الوسط: توظيف سياسي وديني عند خطباء الجمعة بين مقاطعة الانتخابات والملف العراقي

العدد 236 الاحد 3 مايو 2003 الموافق 2 ربيع الاول 1424 هــ

تطرق عبدالوهاب حسين في خطبته الدينية في مسجد الشيخ خلف بالنويدرات إلى علاقة الرسول الأعظم ص بقومه والأجواء التي تتحرك فيها هذه العلاقة من محبة ورحمة وحرص على الأمة، وإسقاط ذلك على واقع الحكام والدعاة والرموز والمصلحين، مطالبا هؤلاء جميعهم بأن يتخذوا من الرسول الأعظم ص قدوة لهم في علاقتهم بأقوامهم وشعوبهم.

وذكر حسين أن الرسول واحد من الأسرة البشرية الكبيرة، يرتبط بهم بوشائج المحبة والود والحرص عليهم، ويسعى الى التعرف على مشكلاتهم وحلها، ويتألم لألمهم ويفرح لفرحهم، معتبرا أن هذه حجة على كل حاكم وداعية ومصلح ورمز بأن يعيشوا مع مجتمعاتهم، ويختلطوا بها، ويتعرفوا على مشكلاتهم في سبيل حلها، ويفرحوا لفرح شعوبهم ويتألموا لألمها، وإلا فإنهم ليسوا جديرين بالمواقع التي يحتلونها.

وتابع حديثه فالأشخاص الذين تتعدد له القصور والفلل والمساكن الفاخرة، في حين أن شعبه لا يملك مسكنا يؤويه، والذين يمتلكون الثروات الضخمة، ويسعون إلى زيادتها بالحلال والحرام وأبناء شعبهم لا يملكون لقمة العيش، هؤلاء ليسوا جديرين بمناصبهم ولا مواقعهم .

ولفت حسين إلى أن الرسول يشق عليه ما يقع فيه المؤمنون من المشقة والألم والأذى، ويسعى إلى أن يخلق لهم أوضاعا مريحة من خلال حل مشكلات الناس، ولا يسعى إلى تأزيم الأوضاع، وخلق أوضاع صعبه، أو يسعى إلى استعداء الآخرين، واستخدام الملفات الساخنة لأغراض سياسية ضدهم، مؤكدا أن أي طرف يقوم بمثل هذا الفعل، فإنه يقوم بعمل شاذ ومخالف للفطرة الإنسانية.

أما على صعيد حديثه السياسي، فقد أثار حسين جدلية المشاركة والمقاطعة، وأشار إلى أن ميثاق التنسيق عمل إيجابي، وتوسيع لرقعة العمل المشترك، إلا أنه لفت إلى أن التركيز على الميثاق جاء على حساب المسألة الدستورية وتحقيق أهداف المقاطعة، داعيا إلى إقامة تحالفات ثنائية رباعية أو ثنائية لتحقيق أهداف المقاطعة.

واعتبر حسين الوضع الحالي للجمعيات الأربع المقاطعة بأنه سير في خط الصفر بين المشاركة والمقاطعة، فلا نحن مع المشاركة لنجني ثمارها، ولا مع المقاطعة فنحقق أهدافها، مع أن قناعتي بالمقاطعة لم تتزلزل، فإذا كانت لأطراف المقاطعة رؤية جدية بشأن المشاركة فليطرحوها، ليناقشها الناس جميعا، فهذا الحل الوسطي مضر بمصالح الأمة وقد يصل إلى درجة الخيانة .

وأشار حسين إلى أن العمل السياسي يتعلق تحديدا بالرؤى والمبادرات، والسعي إلى تحقيق هذه الرؤى والمبادرات، لا برفض أو قبول مشروعات الحكومة فقط، داعيا في الوقت نفسه إلى أن يستند العمل السياسي إلى قوة الجماهير، لأن العمل السياسي بالناس وإلى الناس، والأفكار والرؤى يجب أن تطرح على الناس ليقتنعوا منها ويعملوا من أجلها .

أما إمام جامع المهزع بالمنامة، الشيخ عبداللطيف المحمود، فطالب المسلمين في خطبته الدينية بوضع خطة استراتيجية لإيصال الإسلام إلى جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الإسلام قد ينتشر من خلال بعض الاكتشافات العلمية التي ليس للمسلمين دخل في اكتشافها، ولم يقوموا بالتخطيط لها.

وضرب المحمود مثلا على ذلك، ما وصل إليه العلماء من التكوين الداخلي للقمر، إذ أثبتت التجارب – كما أوضح – أن القمر يحتوي على طبقة من الصخور التي تقسم القمر إلى قسمين، ولم يجد الجيولوجيون تفسيرا لهذه الظاهرة إلى أن القمر انقسم إلى قسمين في بعض المراحل، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، بانشقاق القمر إلى الرسول في معجزة حصلت في مكة.

وأضاف وهذا الاكتشاف جعل بعض الباحثين يدخلون في الإسلام من غير إرادة المسلمين في ذلك ، وفي ربط بذات الموضوع، أشار المحمود إلى أن حملة أميركا على الإسلام في هذه الأيام ستؤدي إلى نشر الإسلام، وتعرف الكثير من غير المسلمين على تعاليمه.

أما على الصعيد السياسي، فقد دعا المحمود المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وتجمعاتهم إلى تجاوز الوضع السيئ، والسعي إلى تحقيق مبدأ الوحدة بينهم، وتأكيد مبدأ التواصل والتسامح فيما بينهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى