الموقع الرسمي للأستاذ عبد الوهاب حسين: بحضور فاق الأربعة آلاف ووسط تأييد أهالي المعتقلين وطلبة العلوم الدينية الاعتصام يزداد صلابة مع دخوله اليوم الخامس
ألقى الأستاذ عبدالوهاب حسين كلمة في المتضامنين الذين فاق عددهم الأربعة آلاف متضامن، انتقد فيها ما تدعيه السلطة من محاولات ” انقلاب، وسعي لزعزعة النظام”، في حين “أن السلطة قامت بانقلابين ولم تحاسب عليهما”، وذلك بعد أن أم المتضامنين سماحة الشيخ عبدالجليل المقداد في خامس أيام الاعتصام والإضراب عن الطعام بتاريخ 17 فبراير بقرية النويدرات.
وإعتبر الأستاذ أن “الانقلاب الأول كان في أغسطس عام 1975 حينما حلت البرلمان وعطلت الدستور”، مشيرا إلى ما رافقه من “حملة اعتقالات” وأنها استمرت في التأزيم “في ظل قانون أمن الدولة حتى انتهى الأمر إلى الانتفاضة الشعبية المباركة (انتفاضة الكرامة)”.
مما أوجد مأزقا “هو في واقع الأمر مأزق للسطة، (…) فجاءت بميثاق العمل الوطني للخروج من ذلك المأزق”، مشيدا بتعامل “أبناء الشعب الشرفاء النبلاء مع الميثاق بحسن نية”، وتناسيهم “كل الجراحات والآلام السابقة أملاً منهم في مستقبل أفضل”.
وأنه “لم يمضي سوى عام واحد على التصويت على الميثاق حتى قامت السلطة بالانقلاب الثاني في 14 فبراير 2002″، وفيه “تفاقم الأمر في ظل برلمان صوري غير قادر على أن يفعل أي شيئ ذو قيمة، حيث صدرت في ظل هذا البرلمان قوانين سيئة مقيدة للحريات ومخالفة للمواثيق الدولية”، وأن الأمر وصل إلى “التأزيم الأمني الذي نعيشه في هذه الأيام وأبرز مظاهره اعتقال الرموز”.
الكل مستهدف
وفيما يتعلق بوحدة الصف الوطني قال “أنهم بدؤوا بما سمى بخط الممانعه، ولكن كل الشرفاء من أبناء الشعب أدركوا بأن هذه البداية، وأن التهديد سوف يستمر وينتقل إلى غيرهم، فإذا انتهوا من الشرفاء في الشارع الشيعي والطائفة الشيعية فسوف تنتقل النوبة إلى الشرفاء في الطائفة السنية”.
وبالتالي فإن قوة الصد “تحتاج إلى وحدة الكلمة ورص الصف”، مخاطبا الجمهور بالقول “ونحن نعدكم بأن هذه أمانة سوف نحملها، ونحافظ على وحدة الصف وعلى وحدة الكلمة”.
شهية الاستبداد
واعتبر أن “قضية أبناء الشعب مع النظام هي قضية مطالب وقضية حقوق، فإذا نال أبناء الشعب مطالبهم العادلة وضمنوا حقوقهم الطبيعية الأساسية فلن تكون هناك مشكلة مع النظام”.
وأن المشكلة تكمن في النظام الذي يملك “شهية في الاستبداد وسلب الحقوق وليست لديه رغبة في أن يعيش أبناء هذا الشعب في عزة وكرامة في ظل الحقوق الطبيعية الأساسية”، مستنكرا استخدام النظام “التأزم وفبركة القضايا الأمنية وخلق المسرحيات”.
في التسعينات لم يسكت الشعب ولم يذل
واستشهد فضيلته بتجربة التسعينات التي بلغ فيها “عدد المعتقلين أكثر من 15 ألف معتقل” ، وبلغ “عدد الشهداء 40 شهيدا”، وتساءل “هل استطاع النظام أن يسكت الأصوات الحرة وأن يفرض على الشعب الذلة؟؟؟ أبدا!!”
متطرقا إلى الرسالة التي نقلها له العقيد عادل فليفل في من السيد هندرسون بأن “الحكومة ليست لديها أية رغبة في الاستجابة إلى المطالب وأن علينا أن نتدبر أمرنا، فقلت له أبلغ السيد هندرسون مني هذا الجواب: أن السلطة في مأزق وفي أزمة، وأنه لا سبيل لها إلى الخروج من مأزقها وأزمتها إلا أن تستجيب إلى مطالب الشعب، فإذا لم تستجب اليوم فسوف تستجيب غداً، وهذا ما تحقق بالفعل، حيث طرحت السلطة ميثاق العمل الوطني للخروج من المأزق”.
حالة المطالبة تتطلب التضحيات
وواصل حديث بالقول “وأنا أقول اليوم ومن هذه المنصة بأن السلطة هي التي تعيش المأزق وليس الشعب، فالشعب يعيش حالة إنسانية طبيعية للمطالبة بحقوقه والمطالبة بالحقوق تحتاج إلى ثمن وتضحيات، وهو في هذه الحالة بحاجة إلى تقديم التضحيات وسوف تنتهي بالفرج بإذن الله”.
سنعلن عن مطالبنا بوضوح
وفيما اعتبر خطوة الاعتصام مجرد “بداية، وسوف تتلوها خطوات أخرى متتابعة ومتسلسلة، وعيوننا ليست على الأيام وليست على الأسابيع والشهور بل السنوات”، أكد أن عدم محدودية التحرك “بالإفراج عن كافة المعتقلين”، “ولكن خطواتنا التالية سوف تكون من اجل كافة المطالب العادلة، وسوف نعلن بكل وضوح وكل صراحة عن مطالبنا، وسيكون الجميع من الحكومة والشعب على بينة بهذه المطالب”.
نريد أن نكون شيئا واحدا
مع إعادة تأكيده على أهمية دور الجمهور في التحرك الجديد فالمسيرة “طويلة وشاقة وتحتاج منا ومنكم إلى الحكمة والصبر والنفس الطويل، ونحن وإياكم نريد أن نكون شيئاً واحداً،و أننا لا نستطيع أن نحقق أي شيئ بدونكم، وكما ذكرت في جلسات الاعتصام، نحن لا نتطلع إلى أن تنفذوا ما نقوله لكم، بل نتطلع أن تمدونا بالأفكار والمقترحات والآراء والملاحظات”، وأن المسيرة تتطلب وجود”الدعم الشامل والمساندة الشاملة بحيث نكون نحن وأنتم شيئاً واحداً”.
مستعدون للتضحية ولا نرفض الحوار
وفي ختام كلمته قال “نحن نقدر بأن هناك صعوبات وقد نحتاج إلى أن نقدم تضحيات، من جهتنا قد وطأنا النفس على تقديم هذه التضحيات مهما عظمت، ومن جهة ثانية قد تسعى السلطة إلى طرح الحوار، نحن لا نرفض الحوار من حيث المبدأ ولكننا لن نقبل ولن ندخل في أي حوار لا تتوفر فيه مقومات الجدية والواقعية وفرص النجاح”.
استمرار وفود المؤيدين
إلى جانب ذلك غصت قاعة الاعتصام بالمتضامنين والمؤيدين لهذه الخطوة، حيث زارهم عوائل معتقلي كرزكان، وعوائل معتقلي ديسمبر 2007، ووفد اللجنة المركزية بجمعية العمل الديمقراطي (وعد)، ووفد طلبة العلوم الدينية بالبلاد، ووفد طلبة العلوم الدينية بسترة (سفالة)، ورابطة رواديد وكتاب السنابس، وعائلة الشهيد علي يوسف الحبيب من سماهيج، واللجنة النسائية في جمعية الإخاء الوطني، إضافة إلى حشد كبير من طلبة العلوم الدينية.
حيث أشاد الأستاذ عبدالوهاب بدور العلماء الأفاضل بالقول “زيارتكم تبعث رسالة ايجابية ونحن نحتاج إلى استمرارية الدعم، فهؤلاء النفر القليل لوحدهم غير قادرين على تحمل كامل المسؤولية ونحن بحاجة إلى دعم شريحة طلبة العلوم الدينية الذين نتطلع لأن يكونوا جزءا من هذه الحركة”.
معاناة المعتقلين
واحتلت معاناة المعتقلين مكانا بارزا في جدول الاعتصام حيث شرحت زوجاتهم وعوائلهم المعاملة غير الإنسانية التي يمرون بها في السجون. وكان أبرزها الحالة الصحية للمعتقل ميثم الشيخ الذي يعاني من مرض خطير في الأعصاب قد يؤدي إلى إصابته بالشلل و فقد البصر، كما تحدثت وزوجة المعتقل حسين عبدالنبي، وزوجة المعتقل محمد السنقيس عن معاناة أزواجهن.
ومن جانبه وصف سماحة الشيخ عبدالجليل المقداد تلك المعاملة بأنها شبيهة بمعاناة “الشعب العراقي وما كان يعانيه من صدام والبعثيين، وهذه الصور من المعاناة والظلم لا يمكن أن تتحقق في دولة تدعي أنها دولة القانون والمؤسسات والقضاء المستقل”. وأنها “تحدث في دولة الظالمين ودول القبضة الأمنية الحديدة”، وأنه “لا حصانة لأحد من أبناء الشعب من تلقي مثل هذه التهم”، معتبرا أن “الأجهزة الأمنية تحتاج إلى معالجة حقيقية، وما دامت الأجهزة الأمنية بيد المتنفذين فلا نتوقع أن ترتفع معاناة هذا الشعب”.
فيما اعتبر الأستاذ عبدالوهاب أن “قضية المعتقلين هي قضيتنا، ونحن ونتعامل معها على هذا البعد”، وأضاف “بالأمس تلقينا مكالمة بأن اللورد افبوري يقول بأنه تلقى رسالة من وزارة الخارجية البريطانية تؤكد أن هناك تعذيب في البحرين وأنها ستتابع هذا الملف، فالجهود أثمرت وأننا سنواصل الطريق”.
الشهابي من خارج الحدود
كما تلقى المعتصمون اتصالا هاتفيا من الناشط السياسي وعضو حركة أحرار البحرين د.سعيد الشهابي أثناء وجود وفد (وعد) وفي الاتصال سأل “الله أن ينصرنا على هذا الوضع التعيس”، معتبرا الاعتصام “موقفا مشرفا ويدعم المطالب الشعبية التي ناضل الشعب من أجلها لمدة 30 سنة، بدءا من عبد الرحمن الباكر والعليوات والشملان وكل الثلة التي قدمت التضحيات لمدة تزيد على 50 عاما”.
ومن جانبه تقدم الشيخ المقداد بالشكر إلى الشهابي ووصفه بالمجاهد، ورغم “مئات الأميال التي تفصلك عن أبناء شعبك، إلا أنك حاضر معهم بمواقفك وصبرك وثباتك، وإني لأكبر فيك روح الاستقامة، الروح التي لا تعرف الكلل والملل”.