الموقف الأسبوعيّ لتيّار الوفاء الإسلاميّ الاثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2017م

أحيت الجماهير في البحرين موسم عاشوراء بحيوية، واستلهمت من مدرسة أبي الأحرار مبادئ الإباء والوفاء ومقاومة الظالمين، ورغم استنفار مرتزقة الطاغية حمد، والتي عملت جهدها لتخريب مظاهر الإحياء، من خلال تكسير المضائف، وتمزيق اللوائح، واستدعاء العلماء والخطباء للتحقيق، واعتقال الشباب، وغلق مسجد الخواجة، ومنع خطاب ليلة العاشر، إلا إن جرائم العصابة بحق الشعب وشعائر الحسين “عليه السلام” فشلت في تفريغ عاشوراء من درس المقاومة، حيث قاوم الأهالي اعتداء المرتزقة، واحتشد الآلاف في شوارع العاصمة ليلة العاشر تحديا للمنع، وشارك الآلاف من أبناء الشعب في مسيرات التلبية الحسينية في مناطق، مثل النويدرات والدراز وعالي، وأعلن الشعب تحديه إلى حكم العصابة الخليفية اليزيدية، ورفضه لحكمها.

نشيد بجماهير النهج الحسيني المقاوم في البحرين في إحياء موسم عاشوراء إحياء ثوريا، ونود الإشارة إلى بعض النقاط المهمة.

فيما يتعلق بزيارة السفير الأمريكي ووفد السفارة إلى إحدى مآتم العاصمة، فهدف هذه الزيارة الحقيقي هو التغطية على حقيقة أن الإدارة الأمريكية هي عدو للأمة وللشعب، فهي من أيدت دخول درع الجزيرة واعتبرته قانونياً، وهي التي مازالت تدعم النظام بالسلاح والتدريب، وهي وراء اعتقال قادتنا، وهي المسؤول الأول عن دعم آل سعود وصناعة داعش وحرب اليمن ودمار سوريا.

لقد أشارت وثائق ويكليكس لمتابعة السفارة لأحداث عاشوراء في البحرين، واهتمامهم بمعرفة ثقافتنا، وكيف ينفذون لنا، وهم اختاروا المآتم هذه المرة لينفذوا لشعورنا وفكرنا. إن وفد السفارة في المأتم تعمد استفزاز وعينا السياسي، وأعرافنا وديننا، وهو يعلم ثقافة وأعراف المجالس الحسينية، لذلك تعمد حضور النساء وسط الرجال، ليقول لنا عليكم أن تغيروا من فهمكم وحساسيتكم الدينية وأعرافكم، كما فعل ترامب مع زوجته عند زيارتهما لآل سعود.

إن الإدارة الأمريكية عدوة لشعبنا وأمتنا، ومن يأتي بهم لداخل مجتمعنا، ليجعلهم مقبولين إما مغفل أو خائن أو عميل، ومن ناحية المبدأ فرفضنا ليس موجه للشعب الأمريكي، وإنما للإدارة والنخبة السياسية الجشعة، والتي نرى وجوب مقاومتها سياسيا وثقافيا، فوجودهم في وسط ضحاياهم مستفز للشعور والضمير.

كما نتوجه بالشكر والعرفان للمتظاهرين والثوار، الذين لبوا نداء الحسين، واتجهوا لفك الحصار عن آية الله قاسم، وندعو اليوم لتوجيه قبضات الثوار والجماهير نحو ميدان الشهداء، حيث عرجت أرواح شهداء الثورة، واحتضن أسمى مشاهدها، لكي نقول للعالم أن ثورتنا باقية حتى تحقيق جميع أهدافها.

تيار الوفاء الإسلامي
صدر بتاريخ ٢ أكتوبر ٢٠١٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى