تقرير خبري| مهرجان “قادة الانتصار” تأكيد على إشاعة منهج المقاومة والبناء على إنجازات دماء الشهداء
بمناسبة أربعينية الشهداء القادة لواء الإسلام العظيم الحاج قاسم سليماني والقائد الجهادي الكبير الحاج أبو مهدي المهندّس ورفاقهما الأبرار أقامت قوى محور المقاومة في الجمهورية الإسلامية، كتائب حزب الله وحركة النجباء ومنظّمة بدر وتيار الوفاء الإسلامي وحركة إباء حفلا جماهيريا بالمناسبة، مساء أمس الجمعة، الموافق ١٤ فبراير ٢٠٢٠م، بمدينة قم المقدّسة.
وفِي الحفل الذي استضافه مجمّع الإمام الصادق “عليه السلام” وحضره جمع ولفيف غفير من العلماء وأبناء الجاليات العربيّة ألقى أستاذ الحوزة العلمية سماحة آية الله معين دقيق كلمة بالمناسبة.
وفي معرض خطابه تحدّث آية الله معين دقيق عن إنجازات محور المقاومة في التصدي لمؤامرات أمريكا طوال الأعوام السابقة، والتي أتت بفضل دماء الشهداء. وقد عبّر سماحة الشيخ دقيق بأن تماسك وتراص قوى وشعوب محور المقاومة هو من أهم ثمرات شهادة القادة سليماني والمهندس ورفاقهما.
وأشار الشيخ دقيق إلى فشل المحور الأمريكي في تنفيذ مخططه في العراق، حيث أن ذلك من أبرز إنجازات محور المقاومة، حسب تعبير سماحته.
وأضاف سماحته:” أن ضربة عين الأسد الصاروخية وثمارها الاستراتيجية هي الإنجاز الثالث لمحور المقاومة منذ شهادة القادة في العراق، حيث أن هيبة أمريكا قد سحقت في الأرض”.
وأكّد سماحة الشيخ دقيق بأن هدف السيد القائد الخامنئي ومحور المقاومة هو إخراج أمريكا من المنطقة، مما يعني سقوط الأنظمة المرتبطة بها، وإن هذه مرحلة مهمة وكبيرة، وإن محور المقاومة هو في المرحلة الأخيرة من هزيمة وإذلال أمريكا وأنظمتها، وهذا كلّه من إنجازات محور المقاومة، ببركة دماء الشهداء.
وأشار آية الله دقيق إلى وجود تهديدات بالمقابل أمام محور المقاومة، ومن هذه التهديدات -حسب تعبيره- التفرقة بين القوى والشعوب في منطقتنا، وإن ذلك يتطلب دورا خاصا من قبل الخواص في المجتمع لإبطال هذا التهديد.
واعتبر سماحة الشيخ دقيق “الغزو الثقافي” هو من أهم التهديدات ضد محور وشعوب المقاومة.
أمّا الفرص التي فتحتها دماء الشهداء أمام محور وشعوب المقاومة فهي كثيرة حسب تعبير سماحته، ومنها الروحيّة والقابليات الكبيرة للوحدة.
وقد شارك الشاعر اليمني منير عوض في ثاني فقرات الحفل بقصيدة شعرية رتّل فيها معاني وقوافي الوفاء والمقاومة والإباء، من وحي الشهداء القادة.
وقد شارك عضو مجلس خبراء القيادة سماحة آية الله عبّاس الكعبي بكلمة بالمناسبة أشار فيها لأهمية الحفل والتجمّع لقوى محور المقاومة في مدينة قم المقدّسة.
وأردف آية الله الكعبي:” إن الشهادة انتصار، ومن مصاديق تحقيق الشهادة للانتصار هي حرب تمّوز و حرب غزّة والحروب في العراق وسوريا واليمن”.
وأشار آية الله الكعبي لأهميّة الإعداد والاستعداد ضمن منهج المقاومة وفق الآية الشريفة “وأعدّوا لهم ما استطعتم”. وقال سماحته:” كنّا نملك السلاح الفردي فقط عند نشوب الحرب بعد انتصار الثورة، واليوم نحن نملك قوة الردع، فليس شرطا حيازة قوة موازنة أو كبيرة للمقاومة، بل أن الروحيّة المقاومة هي الأساس، كما أن الاستعدادات من قبيل الجهوزية المادية والفكرية والمعنوية والقضاء على الكسل وعدم الغفلة هي أمور لازمة لمواجهة العدو”.
وتناول سماحة الشيخ الكعبي رسالة أرسلتها الإدارة الأمريكية لبعض السياسيين في العراق، ومفادها استعداد أمريكا للانسحاب خلال عام، وبشرط أن تكون بطريقة غير مهينة لأمريكا، وقال الشيخ الكعبي بأن رسالة أمريكا هذه هي خدعة، حيث تشير التطورات وإجراءات أمريكا على الأرض في العراق بأن الإدارة الأمريكية تعزّز الاحتلال العسكري في العراق، فلا ينبغي تصديق أمريكا والغفلة عن مخططاتها، حسب تعبير سماحته.
وأكّد سماحة آية الله الكعبي على مفهوم قوة الله قبال قوة الشيطان، وكيد الله قبال كيد الشيطان، وأن كيد الشيطان وقوته في مستوى الضعف، لأن المقاومة تجابه الشيطان وقوة الشيطان وكيده بقوة الله، ونقل سماحته واقعة لقاء المجموعات التي شكّلت بعدها شورى حزب الله بالإمام الخميني الراحل “قدس سره”، عندما سٌأل عن التكليف قبال الاحتلال الصهيوني للبنان، حيث أشار الإمام الراحل إلى وجوب المقاومة، وتأكيده على انتصار المقاومة، رغم أنها انطلقت بسيطة.
وأكّد سماحته على وجوب التنسيق والتكامل في الساحات، وفِي جهاد الطاغوت، ورفض الطاغوت، من خلال الكفر به، ومقاومته، والتقوى في السياسة والحضور الفاعل، والثبات في طريق المقاومة، وطاعة الولاية والقيادة، وعدم النزاع والتفرّق.
وأشاد سماحة الشيخ الكعبي إلى تظاهرات العراق التي حملت عنوان “ثورة العشرين الثانية” ، وقال أن شرط نجاحها هو الاستمرار والوحدة.
وتذكّر سماحته الشهيد قاسم سليماني، وقال بأن أكبر همومه التي يتحدث بها عند اللقاء معه هو التفرقة بين أبناء الأمة والشعب، وتذكّر سماحته الشهيد المهندّس بخاطرة وحديث للشهيد المهندّس حيث كان يؤكد على مواجهة أمريكا ومخططاتها، وضرورة العمل الأمني ضدها.
وقال سماحته: “أن الشهيدين سليماني والمهندس هما من نتاج مدرسة الإمام الخميني وهما نهج للاقتفاء والسير على نهجهما”.
كما حيّ سماحة الشيخ الكعبي في ختام حديثة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم “حفظه الله”، ووصفه بالعالم المجاهد والقائد في محور المقاومة، وأن وجوده في الجمهورية الإسلامية نعمة وفرصة لإشاعة فكر المقاومة في مدينة قم المقدّسة.
وفي ختام الحفل قام كل من سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي وسماحة آية الله الشيخ معين دقيق وسماحة السيّد مرتضى السّندي بإهداء دروع تكريمية وتذكارية باسم الجهات المنظّمة للحفل لعائلات الشهداء القائدين الكبيرين سليماني والمهندّس ورفاقهما، وقد تسلّم ممثلون لعائلات الشهداء الدروع التكريمية من سماحة العلماء.