الموقف الأسبوعيّ لتيّار الوفاء الإسلاميّ الاثنين 13 شعبان 1439هـ / 30 أبريل 2018م
بسم الله الرحمن الرحيم
عاش الوطن إرهاصات محاكمة ثلة من شبابه خلال الأسبوع الفائت، حيث أصدر القاضي الخليفي جملة أحكام بالإعدام، والتي تنازل عن بعضها، واستبدلها بأحكام السجن المؤبد تحت يافطة العفو، في مسرحية سمجة تنازع بطولتها الموهومة الطاغية حمد ومشير النياشين المزيفة.
لم ينتهي الإسفاف بعقول الناس والمراقبين لهذا الحد، بل تجاوز الأمر إلى التهديد والوعيد من قبل وزارتي الداخلية والعدل الخليفيتين ضد مجموعة علماء الدين الأجلاء، بسبب بيان أصدروه وشكروا فيه خطوة تخفيف الأحكام من الإعدام للمؤبد، وأملوا فيه أن تتواصل مثل هذه الخطوات لتشمل إطلاق سراح المعتقلين، مما تسبب في حيرة المراقبين والمحللين في سبب استنفار العصابة الخليفية، وكيف يمكن فهم تعقيدات وهلوسات الحالة النفسية التي تعاني منها العصابة الحاكمة ورموزها.
في واقع الأمر تعاملت وزارتا الداخلية والعدل مع بيان العلماء كما يتعامل المعذب والقاضي مع المعتقلين، والذين يعملون على تعذيب المعتقل وقهره وسحق وجوده، بل ويطلبون منه خلف أبواب غرف التعذيب السجود لهم، والكفر بدينه ومعتقده، وأراد الطاغية ومشيره المزيَّف أن يقولا:” نحن أرباب من دون الله نحيي ونميت، ونحكم بالإعدام ونعفو”، وكان المطلوب من أهالي المحكومين بالإعدام والعلماء والنَّاس أن تعلن البراءة من قضيتها والأسرى، وتعلن التوبة والخضوع، بل وتلعن نفسها وماضيها في مقاومة الظلم والمطالبة بالحرية والعدالة.
فبعد اعتقاده أنه فكك القوى والتنظيمات السياسية والثورية والجمعيات، وأغلق المؤسسات الدينية، وحدّ من نشاطها، لم يستسغ نظام العصابة الحاكمة أن يقرأ مجددا بيان مجموعة من علماء البلد، فهو يرى من غير المقبول أن يكون هناك أي كيان يناشد أو يأمل، مهما كانت لغة الخطاب وسقفه، فذلك لايتناسب مع ضرورات المرحلة من الاستغفار والتسبيح بحمد الطغاة، وضرورة تفكيك نسيج المجتمع، حسب تقديرات العصابة الخليفية.
أثبتت مجريات الأسبوع الماضي أن لابديل مع العصابة الخليفية عن لغة المقاومة واستنهاض الناس، والتحريض ضد الظلم والمقارعة السياسية والميدانية، فهناك ضوء أخضر أمريكي وبريطاني وسعودي لكي يذهب النظام أبعد من ذلك لفرض الاستسلام والمذلة على الشعب ورموزه وقادته، وهيهات يكون له ذلك.
الخير في ماوقع، وهذا يَصْب في تهيئة الارضيّة ودعوتنا للتصعيد السياسي والميداني مع العصابة الخليفية ومن يقدم لها الدعم والغطاء السياسي والميداني، وندعو للبناء على تجربة المناشدة نحو تفعيل استراتيجية معارضة سياسية ومقاومة طويلة الأمد، ولا تشعر بالضعف والتعب، ولاتستعجل النتائج.
تيار الوفاء الإسلامي
13 شعبان ١٤٣٩ هجرية
٣٠ أبريل ٢٠١٨ ميلادية