تقرير خبري| في الذكرى ٣١ لرحيل شمس الفقاهة والجهاد الجاليات العربية تستذكر عظمة الإمام وأثره

 أقام مركز الإمام الخميني للجالية البحرانيّة في مدينة قم المقدّسة ندوة فكرية مساء (الخميس 5 يونيو) بمناسبة الذكرى الواحد والثلاثين لرحيل الإمام الخميني “قدس”.

وفي ظل الاحتياطات الصحية حضر جمعٌ من الجالية البحرانية والعربية الندوة السياسية التي شاركت فيها شخصيات فكرية و دينيّة وسياسية، كالدكتور عصام العماد من اليمن والسيد منير الجزائري من الجزائر وسماحة السيّد مرتضى السندي.

أبرز ماورد في كلمة السيّد منير الجزائري:
جاء في مشاركة السيّد منير الجزائريّ سردٌ عن خلافة الإنسان في الأرض وتطرق لشيء من المهام الموكلة إلى الأنبياء والمرسلين، وقسّمها إلى قسمين، قسم تشريعي وتبليغي، والقسم الثاني تبليغي فقط.

ثم تطرق السيّدالجزائري إلى مهام العلماء الذين يحملون صفة من هذه الصفات وهي الصفة التبليغية كروح الله الخميني “قدس الله سره الشريف”. ووصف الإمام الخميني بأنهُ مظهرٌ لاسم الله العليم مستدلاً بالمجالات العلميّة التي وصل إليها كالأصول، والفلسفة، والعرفان وغيرها من العلوم التي تدلل على غزارة علمه.

كما أكد السيّد الجزائري بأنّ الإمام الراحل الخميني كان مظهراً لأسماء الله الحسنى كالحي والقيوم، وذلك يرجع لما لهُ من باع في المجالات الجهاديّة الإحيائية القيوميّة، و مسيرته الجهادية لإقامة الحق، والعدل، والقسط.

وأشاد السيّد الجزائري بالدور الرائد الذي لعبهُ الإمام الخمينيّ في إيصال علوم أهل البيت “عليهم السلام” إلى كُلِ مدينة ومنزل بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، مؤكداً بأنّ ذلك كان لهُ الأثر الكبير في ازدهار العلم في حوزة قم المقدّسة واستطاعتها نشر العلوم الدينيّة بشكل أوسع، بعدما كانت محاصرة بيد شاه إيران.

وعلى المستوى الأخلاقي أكد السيّدالجزائري بأنّ الإمام الخميني ساهم في تكريس أخلاق أهل البيت “عليهم السلام” في المجتمعات، وهذا خلاف النظريات الأمريكيّة التي تعتمد على البرغماتيّة في التعامل مع الآخرين، و استغلال خيرات البلدان الأُخرى، واستشهد بما فعلتهُ الولايات المتحدة عبر سرقة الكمامات ومستلزمات الوقاية من جائحة كورونا، كما استشهد بتربية السيّد الإمام المتمثلة في سماحة السيّد حسن نصر الله إذ أنّ المستوطنين في الكيان الصهيوني ينتظرون كلمة سيّدالمقاومة، ويرون فيه مصداقية أكثر من حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفسها.

كما تطرق السيّد الجزائريّ إلى موضوع الإخلاص الذي تمثل في روح الله الخميني، ممثلاً إياه بالذهب المصفّى من جميع الشوائب، كما نبّه السيّدالجزائريّ السياسيين بضرورة التحليّ بهذه الصفة الحسنة، لما لها من تأثير كبير في تحقيق الانتصار على أعداء الإسلام، ويرى السيّدالجزائريّ بأنّ السياسيين هم أكثر الناس ابتلاءً بما يخالف الإخلاص، إذ يُرى حب الظهور يطغى على السياسيين، كما يُرون مبتلين بالغرور، وهذا السبب الذي يسنح المجال للمخابرات للدخول في صفوف السياسيين لتمزيقهم.

وختم السيّد الجزائري بالخاصية الثالثة التي تحلّى بها السيّد الإمام “قدس” وهي الشجاعة، وقد استشهد بكلمة آية الله الآملي التي عبر عن هذه الشجاعة بالتوحيد في جانب الخوف والرجاء، فلا يخافُ إلا الله سبحانهُ وتعالى، ولايرجو النصر إلا من الله سبحانهُ وتعالى.

أبرز ماورد في كلمة سماحة السيّد مرتضى السندي:
مشاركة القيادي في المعارضة البحرانية سماحة السيّد مرتضى السندي تمحورت في نقطتين، شرعهما بالسّلام على الروح الطاهرة للإمام الخميني “قدس”.
أما كلمته في المحور الأول فقد قسّمها إلى ثلاثة فروع، جاء فيها ذكر أثر ثورة الإمام الخميني على المستوى الثقافي، والسياسي، والميداني في الساحة البحرانية.
واستذكر سماحته تأثير انتصار الثورة الإسلامية بقيادة روح الله الخميني “قدس” التي كانت في يوم الاثنين الموافق (12 فبراير 1979م)، وقال سماحته أنه بعد أسبوع من انتصار الثورة الإسلاميّة انطلقت مسيرة حاشدة من الشّعب البحرانيّ متجهة نحو السفارة الإيرانيّة لتهنئة الجمهورية الإسلاميّة بهذا النصر العظيم، وفي نفس اليوم مساءً داهمت السلطات الخليفيّة منازل بعض القياديين الذين كان لهم الدور الأبرز في الدعوة لهذه التظاهرة، كما داهمت مرتزقة النظام الخليفي بعض الحسينيات، لاسيّما في العاصمة المنامة ومزقت صور الإمام الخميني واعتقلت المسؤولين على تلك الحسينيات.

وفي مايخص الدعوة التي أطلقها الإمام الخمينيّ “قدس” للتظاهر في يوم القدس العالمي قال السيّد السنديّ بأنّ الشعب البحرانيّ تفاعل بقوة مع هذه الدعوة حيث تظاهرت الجماهير في كل آخر جمعة من شهر رمضان بعد انتصار الثورة الإسلاميّة تنديداً بجرائم الكيان الصهيوني، كما رفعت بعض الشعارات التي تؤيد الإمام الخميني “قدس”.

كما تطرق السيّدالسنديّ لاعتقال السيّد هادي المدرسي الذي كان آنذاك مقيماً في البحرين وممثلاً عن الإمام الخميني “قدس”، وشهادة آية الله العظمى السيّد محمد باقر الصدر “قدس” وماجرى في هاتين الحادثتين من حراك شعبي.

و تطرق سماحته للتأثير «السياسيّ» الذي شهدتهُ البحرين والمنطقة بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، وقال السيّدالسنديّ أن الحراك اليساري كان هو المسيطر على الشعوب لاسيّما شعب البحرين، ولكن بعد انتصار الثورة الإسلاميّة تقدم الإسلاميون في الصفوف الإماميّة، وتبدل المشهد السياسي في عموم المنطقة.

وعرج السيّدالسنديّ على المستوى الثقافيّ الذي تأثر فيه شعب البحرين بالثورة الإسلاميّة في إيران آنذاك، حيث أنّ المساجد والحسيّنيات بدأت تزدحم بالطاقات  الشبابيّة التي كانت تحضر متلّهفة لأخذ الدروس الإسلاميّة، وعبّر السيّدالسندي بأنّ ذلك بلور التجديد في الإسلام، وهو الإسلام الحركي المناهض للطواغيت والمستكبرين.

وأيضاً فيما يخص تبدلات الجانب الثقافيّ آنذاك -أي بعد انتصار الثورة الإسلاميّة بإيران- أشار سماحته إلى تأثر الجانب النسوي وتبدل الثقافة الموجودة في البحرين إلى لبس الحجاب الإسلامي، خصوصاً في الأوساط التي لم يكن مألوف وجود الحجاب فيها، وبدأت مظاهر التديّن عند شعب البحرين على جميع طبقات المجتمع البحراني.

أما في المحور الثانيّ تطرق السيّدالسنديّ إلى ثلاثة مرتكزات اعتمدها الإمام الخمينيّ “قدس”، وأدت إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران وهي التالي:
1- البناء الروحيّ والمعنوي.
2- البناء الثقافيّ والسياسي.
3- البناء الحركيّ والجهادي.

وفصّل السيّدالسنديّ في هذه المرتكزات التي اعتمدها روح الله الخمينيّ “قدس” ، موضحاً بعض النظريات والأعمال التي قام بها الإمام الخمينيّ عبر اعتماده على هذه المرتكزات.

وقال السيد السّندي بأن قوى المقاومة في المنطقة وصمود الجمهورية الإسلامية العسكري والاقتصادي في وجه أمريكا هو استمرار لحركة الإمام الخميني.

وختم السيّد السنديّ مشاركتهُ بالدعاء للأسرى في البلدان الإسلاميّة لاسيّما البحرين، والدعاء بالرحمة والرضوان إلى روح الإمام الخمينيّ العظيم والشهيد السيّدمحمد باقر الصدر.

أبرز ماجاء في كلمة الدكتور عصام العماد:
وكانت مشاركة الدكتور والمفكر الإسلاميّ عصام العماد غنيّة بالمعلومات ، حيث تطرق إلى النظر الواقعيّة للإمام الخمينيّ “قدس” في التوحيد، وهذا خلاف الكثير من العرفانيين الذين غرقوا بعلم العرفان النظري دون العمل فيه على مستوى شؤون الحياة، واستشهد الدكتور العماد بكتاب البيع للإمام الخمينيّ ، معتبراً أنّ هذا الكتاب شاهد على اهتمام الإمام الخميني الخاص بالشؤون العملية.

وأسهب الدكتور العماد في هذا الجانب -أي النظرة الواقعيّة للعلوم عند الإمام الخميني- “قدس” كالأصول حيث لايُرى مسألة من مسائل الأصول العميقة التي تعرض لها العلماء كالسيّدالخوئيّ، والشهيد الصدر والآخونديّ إلا وترى للسيّدالإمام نظريات عميقة أخرى في هذا الجانب معتبراً إياه محترماً لكل العلوم.

كما أكد الدكتور العماد بأنّ روح الله الخمينيّ “قدس سره” قد شملت نظرتهُ الواقعيّة كلّ شيء، حتى قضية كربلاء وسيرة أئمة أهل البيت “عليهم السلام” ، مستدلاً بذلك على استفادة الإمام الخمينيّ من قضيّة الإمام الحسين “عليه السلام” في استنهاض الشعوب التواقة للحرية.

واختتم الدكتور العماد مشاركتهُ بكيفية تعامل الإمام الخميني “قدس” مع خصومه، مستدلاً بقضية بازركان الذي كان يختلف مع السيّدالإمام كثيراً، خصوصاً في نظرية ولاية الفقيه، ولكن السيّدالإمام استقبل بازركان وغيره من المخالفين، وعظمهم وقدرهم، مؤكداً بأنّ النظرة الواقعيّة للإمام الخمينيّ هي التي حافظت على الثورة الإسلاميّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى