بيان: جرائم النظام في عاشوراء خطة لإشاعة الإرهاب ومقدمة لمؤامرة أكبر على الدين والهوية
بسم الله الرحمن الرحيم
لم ينجل موسم عاشوراء هذا العام إلا وقد قام النظام عبر مرتزقته ومخابراته بتخريب مظاهر الإحياء، واستدعاء عشرات الخطباء والرواديد والمعزين وإدرايي الحسينيات، وإغلاق حسينية الإمام الرضا “عليه السلام” في بلدة المالكية الأبية، هذا وقد تسارعت الأحداث، وصعّدت العصابة الخليفية من قمعها بشكل مستفز، واستنفر رموزها من أعلى الهرم، وأطلقوا الوعيد والتهديد باتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة، يصعب تفسير خلفياتها أنها فقط رد على سحق اسم الطاغية حمد على الأرض، رغم أن هذه الخطوة الاحتجاجية السلمية كانت موجعة لهيبة رأس النظام، وساحقة لكبريائه المزعوم.
جاء إعلان وزير داخلية العصابة الحاكمة المدعو راشد آل خليفة يوم الإثنين بأنه بصدد عرض خطة من 70 مبادرة لتعزيز الانتماء، والحفاظ على اعتدال الخطاب الديني والوحدة الوطنية، لتكشف حقيقة نوايا العصابة الحاكمة، وهي أن جرائمها وتصعيد رأس الهرم الخليفي ضد موسم عاشوراء كان فعل مقصود ومبيت، وهو جزء من خطة لإشاعة الإرهاب، ومقدمة لمؤامرة أكبر على الدين والهوية.
تكشف حقيقة أن وزير الداخلية هو من أعلن عن وجود هذه الخطة هي أنها ليست سوى إجراءات أمنية واستخباراتية كالتي شهدتها الساحة في الأعوام الماضية، من قبيل عقد اللقاءات بين وزارة الداخلية وبعض من مايسميهم النظام الوجهاء أو ممثلين عن الأهالي في المناطق، لتسخيرهم ضمن جهود النظام لاختراق الغالبية الشعبية المعارضة للنظام، إلا أن خطورة إعلان وزير الداخلية هذه المرة هي أن الخطة القادمة من المرشح أنها تهدف للسيطرة على محتوى الخطاب الديني في المنابر والمساجد، بل وترخيص من يحق له الخطابة، وهو تصعيد خطير ضد حرية الدين والمعتقد، وهو استمرار للجرائم الفادحة للعصابة الخليفية، كتجريم فريضة الخمس الشرعية، وفرض قانون الأسرة المخالف للدين والمذهب.
إن إشاعة الخوف والإرهاب لتمرير المخططات الأمنية والمؤامرات على ديننا وهويتنا ليس بالأمر الجديد في عقلية الغزو والتخريب والإبادة، فما تقوم به العصابة الخليفية اليوم ليس سوى استمرار لسياساتها الهدامة من قبل، والتي كشفها تقرير البندر، ورأينا مصاديقها كل يوم على الأرض، والتي تكشف أن العصابة الخليفية الحاكمة لم توقف يوما استهدافها لحاضر ومستقبل الدين والوطن، وأن صراعها مع شعبنا هو صراع وجودي تسخر فيه كل أدواتها من أجل القضاء على مقومات الشعب وهويته وعقيدته.
التطورات القائمة تفرض علينا كشعب وكأطراف في المعارضة تحديات جديدة، وبهذا ندعو عموم أبناء الشعب لرفض أي نوع من التعاطي مع أي مبادرة أو خطوة تطرحها أي جهة تتبع النظام أو مرتبطة به، سواء جاءت بغطاء اجتماعي أم رياضي أم سياسي أم أمني، فهي ليست سوى جزء من المخطط الكبير الذي صرح به وزير داخلية آل خليفية، والذي يهدف فقط لمصادرة ماتبقى من الحقوق الدينية والعقائدية للناس، ولتسخير جزء من الناس للتعاون الأمني، ولاختراق الشرائح الشعبية المعارضة، من أجل تحقيق أهداف سياسية تجاوزتها ثورة 14 فبراير.
تيار الوفاء الإسلامي
عضو التحالف من أجل الجمهورية
17 محرم 1440 هجرية
27 سبتمبر 2018 ميلادية