بيان: ذكرى إعتقال قادة ورموز ثورة 14 فبراير
بسم الله الرحمن الرحيم
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “
(23) الأحزاب
يصادف غداً فجر السابع عشر من شهر مارس ذكرى اعتقال قادة ورموز ثورة ١٤ فبراير، حيث اقتحمت القوات الخليفية وعناصر الاستخبارات في جيش العار الخليفي منازلهم بشكل وحشي، وتم ترويع أهاليهم، والإعتداء عليهم واقتيادهم للسجنون العسكرية السرية، وقد جرى عليهم ماجرى من التعذيب المريع والإهانة والتنكيل من لحظة أسرهم واقتيادهم، ولأيام طويلة كانوا فيها معزولين عن العالم الخارجي، ويتهددهم الموت والتصفية، ثم حكمت عليهم المحاكم العسكرية الجائرة بأحكام قاسية، ولمدد طويلة.
وقابل القادة والرموز كل ذلك الظلم والتشفي من الدكتاتور حمد وعصاباته بصلابة ورباطة جأش، وتحمّلوا المسؤولية التاريخية بالإصرار على مواقفهم، وانحيازهم لشعبهم وثورته ومطالبه العادلة.
في فجر ١٧ مارس أرادت العصابة الخليفية أن تأسر وتسجن روح التضحية، والإرادة الشجاعة، والبصيرة النافذة، والنهج الواضح، لكنها فشلت ، واستمرت الثورة حتى اليوم، حاملة فكرهم الثوري الذي يرفض التراجع والمساومة، وبزج العصابة الخليفية لعلمائنا وقادتنا ورموزنا في الأسر فقد عززت موقعهم كقادة أصلاء للشعب والثورة، فهم الذين على ضوء فكرهم، ومن وحي شجاعتهم، ومن تحت عبائتهم انطلقت ثورة ١٤ فبراير المجيدة، وعلى إثرهم الوهاج ستستمر حتى تحقيق أهدافها المشروعة.
في فجر ١٧ مارس نستحضر البصيرة والإرادة والشجاعة والممانعة والمقاومة لمشروع العصابة الخليفية لسنين سبقت الثورة، فنستحضر “شرعية الحق لاشرعية القانون”، و نستلهم روح الأمل، ونستحضر مبادئ التكامل والمقاومة المشروعة، والفكر الإصلاحي المقاوم، والمقاومة المدنية، والصمود، وعدم الركون للظلمة والقتلة، وعدم جواز إعطائهم شرعية الحكم، أو القبول بالأمر الواقع.
بمناسبة ذكرى اعتقال قادة الثورة ورموزها، والذي سيبقى خالدا في وجدان الشعب، وعنواناً للصمود والثبات، ودليلاً على بشاعة أفعال الخليفيين وظلمهم، فإننا في تيار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديمقراطية (حق) نؤكد على التالي:
أولاً: ندعو منظمات المجتمع الدولي ودوله المنصفة للدفاع عن القادة والرموز الأسرى، على إعتبار أنهم سجناء ضمير يقبعون ظلماً في سجون النظام الخليفي، والمطالبة بإطلاق سراحهم فوراً، باعتبارهم عنوان هذه الثورة وقادتها، وممثلين حقيقيين للشعب في البحرين.
ثانياً: إن القادة الأسرى يعيشون في ظروف سيئة في سجن جو المركزي، حيث يتعرضون للانتقام ، ويحرمون من زيارة أهاليهم عبر إخضاعهم للمعاملة الحاطة بالكرامة ، ضمن إجراءات الزيارة، والتي يرفضها الرموز منذ أكثر من عام، كما يعانون من الحرمان من تلقي الرعاية الصحية المناسبة، بلحاظ تقدم الكثير منهم في السن، ومعاناتهم من أمراض مزمنة، يقابلها السجّانون بمنع الأدوية والعلاج المناسب، مما يعد تصفية لهم وانتقاماً من مواقفهم السياسية الممانعة، ويتحمل النظام الخليفي مسؤولية أي مكروه يحصل لهم.
ثالثاً: ندعو جماهير الشعب الأبي للاستمرار في نهج الوفاء لقادة الثورة، وتضحياتهم والأهداف التي يضحون من أجلها، وأن يكون قادة الثورة حاضرين دائما في حراكنا السياسي والميداني والإعلامي، لكسر كل أشكال التغييب لدورهم ورمزيتهم الكبرى.
رابعاً: نحمّل الإدارتين الأمريكية والبريطانية جريمة استهداف قادة الثورة ورموزها، من خلال الدعوة إلى عزلهم باعتبارهم متطرفين ومتشددين حسب الأوصاف التي يطلقها مسؤولو البلدين، وتذكرها تقارير وزارتي الخارجية فيهما، ونعتقد جازمين أن ما يجري على الرموز هو نتيجة تآمر الأمريكان والإنجليز على ثورة شعبنا المظلوم.
نعاهد الرموز القادة بأننا سنكون الأوفياء، الماسكين على الجمر في طريق الحق، ولن نبدّل تبديلا، حتى بلوغ النصر، ولقاء الشعب مع أحبته وقادته ورموزه، في مشهد يعز الله به المؤمنين المُضحين، ويذل فيه الظالمين.
اللهم ارحم شهدائنا، وفكر قيد أسرانا، وآمن مطاردينا، ورد غربائنا، وانصرنا على القوم الظالمين.
تيار الوفاء الإسلامي
حركة الحريات والديمقراطية “حق”
عضوا “التحالف من أجل الجمهورية”