الموقف الإسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي الإثنين 04 ديسمبر 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم

قدّم آية الله قاسم “حفظه الله” درسا آخر في العصيان المدني، حيث رفض الذهاب إلى المستشفى في صورة السجين، ليُعطى حق الذهاب إلى مستشفى باختياره، كما نجح سابقا في تعرية المحكمة الخليفية، وعدم الاعتراف بها، ورفض المثول أمامها، وفِي ذلك درس عملي لأبناء الشعب في طريقة التعامل مع نظام غير شرعي، في أصل وجوده وقراراته وقوانينه. وبالطبع فإن السماح لسماحة الشيخ بتلقي العلاج في مستشفى باختياره جاء بفضل ثبات الشيخ في موقفه، وبفضل الضغط الشعبي بدرجة أولى، وبفضل الجهود الإعلامية والحقوقية التي لم تذخر جهدا، وفِي هذا السياق ينبغي ملاحظة عدم الاسترخاء والركون إلى ذلك، فمساحة الشيخ مازال محاصر في منزله، والخطر يتهدد سلامته وأهله في أي وقت.

يناقش مجلس النوّاب الصوري غدا الثلاثاء تغيير قانون “حظر ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب”، ليشمل التغيير المقترح من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن القومي تغليض العقوبة لتصل إلى مدى ١٠ سنوات بالحد الأدنى، وصولا إلى السجن المؤبد، مع غرامة ١٠٠ ألف إلى نصف مليون دينار، لكل من دعم أو نقل مالا من وإلى شخص أو كيان تصنفه الدولة ضمن قائمة الإرهاب. وقبل أسبوع تقريبا أصدر نفس مجلس النٌواب مقترحا لقانون تغليض العقوبة على إيواء أي شخص متهم بالإرهاب، حسب وصف مقدمى مقترح القانون، لتصل العقوبة إلى السجن المؤبد.

جنون نوّاب مجلس قراقوش فريد من نوعه، وهستيريا الأحكام لن يتوقف لهثا وراء رضا النظام الدكتاتوري، فغاية اهتمام هذا المجلس المسمى بالنيابي أن يناقش موضوعات سطحية كسعر الطماطم ومستلزمات مرقة اللحم، أو أن يصدّق على قوانين الانتقام من الناس المطالبة بحريتها وكرامتها، والمدافعة عن نفسها قبال إرهاب النظام، أو أن يفرض الضرائب الواحدة تلو الأخرى على فقراء الشعب.

إن مقدمي هذه القوانين هم في الحقيقة جلاوزة في صورة نوّاب، وهم لايختلفون عن أشباههم ممن يقومون باقتحام بيوت الناس، ويعتقلون ويعذبون المواطنين، ولهذا فهم متورطون بكل مأساة رجريمة وجريرة تجري على شعبنا.

إن إصدار مثل هذه القوانين هو محاولة لشرعنة إرهاب النظام، وتخويف الناس من المضي في طريق النضال، وتخويف الحاضنة للحراك الشعبي والمقاوم، ونعتقد أن النتيجة الحتمية لذلك هو الفشل، حيث أثبت شعبنا قدرته على امتصاص الترهيب والتخويف بكل أشكاله، والمضي في طريق النضال والحضور الشعبي والمقاومة مهما تكن التحديات.

ندعو في هذا السياق إلى إدراك مغزى إصدار هذه القوانين، وتسويق النظام لها بشكل إعلامي متكرر، حيث الهدف من ذلك هو إيقاع الناس في فخ الحرب النفسية.

تيار الوفاء الإسلامي
٤ ديسمبر ٢٠١٧م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى