بيان: في الذكرى العاشرة لانطلاق ثورة ١٤ فبراير نؤكد على الأهداف وننطلق نحو الآفاق بالاستناد على سيادة شعبنا وإرادته
بسم الله الرحمن الرحيم
حلّت علينا اليوم الذكرى العاشرة لثورة شعب البحرين، ثورة ١٤ فبراير التي لم تبدّل تبديلاً، لرسوخ وعظمة أركانها، من رموز قادة استثنائيين في فكرهم وتجربتهم وثباتهم ونضالهم ومعيّتهم مع الناس، وأهداف نبيلة كبرى، ترخص من أجلها الأرواح والأبناء والأموال وزهرة الحياة الدنيا، وشعب معطاء لم يخلد طوال تاريخه لواقع طاغي، ولم يركن لحكم ظالم، ومبادئ مقدّسة بقداسة الإسلام الذي تنطلق منه.
تطل علينا الذكرى العاشرة لثورة ١٤ فبراير هذه المرّة بعبرة كبيرة لتعزز نفسها لدى جماهيرها، ولتنتصر لنفسها هذه المرّة، أمام الداخل والخارج، وتنتصر لجذورها و لأحقّيتها في الانطلاق والاستمرار، وأحقيّة أهدافها ووسائلها، ولتصدّق في مسارها الرؤية الثورية والمقاومة في النضال والتغيير، وتكشف عدوّها والمتآمرين عليها.
خمدت ثورات ولم تخمد ثورة اللؤلؤ، وتبدّلت أهداف مثيلاتها، ولم تبدّل أهدافها، وصودرت مبادئ شعوب انتفضت، وأبت ثورة ١٤ فبراير إلا أن تبقى نقيّة في مبادئها وأهدافها، مشخصة لأصدقائها وأعدائها، لهذا انبرت تكافح مؤامرات الشرق والغرب، وتقارع أمريكا وأذنابها.
في الذكرى العاشرة لثورة ١٤ فبراير وبعد أن خالفت ثورتنا وخالف شعبنا بحراكه في الأيام الفائتة كل القواعد الاجتماعية والسياسية التي توقّعت ركونه وتعبه وانطفاء شعلته، نؤكد على ثوابت ثورتنا التالية:
أولا: ثورة ١٤ فبراير ثورة حق وعدل وهدفها المتمثل بنظام حكم شعبي ينهي الحكم الخليفي ويستند على دستور الشعب والإرادة الشعبية، وعلى قاعدة صوت لكل مواطن، هو هدف ديني ووضعي مشروع، وفق كل القواعد الدينية والوضعية، ووفق الآليات الديمقراطية المتعارفة والمقرّة أمميّا.
ثانيا: مرجعية شعب البحرين المسلم وسيادته على المشهد السياسي وخيارات الثورة والقوى الثورية والسياسية هو حق أصيل كفله الإسلام العظيم والقوانين الوضعية وصدح به الرموز القادة، وصدّقته التجارب الثورية المنتصرة.
ثالثا: الوحدة الجماهيرية ووحدة قوى المعارضة على قاعدة المبادئ الإسلامية والوطنية المشروعة هي وحدة مقدّسة لاتفريط فيها، فبوحدتنا وبوحدة جماهيرنا تتشكل قاعدة ومشاريع التغيير.
رابعا: إن خيانة التطبيع بين الكيانين الخليفي والصهيوني تعتبر نقطة فارقة في عمر ثورة ١٤ فبراير ومبادئها وأهدافها ووسائلها، وإن ثورة ١٤ فبراير اليوم تسبر طريقها في قبال نظام حكم هو جزء من التركيبة الأمريكية والصهيونية التآمرية على الإسلام والأمّة.
خامسا: إن تجربة ١٠ سنوات من عمر الثورة قد أفرزت أعداء وأصدقاء الثورة بشكل لا لبس فيه، وأفرزت اصطفاف شعب البحرين وقواه الحية بشكل واضح مع محور المقاومة، ومع نهج المقاومة المشروعة، قبال محور الشر الأمريكي.
في الختام نقف وقفة الإجلال والتصاغر أمام رموزنا وقادتنا الأسرى والمطاردين والمغتربين وأمام أهل التضحية من عائلات الشهداء والأسرى وكل من بذل من عمره وماله من أجل أهداف الشعب وتطلعاته. كما نشيد بأبناء الجيل الجديد الذي انطلقت بوادر حراكه في الساحات، والذي سيواصل الطريق مستفيدا من تجربة السنين الماضية.
الرحمة والخلود للشهداء والنصر لثورة شعبنا الأبي المقاوم.
صدر عن: تيار الوفاء الإسلامي
عضو التحالف من أجل الجمهورية
صدر بتاريخ: ٢ رجب الأصب ١٤٤٢هـ، الموافق ١٤ فبراير ٢٠٢١م