بيان بشأن استشهاد الشاب علي جاسم محمد مكي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم .
ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ استشهاد الشاب المظلوم علي جاسم محمد مكي من سكنة مدينة جد حفص الباسلة على يد جلاوزة النظام المرتزقة أصحاب الضمائر الميتة ، وذلك في عصر يوم الاثنين بتاريخ : 6 / ذو الحجة / 1428هج الموافق : 17 / 12 / 2007م في مواجهات في منطقة السنابس على خلفية منع قوات الشغب ” اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب ” من تنظيم مسيرتها السنوية ، فانتشرت مظاهرات الاحتجاج في مختلف مناطق البحرين ومنها منطقة السنابس الشيماء ، حيث قامت قوات الشغب باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين لتفريقهم ، فأغرقت المنطقة بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من الأرض والجو ، وانتشرت مجموعات من المرتزقة بلباس مدني لاصطياد المتظاهرين والاعتداء عليهم بالضرب داخل الأزقة والمناطق السكنية . وكان الشاب علي جاسم محمد مكي واحدا من ضحايا هؤلاء المجرمين ، حيث شوهدت آثار الضرب والتعذيب على مناطق مختلفة من جسمه . وسوف ينام رموز النظام كعادتهم بضمير مرتاح لأنهم أدوا الواجب ـ بحسب عقيدتهم ـ لحماية الظلم والاستبداد . إلا أنني أعتقد بأن تضحيات أبناء هذا الشعب المسالم المظلوم لن تذهب سدى ، وأن المصير الأسود هو عاقبة الجلادين والمستبدين .
إن يوم الشهداء هو يوم الوطن والشرف الوطني ، وأن إحياءه واجب وطني وأخلاقي على كافة المواطنين الشرفاء ، حيث سقت دماء الشهداء الأبطال شجرة الحياة والحرية في هذا الوطن العزيز .
إن شهادة الشاب البطل علي جاسم محمد مكي تعكس مدى الظلم والاستبداد الواقعين على هذا الشعب المنكوب على يد حكامه وجلاوزتهم المرتزقة الذين جمعهم من شتى بقاع الأرض للتنكيل بهذا الشعب المسالم المظلوم ، لا لشيء إلا لأنه يطالب بالحياة الكريمة وحقوقه المشروعة العادلة في الحياة ، وتتجلى في هذه الشهادة في هذا الوقت بالذات وفي هذه المناسبة ، خطورة الانقلاب على ميثاق العمل الوطني والدستور العقدي ، وتعكس حقيقة ما انتهى إليه ما يسمى بمشروع الإصلاح في ظل ظلم واستبداد السلطة وسوء أداء قوى المعارضة .
إني أرى بأن المخرج من الأزمة الوطنية التي تعصف بالوطن والمواطنين في ظل الظروف الراهنة ، تكون عبر تحقيق المطالب الوطنية التالية :
المطلب ( 1 ) : تحقيق الملكية الدستورية بحيث تملك عائلة آل خليفة ولا تحكم في ظل دستور جديد يضعه الشعب عبر ممثليه الحقيقيين الذي يعبرون عن إرادته الوطنية وفق توزيع عادل للدوائر الانتخابية .
المطلب ( 2 ) : استقالة رئيس الوزراء ومحاكمته مع رموز حقبته السوداء عن كافة الجرائم التي ارتكبوها في فترة حكمه ، وقد أعلن هو بنفسه مسؤوليته عن تلك الجرائم في المقابلة الصحفية مع جريدة السياسية الكويتية ونشرتها جميع الصحف المحلية .
المطلب ( 3 ) : التحقيق الدولي بشأن تقرير البندر ومحاكمة كل من يثبت تورطه في تنفيذ المخطط الخبيث للتطهير الطائفي في البحرين بقيادة رموز من العائلة الحاكمة والعمل على تحقيق العدالة والمساواة بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات .
المطلب ( 4 ) : التوقف التام من قبل السلطة عن التجنيس السياسي الممنهج حالا ، وتجميد كافة الحقوق الممنوحة للمجنسين مع مراعاة الجوانب الإنسانية ، ووضع ملف المجنسين منذ حل البرلمان في عام : 1975 وحتى الآن في يد المجلس المنتخب في ظل الملكية الدستورية والدستور الجديد للبت فيه .
وفي ختام هذا البيان : أرفع أحر التعازي لمولانا صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) وإلى شعب البحرين الأبي وإلى عائلة الشهيد المظلوم علي جاسم محمد مكي بمناسبة صعود روح هذا الشهيد المظلوم إلى رب البرايا شاكية ظلم وقسوة حكامها سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يمن على الجميع بالصبر والسلوان .
العزة والمجد لشعبنا المسالم المظلوم ،،
والخزي والعار للقتلة المجرمين في الدنيا والآخرة .
صادر عن : عبد الوهاب حسين .
في يوم الثلاثاء .
بتاريخ : 7 / ذو الحجة / 1428هج .
الموافق : 18 / ديسمبر ـ كانون الأول / 2007م .