بيان من الشيخ المقداد وصحبه بخصوص محاكمة الرموز وبعض شباب الوطن غدا
24 من مارس2009م هو يوم جلسة المحاكمة السياسية الثانية للرموز وشباب الوطن الضحايا، وهو يوم للتعبير السلمي عن التضامن مع معتقلي الرأي.
ها هو النظام يتجاهل كل الدعوات الوطنية المخلصة في الداخل، وكل مناشدات منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية التي تدعوه للتوقف عن ممارسة انتهاكات حقوق الإنسان، وتطالبه بإيقاف مسلسل القمع والاستبداد والمحاكمات السياسية بحق الرموز والنشطاء، التي تقوم على اعترافات انتزعت تحت أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له المعتقلون.
إنَّ النظام الذي لم يستطع أن يقدم دليلاً واحداً على صحة اتهاماته الكيدية ـ سوى تلك الاعترافات التي انتزعها جلادو “جهاز الأمن الوطني” بطرقهم القمعية المعروفة ـ ليواصل تعنّته وغطرسته ظناً منه أنه يمسك بكل خيوط اللعبة والقوة، وأن الجولة محسومة لصالح القمع وتكميم الأفواه، وكأن هذا النظام الفاقد للشرعية في غفلة عن سنن التاريخ وعن المصير الأسود للأنظمة الدكتاتورية، بينما سيسجل التاريخ ـ في الجهة الأخرى ـ للسائرين في دروب الكرامة والعزة من المناضلين والشرفاء السائرين في طريق مرضاة الله أنصع الصفحات التي تخطها دمائهم في المعتقلات وتحت سياط الجلادين، وظلم القضاة الذين باعوا دينهم بدنياهم.
غدا ملحمة أخرى من ملاحم صمود أبناء هذا الشعب الأبي في وجه طغمة الجور. غداً موعدٌ آخر لوقوف رجال الوطن الشرفاء بين يدي قضاة النظام ليسجل الشرفاء موقفهم المشرّف في وجه ظلم الأجهزة القضائية المرتهنة بالكامل لسياسات النظام، فكيف يُرجى العدل في محاكمة يكون القاضي فيها هو الخصم والحكم!!
إنَّ إرادة الأحرار لن يثلمها الظلم ولا جور هذا القضاء المرتهن وكأننا بشرفاء الوطن سيقفون يوم غدٍ بكل صمود وعزة ليقولوا لقاضي النظام:
اقضِ ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا!
نعم، لقد أثبتت التجارب أن شعبنا شعبٌ أبيٌ لا يساوم على العزة والكرامة، ولا ترهبه السياط والسجون وأنه شعبٌ يعي حقوقه ويتمسك بها أكثر وأكثر كلما أمعن المستبدون في ظلمه، وفي الانتقام منه، وإنَّه لماضٍ في سبيل تخليص تراب البحرين من براثن الدكتاتورية والفساد والتجنيس والتميز والظلم والإرهاب المنظم.
غدا أنتم مدعون ـ يا أبناء أوال الغيارى ـ للوقوف في وجه كل محاولات النيل من الرموز ومن شباب هذا الوطن، غداً أنتم على موعد مع المشيمع الشامخ، والمقداد الصامد، أروا العالم كله غداً موقفكم، موقف الشرف والعزة، موقف الإباء والضمير، ولتسمعوا العالم كله رفضكم للمحاكمات الفاقدة للمصداقية، وأن ـ هنا ـ شعباً لا يستسلم ولا يركع ولا يخضع، شعباً وفياً لرموزه الوطنية والإسلامية المخلصة ولن ينساها في غياهب السجون وبين مباضع الجلادين.
غدا يدرك النظام ـ أكثر من ذي قبل ـ أنه لن يستطيع أن يحقق أمنه واستقراره عبر القمع والعقاب الجماعي المنظم، ولا عبر إطلاقه الزمام لوحوش الأمن الوطني لتنهش في لحم المواطنين الأبرياء وتعيث الفساد والتخريب عبر المرتزقة الأجانب، مستخدمة أبشع الأسلحة ضد القرى كما فعلت عندما استخدمت بنادق الرصاص الحي في قرية الدراز وسترة وغيرها.
أننا إذ ندعو جميع المواطنين الغيار للتوجه نحو المحكمة والتضامن مع الرموز وأبناءنا المعذبين إلا أننا نشدد على الممارسات السلمية التي تعكس حضارية تحرك هذا الشعب، والتي تبرهن للقاصي والداني أننا شعب واع ومسالم كما ونقول للنظام: لن يتحقق ما تصبوا إليه من تكميم الأفواه، والاستئثار بالسلطة، وهدر أموال هذا الوطن، وكرامة مواطنيه عبر القمع والأجهزة الأمنية ولا سبيل للخروج من المأزق إلا عبر إحقاق الحقوق والاستجابة لمطالب الشعب العادلة وعلى رأسها دستوراً شرعياً يصوغه أبناء هذا الشعب، وإلا فلا شرعية لنظامكم ولستم سوى حكومة فرضت نفسها بالقوة والقمع.
الشيخ عبد الجليل المقداد وصحبه
الأثنين 23 مارس 2009م