لقاء وحوار الأستاذ مع اللجنة الأهلية لإسكان النويدرات ، العكر ، المعامير ، سند
محضر اللقاء المنعقد مع الأستاذ عبدالوهاب حسين .
اليوم : مساء الثلاثاء ـ ليلة الأربعاء .
التاريخ : 23 / رجب / 1428هج .
الموافق : 7 / أغسطس ـ آب / 2007م .
الوقت : الساعة الثامنة والنصف مساء .
كتب : جواد مهنة .
الحضور : من قرية النويدرات : ( جواد مهنا , عبد الخالق قمبر ) ومن قرية المعامير : ( على القصاص ) ومن قرية العكر : ( احمد حبيب , جواد المغني ) وقد تخلف الأخوة من قرية سند بسبب ضيق الوقت الذي رتب فيه اللقاء رغم رغبتهم الشديدة في الحضور .
في بدليه اللقاء رحب الأستاذ عبدالوهاب حسين بأعضاء اللجنة ، وأبدى سروره بتواجدهم ، واستعداده التام للتعاون معهم في مسألة الإسكان ، وهذا هو اللقاء الأول للجنة مع الأستاذ عبدالوهاب .
بعد ذلك تحدث جواد مهنا – عضو اللجنة – عن الهدف من هذا اللقاء وعرف الأستاذ باللجنة الأهلية ( للقرى الأربع ) للإسكان ، والمشاكل والعقبات التي تواجهها ، والخطوات التي قامت بها منذ إنشائها ، والخطوات التي سوف تقوم بها ، مثل : النية لإقامة ندوة لأهالي المنطقة ( القرى الأربع ) وتدشين عريضة موقعة من قبلهم ورفعها الى المسوؤلين .
ثم تحدث الأستاذ احمد حبيب – عضو اللجنة – ونقل استياء الناس من مشروع تمليك الشقق ، ثم تحدث باقي الأعضاء عن قضايا مختلفة تتعلق بهموم الناس وهموم اللجنة ، وقد طرح الأعضاء في اللقاء مجموعة من الأسئلة على الأستاذ عبدالوهاب حسين فأجاب عليها ، وقد رأت اللجنة الفائدة في نقل الأسئلة والإجابات عليها إلى المواطنين بعد الاستئذان من الأستاذ وموافقته على ذلك .
الأسئلة والإجابات عليها ..
السؤال ( 1 ) : ما هو رأي الأستاذ عبدالوهاب في أقامه مثل هذه اللجان الشعبية , علما بأن هذه اللجان لا تتبع أية مؤسسة في القرى الأربع ؟
الجواب ( 1 ) : ما دام عمل اللجان لا يتعارض مع عمل المؤسسات ، وأنها تقوم بأعمال إيجابية يرضاها الناس ، ولا يوجد اعتراض من الأهالي على أعمالها فلا بأس بقيامها .
السؤال ( 2 ) : إننا نخاف من اتهام الناس لنا بالتقصير ، ومن تأثر سمعتنا ووضعنا الاجتماعي نتيجة الاختلافات بين الناس وتنازعهم حول مشاريع الإسكان ؟
الجواب ( 2 ) : الناس في ضيق شديد من الناحية المعيشية ، والحصول على سكن أصبح مسألة حياة بالنسبة إلى الكثير منهم ، ومشاريع الإسكان بطيئة جدا وليست بالمقدار الذي يلبي حاجة المواطنين ، فالمواطن ينتظر لأكثر من عشر سنوات لكي يحصل على وحدة سكنية ، وهذا من شأنه أن يجعل الناس يختلفون ويتنازعون حول المشاريع الإسكانية ، ويترك تأثيرا سلبيا على روحيتهم وأخلاقيتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ، والناس معذورون مع هذا الضيق والتضييق عليهم ، فهم بشر وليسوا ملائكة ، وقد قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ” إذا ذهب الكفر إلى بلد قال له الكفر خذني معك ” والسلطة هي وحدها التي تتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك ، وأنتم سوف تصل إليكم ـ بطبيعة الحال ـ بعض الإساءات ، ولكن عليكم أن تصبروا ، فوجودكم خير من عدمه ، وعليكم أن تقوموا بتوعية الناس حول الجانب الأخلاقي والاجتماعي ، وتذكروهم : بأن الذهب لا يباع بالتراب ، فكيف يبيع الإنسان أخوه الإنسان بالحجر والتراب ، وكيف يبيع أخلاقه وروحانيته ودينه بالحجر والتراب ؟!
السؤال ( 3 ) : هل هذه اللجان الشعبية تعطي الحق لأعضاء المجالس النيابية والبلدية بعدم التحرك أو التقصير في التحرك بشأن مطالب الناس التي تتحرك فيها هذه اللجان ؟
الجواب ( 3 ) : ذكرتم أن عمل هذه اللجان لا يتنافس مع عمل الأعضاء النيابيين والبلديين ، وأنها تقوم بعملها بالتنسيق معهم وتقديم الدعم والمساندة لهم ، وقد أبدوا ارتياحهم من عملها ، وعليه : إذا حققتم نجاحا فلكم الفضل ، وإذا فشلتم فأنتم معذورون ، ولا يصح من الأعضاء النيابيين والبلديين التذرع بعملكم إذا لم يحققوا شيئا للمواطنين .
السؤال ( 4 ) : هل يؤيد الأستاذ عبدالوهاب أقامة لجنة محايدة من قبل النواب والبلدين بهدف السعي إلى توزيع الوحدات السكنية حسب الاقدمية ، علما بأن هذا الهاجس موجود لدى الناس : بأن وزارة الإسكان لن تكون عادلة ولن تقوم بتوزيع الوحدات السكنية على أصحاب الطلبات حسب الأقدمية ؟
الجواب ( 4 ) : لم أدرس الخيارات ولم أبحث عنها ولم أناقشها مع أحد فيما سبق ، ولكن يبدوا لي الآن أن التوزيع بحسب الاقدمية خيار جيد إذا أخذت معه مراعاة الحالات الضرورية والملحة ، وباختصار شديد : ركزوا على العدالة والرحمة في دراسة الخيارات .
السؤال ( 5 ) : اللجنة الأهلية للإسكان متخوفة من حدوث مشاكل ومشاحنات بين أهالي القرى الأربع حول نصيب كل قرية . فبماذا ينصح الأستاذ عبدالوهاب اللجنة لتفادي حدوث هذه المشاكل ؟
الجواب ( 5 ) : هذه المشكلة ترتبط بالمشكلة التي ذُكرت سابقا وتتعلق ببطء المشاريع الإسكانية ونقصها عن مقدار حاجة المواطنين إليها والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون وتأثير ذلك على روحانية وأخلاق المواطنين وعلاقاتهم الاجتماعية ، إلا أن المشكلة هنا أكبر لأنها يمكن أن تؤدي إلى مشاحنات واختلافات بين أهالي القرى الأربع ، وهذه قضية في غاية الخطورة يجب عليكم أن تتنبهوا لها وتعملوا على تفاديها قدر ما تستطيعون ، وتركزوا في توعيتكم على ما ذكرته لكم قبل قليل : بأن الإنسان والأخلاق والروحانيات لا يباعوا بالحجر والتراب ، وتحذروا الناس وأهالي القرى جميعا من فتنة الاختلاف بينهم ، فلا يعينوا الشيطان أكثر على أنفسهم ، وأن وجود لجنة مشتركة للقرى الأربع أمر في غاية الحسن والقبول ، ويمكن أن يساهم في التخفيف من المشكلة إذا قمتم بدوركم في التوعية وأحسنتم التصرف في الأمر ، وأرى بأن عليكم أن تتصرفوا على أساس أن مصلحة القرى الأربع مصلحة واحدة لا تتجزأ ، ويتجنب ممثلو كل قرية الحديث بأنانية عن نصيب قريتهم بحيث يتجاهلوا أعداد الطلبات وطبيعة الحالات في القرى الثلاث الأخرى ، وطالبوا بأن تدار المشاريع الإسكانية في جميع مناطق البحرين بطريقة واحدة وبدون تمييز في الإدارة بين مشروع وآخر ، وكما ذكرت لكم سابقا : ركزوا على مبدأي : العدالة والرحمة في دراسة الخيارات .
السؤال ( 6 ) : هل يشاطر الأستاذ عبدالوهاب حسين الأهالي القول بوجود مشروع فتنه من وراء المشاريع الإسكانية ؟
الجواب ( 6 ) : مع وجود مشكلة البطء والنقص الحاد في الوحدات السكنية عن مقدار حاجة المواطنين ، وعدم معاملة المناطق المختلفة في البحرين ككل بالمثل في المشاريع الإسكانية وإدارتها ( التمييز في المعاملة بين المناطق في المشاريع الإسكانية ) والظروف الصعبة التي يعاني منها المواطنون في معيشتهم ، وما يعانيه المواطنون من ضيق وتضييق أوسع ، إذا لم تُراعى العدالة والرحمة في توزيع الوحدات السكنية على المواطنين ، والمعاملة بالمثل لجميع المناطق في إقامة المشاريع الإسكانية وإدارتها ، فإني لا استبعد وجود الفتنة وراء الكيفية التي تقام بها المشاريع الإسكانية وتدار ، ولكن عليكم أن تكونوا أذكياء ومخلصين في تجنب الفتنة إذا أريد لها أن تكون .
السؤال ( 7 ) : هناك استياء كبير من قبل الناس من مشروع تمليك الشقق . هل يشاطر الأستاذ الناس هذا الاستياء ؟
الجواب ( 7 ) : قولوا للمسؤولين الذين يدافعون عن هذا الخيار :
( أ ) : أن الملك قد وعد كل مواطن بأرض ! فهل تراجع الملك عن وعده أم أنكم تعملون خلاف توجيهاته وتوجهاته ؟
( ب ) : أن البيت يحتوي على أرض ، والشقة لا تحتوي على أرض ، وأن ثمن الأرض بعد عشر سنوات قد يساوي عشرة أضعاف ثمن الشقة ، فلماذا يحصل بعض المواطنين على بيت ويحصل البعض الآخر على شقة مع ما في ذلك من الظلم للمواطن الذي يحصل على الشقة ، وما هي معاييركم لإعطاء بعض المواطنين بيتا وإعطاء بعضهم الآخر شقة ؟
( ج ) : إن حصول المواطن على أرض إما أن يكون حق فيجب أن يكون للجميع ، أو ليس بحق فيحرم منه الجميع ، ولا يجوز الضغط على المواطن من خلال حاجته الملحة للسكن لكي يتنازل عن حقه ، فالتنازل تحت الحاجة ليس تنازلا اختياريا ، والضغط على المواطن من خلال الحاجة للتنازل عن حقه ليس بحل وإنما هو جريمة يعاقب عليها القانون .
( د ) : لقد أثبتت الدراسات أن الكثافة السكانية في العمارات متعددة الطوابق تمثل بيئة خصبة للجريمة .
( هـ ) : البحرين لا تعاني من نقص في الأراضي ، فالأرض موجودة والحمد لله رب العالمين ، وإنما تعاني من الفساد وسوء التوزيع ووضع القائمين على السلطة اليد على الأراضي الشاسعة بغير حق وتعطيلها أو بيعها لحسابهم الخاص ، وأن المواطنين أولى بالأراضي المدفونة من بيعها للأجانب وللمشاريع التجارية لحساب القائمين على السلطة .
السؤال ( 8 ) : يتخوف الأهالي من إعطاء الشقق للمجنسين في حال رفض أصحاب الطلبات خيار تمليك الشقق مما يهدد بتغيير التركيبة السكاني ؟
الجواب ( 8 ) : أطرحوا أعطاء الشقق لأهالي المنطقة الذين لم يحصلوا على وحدات سكنية كخيار مؤقت حتى يحصلوا على وحدات سكنية وليس كخيار دائم ، على أن يخصم الإيجار الذي يدفعه المواطن للشقق في حال حصوله على وحدة سكنية ، فلا تضيع منه السنوات .
السؤال ( 9 ) : ما هو رأي الأستاذ عبدالوهاب في إقامة ندوة لأهالي القرى الأربع للتشاور والتعرف على آرائهم واطلاعهم على الخطوات التي سوف تقوم بها اللجنة ؟
الجواب ( 9 ) : أرى بأن كل اجتماع للناس في ظل الأخوة والمحبة وتشاورهم في أمورهم هو خير .
السؤال ( 10 ) : ما هي النصائح التي يريد أن يوجها الأستاذ عبدالوهاب حسين لأعضاء اللجنة وللجمهور حول المشروع السكاني المقام في قرية النويدرات الذي يشهد كل هذه العقبات والمشاكل ؟
الجواب ( 10 ) : أقول لأعضاء اللجنة أصبروا واستمروا في عملكم ، فإن أجركم وجزاؤكم على الله عز وجل ، وأقول للناس : أصبروا على بلاء الدنيا ولا تبيعوا دينكم وأخلاقكم وإخوانكم بالحجارة والتراب ، فإن الدنيا فانية ، وما عند الله عز وجل خير وأبقى .