الموقع الرسمي للأستاذ عبد الوهاب حسين: افتتاح دورة التعليم الديني الصيفية بمسجد الإمام علي
افتتح مركز الإمام علي (عليه السلام ) للتربية والتعليم الموسم الصيفي لتدريس الطلبة لهذا العام في احتفالية متواضعة حضرها وشارك فيها الأستاذ المناضل عبد الوهاب حسين وبحضور الطلبة وبعض أولياء أمورهم والمهتمين بهذا النشاط .
وقد كان برنامج الاحتفال كالتالي ..
- قراءة القران الكريم للقارئ الطفل حسن أبو الحسن الذي يحفظ الجزء الثلاثين من القران كاملا .
- كلمة للقائمين على المركز ألقاها الأستاذ جعفر خليل .
- كلمة الضيف الأستاذ المناضل عبد الوهاب حسين
- أنشودة لطلبة المسجد .
وكان عريف الحفل الطالب محمد إبراهيم محمد حسن .
وإليكم نص كلمة لجنة التدريس التي ألقاها الأستاذ جعفر خليل ..
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين .
الأخ العزيز الأستاذ عبد الوهاب حسين الإخوة الآباء وأبنائي الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في البداية أريد أن أكرر موضوعا طالما تكلمنا فيه كثيرا . إن أهمية التدريس تكمن في التحديات التي تعترض هذه الأمة المرحومة , هناك تحدي عالمي وهذا التحدي يا إخوان هو ما يسمى بالعولمة ولو أن الكلمة كبيرة اسمحوا لي أن أفتتح بها , هم يقولون العولمة متوحشة ونحن نقول ليست بالمتوحشة ، وإنما المفروضة علينا بطبيعة الحال . التطورات التي تحدث في العالم تفرض أمورا كثيرة ، من ضمن هذه الأمور المفروضة ما سمي بمفهوم جديد هو العولمة التي حولت العالم إلى منزل صغير يمكن أن يسمع فيه الآخر الطرف الآخر حتى ولو تهامس اثنان مع بعض يمكن للطرف الآخر أن يسمع .
غزو الانترنت بصفته أنه الآن عصر يسمى بعصر الانترنت أو الفضائيات . انتقلنا من عصر الذرة كما يقولون إلى عصر الاتصالات فالطفل أمام تحديات عديدة محتار، الانترنت مغري للصغير والكبير المحطات الفضائية كذلك حتى أصبح كما يعبر بالمعبود الجديد وهو التلفزيون الذي تنبأ له البعض أنه سوف ينتهي إلا أنه أصبح الآن أهم جهاز يصوغ فكرا جديدا وتوجهات كيفما يريدها الآخر، وبسبب الاستغلال السيئ لهذا الجهاز أصبحنا في مهب الريح إن صح التعبير وأبناؤنا لا ندري كيف نتصرف معهم .
وبما أن التحدي كبير لذلك ارتأينا نحن في جزيرة النبيه صالح بلجنتكم المتواضعة، وبإخوانكم المؤمنين الذين يعملون في هذا المضمار أن يحاولوا أن يسابقوا ولو بشيء بسيط الزمن قدر المستطاع، وإنما محاولة إن صح التعبير أن يلحقوا ولو بالشيء البسيط بركب الزمن والتطور السريع لذلك ارتأينا أن ننتقل من المرحلة التقليدية العادية إلى مرحلة جديدة لا زالت في طور النمو ومتواضعة وبسيطة، ويمكن أن نخطو خطوات أكثر ثقة بالله بدعمكم أيها الإخوان، كنت أتمنى أن جميع الآباء حاضرين والأمهات حتى نوصل هذه الرسالة أكثر لابد لنا محاولة أن نتعاضد قدر المستطاع حتى ننتقل إلى الخطوة الجديدة التي سبق أن تحدثنا عنها في مأتم القطان بان نغير الأسلوب الحالي للتعليم ليتماشى ولو نسبيا مع التطور، وبدعمكم ننتقل إلى مرحلة بناء مركز الإمام علي للتربية والتعليم والذي أطلقنا عليه هذا الاسم العظيم والمبارك، وببركات هذا الاسم سيكتمل المشروع بإذن الله تعالى وكلكم تعلمون إلى أين وصلت مراحل البناء .
وبجهود القائمين انتهينا من مرحلة بناء الأساس لننتقل إلى المرحلة الأصعب، ونحتاج لبناء صالتين على أقل تقدير كي تتماشى مع الوضع، وأن تكون هناك صالة لجهاز الحاسوب وصالة إلى شبه التعليم الحديث وما يسمى الآن بغرف التطوير التعليمي، وتكون مزودة بكل التقنيات ومستلزمات التعليم الحديث بالإضافة إلى الصفوف .والتأخير الحالي لبناء المركز جاء نتيجة تلقينا وعودا من أحد الأشخاص لبناء المركز إلا أنه في الواقع حدث تأخير في الدعم ولازال هذا الشخص عند وعده ولا ندري ما سبب التأخير .
وأنا أدعوكم للمساهمة في البناء بأي تبرع من مواد بناء لحين وصول الدعم المادي الذي وعدنا به . نحن نحمل عنكم مسئولية كبيرة في هذا الزمن الصعب وفي ظل هذه العولمة. تعالوا معا نضع أيدينا مع بعضنا البعض نتكاتف حتى نبدأ في الخطوة الثانية من المشروع وحتى نطبق خطة العمل الجديدة ولدينا خطة طويلة الأمد وفيها تصورات عديدة لا أريد أن أخوض في تفاصيلها الآن، وهي على مستوى الأطفال والشباب والكبار.
بعد الجلسة الأخيرة لأعضاء لجنة التدريس سوف نبدأ برنامجا جديدا يشمل كل المراحل حتى الجامعيين وما بعد الجامعيين، وسوف نكمل البرنامج الذي أوقف في عطلة الربيع بسبب أن بعض الإخوان أعادوا عشرة محرم ثلاث مرات ولم يعطونا المجال لمدة عشرة أيام فقط .
كما نتمنى من الإخوان التجاوب معنا في هذه المرة حتى نستطيع أن نوجه البرنامج لجميع المراحل . أكتفي بهذا المقدار وأكرر ما قلته بأن نضع أيدينا معا ونتكاتف حتى نصل إلى الهدف المنشود الذي نسعى له جميعا وببركات دعائكم . وفي الختام أكرر شكري للأستاذ الفاضل عبد الوهاب حسين والأخ أبو الحسن على حضورهم ومشاركتهم معنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثم ألقى الأستاذ عبد الوهاب حسين كلمة : ألقى التحية في بدايتها على الرسول الأعظم الأكرم ( ص ) وأهل بيته الطاهرين ( ع ) ثم هنأ سكان الجزيرة والقائمين على الدورة وبارك لهم بها وقال : ” أهنأكم وأبارك لكم قيام هذه الدورة ، وأشد على أيديكم ، وأسأل الله عز وجل أن يوفقكم فيها ويسهل عليكم ويعينكم على نجاحها ، وأن يتقبل بكرمه عملكم وسعيكم فيها إنه حميد مجيد ” وقرأ قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم : 6 ) وقال : هذه الآية الشريفة المباركة تقيم على عاتق الإنسان المؤمن مسؤولية خاصة تجاه أهله : الزوج / الزوجة والأولاد ـ بوصفهم أقرب الناس إليه واخصهم به ـ كجزء من مسؤولية عامة يتحملها الإنسان المؤمن تجاه الآخرين ، وهي مسؤولية هدايتهم إلى الله عز وجل ، تحت عناوين مختلفة مثل عنوان : الدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقال : تقوم هذه المسؤولية على أساس الاعتقاد بهدفية الحياة ، فالحياة لم تخلق عبثا ، وإنما خلقت من أجل غاية ربانية عظيمة ، التي استنادا إليها يبعث الله عز وجل الإنسان في يوم القيامة ويحاسبه ، فإما إلى الجنة ، وإما إلى النار . وقال : مما سبق نتوصل إلى النتيجة المهمة التالية : أن التعليم الديني والتربية على التقوى هما أهم ما يقدمه الإنسان لأهل بيته في هذه الحياة ، وأنهما يتقدمان في الأهمية على الطعام الشراب والسكن وغيرها من الحاجات المادية بل يتقدمان في الأهمية على التعليم الأكاديمي بدون أن نقلل من أهمية الحاجات المادية والتعليم الأكاديمي في الحياة ، بل كلها من ضروريات الحياة ومن الأسس التي يقوم عليها استقرارها وتقدمها ، بل أنها ذات أهمية كبيرة من أجل الاستقامة على الدين والتقوى .
وتساءل الأستاذ : ما قيمة أن يهتم الإنسان بتقديم الطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي الممتاز لأهل بيته ، ثم يجعل منهم وقودا إلى نار جهنم في يوم القيامة ؟!
وتساءل أيضا : هل يدل هذا على الحب والإخلاص لهم ؟
وأجاب : بحسب الحقيقة القطعية التي لا شك فيها ، أنه لا قيمة حقيقية للطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي في هذه الحالة ، وأن هذه الحالة تدل في الحقيقة على الإهمال والتقصير وعدم الحب وعدم الإخلاص للأهل وتدل على التضييع والجهل بحقائق الأمور ، وذكر بقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } ( الزمر : 15 ) .
وقال : وهذا ما عبر عنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقوله في دعاء كميل ” خسرت نفسي ” إذ لا خسارة أكبر من أن يدخل الإنسان نار جهنم بسوء اختياره ، وكان بوسعه أن يكون في أعلى درجات جنة الخلد { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } لو أنه أحسن الاختيار واختار طريق الحق والهداية .
وقال : بهذه المناسبة أحث الآباء والأمهات على أن يحثوا أبنائهم وبناتهم على الحضور في هذه الدورة التعليمية ، فهي فرصة ثمينة أتاحها لهم بعض إخوانهم المؤمنين الذين أعطوا من وقتهم وجهدهم من أجل المساهمة الجدية معهم في تعليم أبنائهم دينهم الحنيف وتربيتهم على التقوى قربة إلى الله تعالى ، ولم يطلبوا منهم ثمنا ماديا على ذلك وأجرهم على الله عز وجل ، وليس على الآباء والأمهات إلا أن يحثوا أبنائهم على الحضور ، ثم يقوموا بمتابعتهم والتواصل مع القائمين على المشروع من أجل تحصيل نتائج أفضل ، وقال : لا يكن اهتمام الآباء والأمهات بتعليم أبنائهم الدين وتربيتهم على التقوى أقل من اهتمامهم بتوفير الطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي ، وليتذكروا ما يقدموه من مال ووقت وجهد مضني واهتمام كبير من أجل تقديم الطعام والشراب والسكن والتعليم الأكاديمي لأبنائهم ، فلا يقصروا من أجل توفير التعليم الديني لهم وتربيتهم على التقوى ، فهو الأهم بكل تأكيد ، وقال : إن الحب الحقيقي للأبناء والإخلاص لهم يقود الآباء والأمهات قطعا لهذا الاهتمام . كما حث الأستاذ عبد الوهاب القائمين على مشروع التعليم على الاهتمام بالتشويق في التعليم فلا يجعلوا التعليم الديني جافا وشاقا على الطلبة ، وطلب بأن تكون هناك برامج ترفيهية داعمة لمشروع التعليمي الديني في المساجد مثل المسابقات والرحلات وغيرها ، بهدف تشويق الطلبة وترغيبهم في التعليم . وأكد الأستاذ عبد الوهاب في نهاية كلمته على ضرورة الاهتمام بالتعليم الأكاديمي ، ووصفه بأنه نور وقوة ، وقال : إننا في أمس الحاجة إلى العلوم الأكاديمية لكي نتغلب على التحديات الصعوبة التي تواجهنا كمسلمين في الحياة عالميا ، ولكي ننجح في تحقيق الأهداف العظيمة للرسالة الإسلامية المباركة في الأرض ، وقال : إن تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية المباركة هو من تكليفنا الشرعي كمؤمنين في هذه الحياة.