابة ختم للقرآن، نحن اليوم نقول هنيئاً لمن اغتنم هذه الفرصة و وا أسفاه على من فاتته هذه الفرصة ولم يغتنمها حق اغتنامها، لذلك ورد عن النبي الأكرم (ص) في خطبته لاستقبال الشهر الكريم: «فإن الشقي من من حُرِمَ غفران الله في هذا الشهر العظيم».

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشملنا برحمته ومغفرته، وأن يكتبنا من السعداء ويمحو اسمنا من الأشقياء، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم جميعاً صالح الأعمال.

أما ما يتعلق بالشأن السياسي، سأتكلم في نقطتين:

النقطة الأولى: ما يتعرض له أخوتنا وأحبتنا في أرض فلسطين.

إن العدو الصهيوني قد أسرف في القتل وفي جرائمه كعادته، وفي كل عام في شهر رمضان نجد أن هذا العدوان يتجدد، اليوم الكيان الصهيوني الغاصب بأرض فلسطين يسرف في قتل الأطفال والنساء ويقتل المدنيين ويرتكب الجرائم الكبيرة ولا يعطي حرمة لشهر الله ولا لعيد الله الأكبر عيد الفطر، لذلك نجدد إدانتنا لما يجري من جرائم واسعة وكبيرة على أخوتنا في أرض فلسطين، ونعلن تأييدنا وتضامننا الكامل مع أخوتنا، خصوصاً مع المقاومة الباسلة، إننا ليثلج صدورنا أن نرى الصواريخ التي صنعت بأيدي فلسطينية تدك الأراضي المحتلة وترعب الصهاينة، لذلك نحن نعلن تضامننا الكامل مع أخوتنا المجاهدين في أرض فلسطين، ونعلن براءتنا من هذه الحكومات العميلة الخائنة التي تمد يدها لتصافح اليد القاتلة للأطفال والنساء، والتي تطبّع مع الكيان الصهيوني وعلى رأسها مملكة الدم والظلم السعودية، والإمارات العربية أو الإمارات العبرية، والحكومة الخليفية، إن هؤلاء الحكام قد خانوا دينهم وشعوبهم وعروبتهم، وقد انفصلوا بهذه الأعمال الشنيعة عن شعوبهم، إنهم شركاء في الدم الذي يسفك في أرض فلسطين؛ ‌لأنه في اللحظة التي يُقتل فيها أبناء فلسطين، تمتد أياديهم لتصافح اليد القاتلة لتسفك الدماء، وأنه هناك تعاون أمني واستخباراتي مع هذا الكيان الغاصب الظالم في أرض فلسطين.

إننا نعبر عن إدانتنا الكبيرة الواسعة لما يجري من تطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب، وندعو أبناء شعبنا في البحرين وجميع الشعوب الحرة إلى التظاهر وإعلان الرفض لهذا العدوان الجائر الظالم لأخوتنا في أرض فلسطين.

النقطة الثانية: فيما يتعلق بملف البحرين، نؤكد على نقطتين:

1- نعلن تأييدنا الكامل لما ورد في تصريح الأستاذ المجاهد البطل الأستاذ عبدالوهاب حسين، الذي خرج من داخل السجن بكلمات صغيرة ويتحدى الجلاد والقاتل، ويعلن تصميمه على الاستمرار في نفس النهج والمبدأ، وأنه لم يتعب ويكل وينهزم، وأعلنها مدوية في وجه الظالم بأننا مستمرون في مطالبنا ولم نتعب ولا نستعجل الحلول، نحن نؤيد هذا التصريح ونعلن تأييدنا الكامل له، وأننا ماضون معه حتى النهاية، حتى تحقيق كامل المطالب التي خرج من أجلها أبناء شعبنا والشعارات والأهداف التي رددها في ميدان الشهداء، وعلى رأسها إسقاط النظام الخليفي الجائر القاتل المستبد الخائن للعروبة والدين وللشعوب وكل القيم السماوية.

2- نؤكد مطالبتنا بالإفراج عن جميع المعتقلين بدون قيد أو شرط، بلا عقوبات بديلة وسجون مفتوحة، فإن الحق الطبيعي لهؤلاء المعتقلين هو أن يكونوا بين أهليهم وفي وسط عائلتهم وأن يعيّدوا مع عوائلهم ويفرحوا معهم، كل لحظة يبقى فيها هؤلاء المعتقلون في داخل السجون، تشكل إدانة تضاف إلى الإدانات الأخرى للجريمة التي يرتكبها النظام الخليفي في البحرين.

نجدد مطالبتنا بالإفراج الفوري والعاجل لهؤلاء المعتقلين بدون قيد أو شرط، ونؤكد أن المطالبة بالإفراج عن المعتقلين لا بد أن لا تنفك عن المطالبة بالحقوق والأهداف السياسية التي سُجن من أجلها المعتقلين، ينبغي أن لا نقبل أن تذهب كل هذه التضحيات هباءاً منثوراً، نحن قدمنا التضحيات الغالية والكبيرة، من دماء وسجن وتعذيب وهجرة ومطاردة، اليوم يراد أن يعطى لشعب البحرين الفتات ويرضى بالرضوخ والسكوت، لن نقبل بالفتات وسنبقى نطالب بأهدافنا ونسعى لأهدافنا حتى تحقيقها، لن نعجر ولن نتعب ولن نمل، وسنواصل المسير حتى تحقيق الأهداف التي سقط من أجلها الشهداء وقدم لأجلها الشهداء كل دماءهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى