رسالة ومناجاة من الأسير علي فخراوي لروح الشهيد سليماني
أيها الحاج العزيز .. يا لواء الإسلام العظيم .. يا من كنت حقاً مالك لعلي زمانه، كان الإمام الخامنئي روحي فداه للإمام الخميني العظيم كما كان إمام المتقين أسد الله الغالب علي (ع) للنبي الأعظم الأكرم (ص)، فأنت كنت مالك له كما كان مالك لعلي (ع)، فلا غرابة أن يتألم علي زمانه لفراقك كما تألم علي (ع) لفراق مالك.
أيها الحاج العزيز .. قلتَ مراراً وتكراراً وبإصرار كبير بأن الإمام الخامنئي روحي فداه مظلوم، مؤكداً على أن لا صفة تفوق صفة مظلوميته رغم كل صفاته الإلهية، والله بالله تالله ما يربو ويزيد عليّ عقدين من الزمن، لم يمر يوماً واحداً لم أدعو فيه وأنا أناجي خالقي جل وعلا بهذا الدعاء: «اللهم احفظه وأنصره وأطل في عمره الشريف وأهلك أعداءه». فهو مظلوم كجده أمير المؤمنين (ع) لكن مع فارق، جده أمير المؤمنين (ع) كان مظلوماً من الخواص والعوام بشهادته في مختلف خطب نهج البلاغة، أما هو فمظلوم بكل ما تحمل الكلمة من معنى من الخواص، ولكن الأمر يختلف كلياً عندما يتعلق بالعوام بشهادته هو روحي فداه، مراراً وتكراراً قال بأن العوام أثبتوا بصيرتهم وأبلوا بلاءً حسناً في مواقف متفرقة وحساسة، وهذا ثابت بالتجربة والتاريخ المعاصر يشهد، من قال لك بأننا سنتركه وحيداً؟! ليتني مت وكنت نسياً منسياً ولم اقرأ هذا الكلام.
أيها الحاج العزيز .. وعداً منا إليك وهو بإذن الله وعد غير مكذوب، أرواحنا وأموالنا وأولادنا وأهلنا فداء لتراب قدمه، لن نفرّط بذرةٍ من تراب قدمه لو أعطينا الدنيا بما فيها، نحن لسنا بأهل المدينة ولا بأهل الكوفة لنترك علي زمانه وحيداً، إننا ببركة صاحب العصر أرواحنا فداه صادقون في قولنا: أن الدم الذي يجري في عروقنا فداء لقائدنا.
أيها الحاج العزيز .. عندما غادر الإمام الخميني العظيم رحمه الله إلى الرفيق الأعلى وجاء خلفه الصالح الإمام الخامنئي روحي فداه، كان يردد الشعب الإيراني المسلم وما زال يردد الشعار التالي: «خامنئي خميني دیگر است ولايتش ولايت حيدر است» أي «الخامنئي خميني آخر ولايته ولاية حيدر».
الشعب البحراني غالبيته لا يتقن اللغة الفارسية كونهم يتحدثون أفضل لغة وهي لغة القرآن ولغة أهل الجنة، لكنهم يعتقدون اعتقاداً عقلياً وقلبياً راسخاً جازماً بهذا الشعار.
أيها الحاج العزيز .. أكدت على أن الإمام الخامئني روحي فداه نفس الإمام الخميني العظيم (رح)، وامتداد لنهجه وعلى الجميع إطاعته إطاعة مطلقة، أكدت أيضاً على أن الجمهورية الإسلامية هي خيمة رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأبناء الحسين (عليهم السلام)، أي خيمة الإسلام، وبسقوطها لن يبقى من الإسلام شيئاً.
أيها الحاج العزيز .. نم قرير العين، فلا نحن ولا بقية الشعوب المسلمة المستضعفة الحرة في المنطقة والعالم الذين هم ليسوا بأقل منا إن لم يكونوا أفضل منا سيهدأ لنا بال إلى أن يسلم الإمام الخامنئي روحي فداه الراية بيده المباركة إلى سلطان العصر يوسف فاطمة أرواحنا فداه.
أيها الحاج العزيز .. نحن على العهد باقون وعلى نهجك ونهج كل الشهداء معك سائرون، سنبقى دائماً وأبداً نرفع صوركم ونتحدث عنكم لكل الأجيال، جيلاً بعد جيل، ونستلهم العبر والدروس والعزة والكرامة والشجاعة والشهامة.
أيها الحاج العزيز .. أقسم عليك بتلك اللحظات التي وقفت فيها في عمليات الفتح المبين وطريق القدس وبيت المقدس وكربلاء 5 والفجر 8 وقلت يا فاطمة الزهراء فانقلبت الدنيا رأساً على عقب، أقسم عليك بجاه فاطمة الزهراء (ع) عندك، أقسم عليك بجاه الإمام الخميني العظيم رحمه الله عندك،أقسم عليك بجاه الإمام الخامنئي روحي فداه عندك، أقسم عليك بمنزلة الشهداء عندك، أولاً أن تتجاوز عن قصوري وتقصيري في حقك، ثانياً أن تطلب من كل الشهداء بمعزتك عندهم أن يتجاوزوا عن قصوري وتقصيري في حقهم، فإني أبقى ما حييت خجلاً منك ومن كل الشهداء، ثالثاً أن تشفع لي عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ويوم لا ينفع الظالمين مثلي معذرتهم.
ختاماً أود أن أهديكم أيها الأحبة هديتين خاصتين وعزيزتين على قلبي كثيراً، راجياً أن تنالا إعجابكم وتحوزا على رضاكم، أما الأولى عبارة عن خاطرة احتفظت بها للوقت المناسب وباعتقادي القاصر حان الوقت المناسب، والثانية بما أن أول كلمة من الوصية تم نقلها وكتابتها في يوم مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) وحفيدها الإمام الخميني العظيم رحمه الله فالهدية عبارة عن أبيات ألقيت بالمناسبة لكن ما يميزها بأنها ألقيت أمام الإمام الخامنئي روحي فداه وكان فرحاً مسروراً والبسمة تعلو محياه الشريف وهو يهز رأسه تأييداً وتأكيداً على الأبيات، خصوصاً الأبيات الأخيرة منها، مما أدى لتفاعل كبير من قبل الحضور، فديتك وفديت بسمتك، فقد خبت بريقها بعد افتقادك لمالكك، لك الحمد والمنة إلهي بعدد الأجرام السماوية على أنني في السجن ولا أرى صورته الملائكية يومياً وهو على هذا الحال، فلا طاقة لي على ذلك وكنت سأموت وأحيا سبعين مرة في اليوم، إلهي بجاه فاطمة أرجع البسمة على وجه ابن فاطمة.
الهدية الأولى: اسمعني جيداً واطلب الشفاعة من الحاج قاسم!
في إحدى زيارات الإمام الخامنئي روحي فداه لعوائل الشهداء في محافظة كرمان، والذي بالطبع يكون الحاج قاسم برفقته، جاء له أحد أفراد عائلة الشهيد وقال له لدي طلب من الغير مقبول أن تردني؛ أعطني ضماناً أنك تلبي حاجتي.
قال سماحته روحي فداه: تفضل.
قال: أريد منك وعداً أن تشفع لي يوم القيامة.
رد سماحته: ما هذا الكلامّ ومن أنا حتى أشفع لك؟ دعني أولاً أحصل على من يشفع لي يوم القيامة، بعد ذلك أشفع لغيري.
أصرّ الشخص على طلبه.
قال سماحته سائلاً: هل حقاً تريد الشفاعة ليوم القيامة؟!
قال: نعم.
قال سماحته: إذا كنت تريد الشفاعة حقاً خذها من الحاج قاسم.
ارتبك الحاج قاسم وتغيّر لونه لكنه لم يستطع قول شيء، قال ذلك الشخص لكنني أريدها منك.
فرد سماحته بشكل جاد وحاسم: أسمع ما أقول لك جيداً وأطلب الشفاعة من الحاج قاسم قبل أن يفلت من يدك ويغادر المكان.
يطلب الشخص الشفاعة من الحاج قاسم وهو احتراماً لسماحة الإمام يوافق.
بعد فترة وفي لقاء للحاج قاسم مع عوائل شهداء كرمان في إحدى الحسينيات، يكون هذا الشخص موجود أيضاً، يذهب للحاج قاسم مذكراً إياه بالأمر طالباً منه أن يجدد وعده، يرد عليه الحاج قاسم: دع عنك هذا الهراء واتركني وشأني، من أنا حتى أشفع لك؟!
يقول الشخص له: إن لم تجدد الوعد سأصرخ بأعلى صوتي مخبراً الجميع بما قاله الإمام الخامنئي روحي فداه عندك، فيقول له الحاج قاسم: لك ما تريد فقط لا تفضحني على رؤوس الأشهاد.
يا إلهي .. من أنت يا حاج قاسم حتى يقول نائب الحجة بن الحسن أرواحنا فداه بالحق الإمام الخامنئي روحي فداه عنك هكذا؟! كل الكلمات تقف عاجزة في بيان كنه عظمتك لذى استأذنك بالتزام الصمت وعدم التجاسر عليك.
الهدية الثانية: أبيات شعرية في حق مولاتنا فاطمة الزهراء (ع)، لا أجد أحداً أعظم من سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (ع) لأختم الحديث بها، فأفضل الختام التوسل بمن الكون مخلوق لأجلها.
السلام عليكِ يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد يا قرة عين الرسول يا سيدتنا ومولاتنا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهة عند الله اشفعِ لنا عند الله.
أيها الشهداء إني خجل منكم.
آمدی تا که نگین دل خاتم باشی (أتيت لتكوني فص قلب خاتم الأنبياء)
کوثر و خیر کثیر همه عالم باشی (لتكونِ الكوثر والخير الكثير لكل العالم)
آمدی فاطمه! صبح ازلی روشن شد (جاءت فاطمة ليشرق صباح الأزل)
آمدی فاطمه! چشمان علی روشن شد (جاءت فاطمة لتقر عيْنيْ علي)
چشم مولا که شد از نور تو روشن ای ماه (عين المولى التي أنورت بنورك القاصر)
گفت لا حول و لا قوة ألّا بالله (قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
تو که در بندگی و زهد و وفا دریایی (أنت بحر العبودية والزهد الوفاء)
پاره قلب نبی انسیةالحورایی (قطعة قلب النبي الأنسية الحوراء)
حضرت طاهره منصوره بتول عذرا (السيدة الطاهرة المنصورة البتول العذراء)
راضیه مرضیه صدیقه زکیه زهرا (الراضية المرضية الصديقة الزكية الزهراء)
خانه سادهات از صدق و صفا لبریز است (بيت السادة تلهج بالصدق والصفاء)
قلب سجادهات از نور دعا لبریز است (قلب سجادتك تلهج بنور الدعاء)
هر که از باغ بهشت تو سخن میگوید (كل من يتحدث حديثه عن جنتك)
سخن از حُسن کریم تو حَسن میگوید (يتحدث عن حُسن كريمك حسن)
به سر دوش نبی نور دو عینی داری (على كتف النبي نور عينيك)
جان عالم به فدایت چه حسینی داری (أرواح العالم فداء لك أي حسينٍ عندك)
در کرمخانه لطف تو مقرب باشد (يكون مقرباً في بيت لطفك وكرمك)
هر که خاک قدم حضرت زینب باشد (كل من يكون تراب قدم السيدة زينب)
هر کسی نزد تو احساس بهشتی دارد (الجميع عندك يشعرون بالجنة)
چادرت رایحه یاس بهشتی دارد (تفوح رائحة أزهار الجنة من عباءتك)
چادرت خیمهگه شرم و عفا ف است ای گل (أيتها الوردة عباءتك ظلال للحياء والعفاف)
آسمان دور سرت گرم طواف است ای گل (أيتها الوردة السماء مشغولة بالطواف حولك)
انقلاب تو شده مبدأ ایمان مادر! (أماه جهادك أصبح مبدأ للإيمان)
شده مدیون تو و خون تو قرآن مادر! (أماه أصبح القرآن مدين لك ولدمك)
تا قیامت به همه درس بصیرت دادی (أعطيت درس البصيرة للجميع إلى يوم القيامة)
تو به دین این همه سرمایه عزت دادی (أعطيت للدين كل هذا الرأسمال من العزة)
نقش یا فاطمه سربند مجاهدها شد (أصبح نقش عصابة يا فاطمة على عصابة كل المجاهدين)
امتداد ره تو نهضت عاشورا شد (أصبحت ثورة عاشوراء امتداد لنهجك)
مكتب سرخ ولاى تو حسينيها داشت (مدرسة ولايتك الحمراء فيها الحسينيون)
نسل تو خامنه ايها وخمينيها داشت (نسلك فيه الخامنئيون والخمينيون)
ماند نام تو و در کل جهان نامی شد (مثلكِ أصبحوا رمزاً لكل العالم)
نور تو مبدأ بیداری اسلامی شد (نوركِ أصبح مبدأ للصحوة الإسلامية)
رشته مهر دل ما همه در دست شماست (خيط محبة قلوبنا جميعاً في يدكِ)
کشور ما به خدا خانه دربست شماست (نظامنا الإسلامية والله ملككِ)
هرچه تهدید و یا هرچه که تحریم شویم (مهما هددونا ومهما عاقبونا)
به خداوند محال است که تسلیم شویم (والله من المحال أن نستسلم)
گر مقاوم همگی لب ز شکایت دوزیم (لو أطبقنا فمنا من الشكاية وقاومنا جميعاً)
به خدا با مدد مادریات پیروزیم (والله بمدد أمومتكِ نحن منتصرون)
آی ای دشمن زهرا و علی ننگت باد (أنت يا عدو الزهراء وعلي العار لك)
کمتر ای بیسروپا زمزمه جنگت باد (يا من لا أهل ولا فصل لك قلل من تهديدات حربك)
كه مرا زمزمه جنگ تو آزار دهد (لأن تهديدات حربك الفارغة تقهرني)
و اگر رهبر من رخصت پیکار دهد (وإذا القائد أذن لي بالجهاد)
به خدا سر ز تن نحس تو سرکش بزنم (والله أحز رأسك من جسدك النحس)
دفتر و میز و گزینههایت آتش بزنم (وأحرق طاولة مفاوضاتك وكل خياراتك المطروحة)
همه دنیا شده فریاد عدالتخواهی (كل العالم أصبح ينشد بالعدالة)
کاش این جمعه شود با مدد تو راهی (ليت هذه الجمعة بمددك يأتي)
آن سفرکرده که صد قافله دل همره اوست (ذلك المسافر الذي يرافقه مئات القوافل من القلوب)
عالمی منتظر گفتن بسمالله اوست (العالم ينتظره أن يقول بسمه تعالى)
کاش میآمد و بودیم کنارش یارش (ليته يأتي لنكون بجانبه ومن أنصاره)
هر کجا هست خدایا به سلامت دارش (إلهي أينما يكون أحفظه وأشمله بعنايتك)