صحيفة الوقت البحرينية:رمز الحركة الجديدة
العدد 1111 السبت 10 ربيع الأول 1430 هـ – 7 مارس 2009
الناشط السياسي ”عبد الوهاب حسين”.. لمع اسمه إبّان العريضة الشعبية في منتصف التسعينات وبروزه كأحد رموز ما عُرف ”بالمبادرة” حين اعتصم مع مجموعة من المعارضين وأغلبهم من رجال الدين في منزل الشيخ عبدالأمير الجمري مضربين عن الطعام بسبب تراجع الحكومة عن وعودها مقابل تهدئة الشارع.
عبدالوهاب حسين الذي درس في الكويت ليسانس فلسفة واجتماع بدعم ومساندة من ابن عمه وزوج أخته، نشأ في عائلة فقيرة، توفي والده وعمره 12 سنة، فعاش حياة يتيمة.
دخل السجن مرتين إبان مرحلة التسعينات في ظل قانون أمن الدولة، مكث في المرة الأولى ستة أشهر ثم قد خرج مع رفاقه ”أصحاب المبادرة” إثر ما عرف باتفاق تم إبرامه مع الحكومة، يقوم بموجبه أصحاب المبادرة بتهدئة الشارع، على أن تقوم الحكومة في هذه المرحلة بإطلاق سراح المعتقلين غير المحكومين، وبعد استتباب الأمن، يتقدم أصحاب المبادرة وشركاؤهم السياسيون بمطالبهم السياسية إلى الأمير الراحل.
إلاّ أن عدم إطلاق سراح المعتقلين تسبّب مجدداً في تأزيم الشارع نهاية العام 1995 ليتم اعتقاله مرة ثانية.
تم الإفراج عن عبدالوهاب حسين مع المعتقلين السياسيين إثر عفو ملكي تزامن مع الحركة الإصلاحية التي قادها جلالة الملك، وكان لعبدالوهاب حسين دور بارز في الدعوة للتصويت على ميثاق العمل الوطني بنعم، بعد اتصالات مكثفة أجراها مع رموز المعارضة في الداخل والخارج، على هدي لقاء جرى مع جلالة الملك بمعية ثلاث شخصيات بارزة “الشيخ عبد الأمير الجمري، السيد عبدالله الغريفي، والدكتور علي العريبي، طلب فيها ممثلو المعارضة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، عودة المبعدين، تجميد قانون أمن الدولة، حاكمية الدستور على ميثاق العمل الوطني، وأن تختص الصلاحيات التشريعية والرقابية للمجلس المنتخب فقط.
بعد مرحلة الميثاق، ترأس حسين اللجنة التحضيرية لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وأصبح عضواً بارزاً فيها، كما أصبح فيما بعد “رئيس جمعية التوعية الإسلامية لمدة سنة، ثم أعلن استقالته منها”.
تربطه علاقة تاريخية مع الشيخ عيسى قاسم تبدأ من بداية الثمانينات عندما كان عبدالوهاب حسين طالبا في جامعة الكويت، وفي الوقت نفسه منتميا إلى جمعية التوعية الإسلامية حيث كان حسين ملاصقا لقاسم، ما أكسبه ثقة قاسم وجعله مقربا منه. وفي بداية التسعينات جمع قاسم بين عبدالوهاب حسين والشيخ عبدالأمير الجمري قبل سفره لإكمال دراسته الحوزوية، وكانت الانطلاقة التي تأسست معها الحركة الدينية المطلبية في التسعينات مع تدشين العريضة الدستورية، حيث كان التيار الديني “الشيعي” بالتحديد متمثلا في لجنة العريضة بين اثنين هما الشيخ عبدالأمير الجمري وعبدالوهاب حسين. لعب عبدالوهاب حسين دورا أساسيا في تسليط الأضواء على الشيخ عيسى قاسم حتى قبل عودته من قم بعد المشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك في .2001
وبعد صدور الدستور الجديد في فبراير/ شباط ,2002 وتحديدا في أكتوبر موعداً للانتخابات في ذات العام، كان لحسين دور كبير في توجيه المعارضة نحو مقاطعة الانتخابات على رغم رأي القيادة العلمائية التي كانت تميل لصالح المشاركة، إلاّ أن دعوة عبدالوهاب حسين إلى المقاطعة أبرزت قدرته على تكوين قناعات الشارع الشيعي، وهو الأمر الذي حذا بالقيادة العلمائية للسكوت. كان عبدالوهاب حسين يمثّل أحد أبرز صقور الوفاق، وبعد قرار الوفاق بالتسجيل تحت مظلة قانون الجمعيات قدّم استقالته من الجمعية واعتزل العمل السياسي بشكلٍ مؤقت.
عاد حسين إلى العمل السياسي بنحوٍ غير مباشر إثر الدعوة التي وجهها لكافة أطياف المعارضة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 إلى الجلوس على طاولة حوار للتشاور والخروج برؤية مشتركة في التعاطي مع الوضع السياسي، تنظيم صفوف المعارضة وبحث سبل وإمكانات عملها المشترك بغية خلق التوازن بينها وبين السلطة من أجل تهيئة الأجواء لعمل المعارضة الجاد، تحقيقاً لمصلحة المواطنين”.
استجابت لدعوة حسين أغلب القوى السياسية المعارضة، إلاّ أن نتائج المشاورات لم تخرج بنتيجة عملية، لاسيما بعد انسحاب جمعية الوفاق من اللقاء الحواري الذي بررته برسالة أمينها العام لحسين والتي جاء فيها “لم يكن في ذهننا أن هذا اللقاء سوف يتمخض عنه اتخاذ قرارات أو مواقف نافذة ليتحول إلى بديل عملي للقوى السياسية القائمة (…) منذ بدء الحوار، أكدنا على توجهنا هذا، ووجب علينا لزاما إخباركم بأننا لا نجد الوفاق في هذا النوع من العمل السياسي، لعدم قناعتنا بإمكان إدارة العمل السياسي بهذه التركيبة المختلطة”.
منذ أكثر من سنة، وبعد قناعة “حسين” بصعوبة التحرّك في الشارع الشيعي دون مؤسسة دينية “رجل دين ذو مرتبة فقهية متقدمة واستعداد لقبوله جماهيرياً” بدأ بالتمهيد لمرجعية “الشيخ عبدالجليل المقداد”.
بعد اعتقال أمين عام حركة حق حسن مشيمع، أعلن عبدالوهاب حسين بمعية عبدالجليل المقداد وآخرين، عن تدشين إضراب عن الطعام احتجاجاً على ذلك، وفي نهاية الإضراب ألقى “المضربون” كلمة أعلنوا فيها إطلاق تحرّك جديد سيجوب القرى والمناطق لتحشيد الشارع والتشاور مع الجماهير بشأن التحرّك الجديد.