الموقف الاسبوعي لتيار الوفاء الاسلامي 20 فبراير 2018 م
أطلقت أطراف دينية ومعارضة في الشهرين الفائتين دعوات لمبادرات سياسية ومصالحة، وكانت دعوات من طرف واحد، وقابلتها ردود رسمية من النظام عبر قنوات داخلية، وردود غير رسمية عبر الوسائل الإعلامية التابعة له، وللمفارقة فقد أطلقت الدعوات في وقت كان فيه الحراك الشعبي يعيش حيوية وتصاعدًا، في قبال حملات قمع وأحكام هستيرية ومجنونة، وقد جاءت الردود من قبل النظام وأطرافه هذه المرة بشكل قاطع بأن النظام عازم على حسم معركته، والذهاب إلى النهاية، وبأنه غير راغب في أن تدخل المعارضة بشكل مباشر أو غير مباشر في العملية السياسية الرسمية، من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية الصورية، أو غيرها من الأطر.
ما دعانا للحديث عن ذلك الآن هو جرس الإنذار من عدم قدرة أطراف في المعارضة على استيعاب دروس الماضي، في محتوى الخطاب، وتوقيته وإخراجه، وتجاوزه للحقائق الجديدة على الأرض، وكأن هذه الأطراف عازمة أن يعيش الشعب مرة أخرى الأخطاء التي شابت أداء المعارضة في مرحلة مابعد انتفاضة الكرامة، وفي مرحلة الشهور الأولى من انطلاق ثورة ١٤ فبراير.
كثر الحديث مؤخرًا عن المبادرة ثلاثية الأطراف “الأمريكية-القطرية-السعودية” التي تم عرضها من قبل الوسيط القطري على طرف من المعارضة، وقد بقيت تفاصيل المبادرة طي الكتمان، وتم الكشف عنها مؤخرًا فقط في معرض الدفاع القضائي في القضية الكيدية المرفوعة بتهمة “التخابر مع قطر”، حيث أن موضوع المبادرة وتفاصيلها وتنصل الأمريكيين والقطريين والسعوديين منها، بل وصمت الجانب الأمريكي عن حقيقتها الآن، في هذا الوقت الذي تستخدم فيه بشكل ملتوي لتصفية الحساب مع أطراف في المعارضة، يؤكد حقيقة الأخطاء السابقة، من قبيل الاستفراد بالطرح السياسي، وكارثية المبادرات الفوقية والخاطئة في المحتوى والتوقيت. ثانيًا، يؤكد الصمت الأمريكي المطبق، وعدم قول الحقيقة، وتقديم شهادة في الموضوع، بأن الطرف الأمريكي كان ولا يزال طرف مخادع وغير نزيه ويدير عملية الثورة المضادة بحرفية.
تؤكد الحقائق الداخلية على الأرض سواء فيما يتعلق بتوجهات العصابة الخليفية والأمريكيين والبريطانيين، وكذلك حيوية الحراك الشعبي، ووجود أطراف معارضة تمسك بزمام الميدان، والحقائق الخارجية المتعلقة بتطورات الصراع الإقليمي على عدم تناسب خطاب المبادرات الفضائية مع المرحلة، وعلى ضرورة استدارة قوى المعارضة حول نفسها للخروج بمشروع نضالي تحرري حقيقي، ويتناسب مع تضحيات الشعب وطول نفسه.
إذًا، لا خارطة طريق غير تلك المرسومة بدماء شهدائنا، ولا مصالحة غير التصالح مع الحقائق الجديدة، وعدم إنكارها، ولا شراكة غير شراكة أبناء الوطن مع أنفسهم، وقوى المعارضة مع بعضها للتحرر من نظام الإرهاب والقتل، ولا خطوات غير خطوات أبناء الشعب في ميادين الاحتجاجات والمقاومة، وموعدنا مع النصر، بتوقيت دماء الشهداء في الميادين والسجون وعرض البحر.
تيار الوفاء الإسلامي
٢٠ فبراير/شباط ٢٠١٨م