“يأبى الله لنا”: لبيّك يا حسين.. لبيّك يا ملهم الأحرار والثّوار
“يأبى الله لنا”: لبيّك يا حسين.. لبيّك يا ملهم الأحرار والثّوار
“ألَا وإنّ الدَعِيَّ ابنَ الدَعِيِّ قدْ رَكَز بينَ اثنَتَينِ: بينَ السِّلَّةِ والذِّلَّةِ، وهيهاتَ منّا الذِّلَّةُ، يأبَى اللهُ لَنَا ذلكَ ورَسُولُهُ والمؤمِنونَ، وحُجورٌ طابَتْ وطَهُرتْ، وأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفُوسٌ أبِيَّةٌ مِنْ أنْ نؤْثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ على مصارِعِ الكِرَامِ. ألَا وَقَدْ أَعْذَرْتُ وأَنْذَرْتُ، ألَا وإنِّي زاحِفٌ بهذِهِ الأُسرةِ على قلَّةِ العَدَدِ، وكَثرةِ العدُوِّ، وخِذلانِ الناصر”.
“يأبى الله لنا”
أكثر من 14 قرنا من الزمان، عهود وعقود.. لم تنكسر رايةُ الإمام الحسين بن علي عليه السّلام، وظلّت ثورته تدوّي في كلّ زمان ومكان، لتكون مدرسةً لكل الغيارى والأحرار، من كلّ الأديان والأعراق، كما أرادها ملهمُ الثوّار الذي ورث آدمَ صفوة الله، فكان خلاصةَ الأنبياء والمرسلين والأولياء، جيلاً بعد جيل، يزرعُ الثورة في النفوس الأبيّة، والأنوف الحميّة، لا يخضع للطغاةِ واللئام، ولا يُفزعه قلة العدد، ولا كثرة العدو، ولا خذلان النّاصر.
فكانت ثورة “الإباء”..
– “يأبى الله لنا” الذلةَ.. ولو اجتمعت الجيوشُ، وتكاثرت السّيوفُ من شرق الأرض وغربها.
– “يأبى الله لنا” الاستسلامَ لمشاريعِ الطغاةِ وهاتكي الأعراض والمقدّسات.
– “يأبى الله لنا” طاعةَ اللئام الذين أفسدوا في الأرض وظلموا العبادَ وأشاعوا التّضليل والتحريف.
– “يأبى الله لنا” الظلمَ والرّكون إلى مؤامرات شقّ الصّف ومغريات الدّنيا ومتاعها الخدّاع.
– “يأبى الله لنا” خذلانَ الناصر والقادة النجباء الذين فضحوا لطاغية وثبتُوا على الحقّ وما بدّلوا تبديلا.
“يأبى الله لنا”
من البحرينِ والحجاز إلى اليمن، من سوريا ولبنان إلى العراق، من كربلاءِ الخليج إلى سوْح الجهاد والعزّة والإباء في كلّ أصقاع الأرض.. شعارٌ واحدٌ، وموقفٌ ثابتٌ لا تغيّره الأهوالُ والأحوال، نطلقه بعزمِ أوال وزنود أبنائها، إعلاناً للولاء إلى كربلاء، من كلّ اللّغات والانتماءات.. شعارٌ من قلْبِ عاشوراء الإنسان، وعاشوراء العدل والكرامة والفداء، شعارٌ لا يخشى “مصارع الكرام”، وينبعُ منه صوتُ الحسين الذي لازال يملأ الأرضَ والسماء: “هيهات منّا الذلة”.
تيّار الوفاء الإسلامي – حركة الحريات والديمقراطية (حق)