تيار الوفاء: التطبيع مع العدو الصهيوني لن يتم.. ولن يجد الصهاينة بيئة آمنة لهم في البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد زيارة رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو إلى عمان؛ اشرأبت التحليلاتُ إلى محطة التطبيع القادمة، وتكاد تتقاطع جميعُ التحليلات مع تأكيدات الإعلام الصهيوني بأن البحرين هي المرشحة الأكبر لمثل هذه الزيارة، بل ذهب البعضُ إلى أبعد من ذلك باعتبار البحرين الأكثر “مثالية” لافتتاح قنصلية صهيونية، حيث يجري ذلك في ظل تأكيداتٍ خليفية رسمية بالاعتراف بالكيان الصهيوني كـ”دولة قائمة وطبيعية”، ولها وعليها ما ينطبق على الدول الشرعية.
من جهة المنطق السياسي؛ فلا تستطع العصابة الخليفية تبريرَ جريمة التطبيع مع الصهاينة، والتقدم على موقف الفلسطينيين أنفسهم، بمن فيهم الطرف الذي انخرط في مسار “أوسلو” للمفاوضات، ولن تجد العصابة الخليفية أرضية شعبية –حتى ضمن شريحة الموالاة التقليدية- لتسوّق من خلالها مشروعَ التطبيع مع الصهاينة، والعلاقات السياسية الطبيعية مع عدو الأمة.
وفي ظل حقيقة أن البحرين ليست من دول التّماس المباشر مع الكيان الصهويني، ومع اندفاع العصابة الخليفية في التطبيع؛ يتكشف أن خلفيات اختيار البحرين لهذه المهمة القذرة تتمثل في عدة أمور أهمها:
1. اعتقاد الكيانين الصهويني والخليفي أن شريحة المجنسين، التي تدين بالطاعة العمياء والانقياد للعصابة الخليفية؛ يمكن أن تشكّل الرافعة الأولى لصورة التطبيع مع مؤسسات الكيان الصهويني السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
2. اعتقاد الكيانين الصهيوني والخليفي أن القمع الشديد ضد الناس، وسجن وتهجير المعارضين، والاضطهاد الديني؛ كفيلٌ بمنع أي مقاومة أو احتجاجات جادة ضد الوجود الصهيوني على أرض البحرين
3. وجود الحاجات المتبادلة والمتكاملة بين الكيانين الصهيوني والخليفي. ففي وقتٍ يبحث فيه الكيان الصهيوني عن بوابة للتطبيع الرسمي والعلاقات المفتوحة؛ يجد الصهاينة أن النظام الخليفي هو الوجهة المناسبة لتحمُّل التكاليف السياسية لمثل هذه الخطوة، لقاء منافع أمنية وسياسية يقدمها الكيان الصهويني للعصابة الخليفية وعبر أدوات القوة والنفوذ التي يتمتع بها في أمريكا وغيرها.
4. أن وجود الكيان الصهيوني بمؤسساته الرسمية في البحرين يعني وقوع البحرين ضمن دائرة النفوذ السياسي الصهيوني، مما يعتبر أحد أوراق القوة الجديدة لدى الكيان الصهيوني في صراعه ضد محور المقاومة.
في تقييمنا الموضوعي؛ فإن التطبيع الصهيوني في البحرين لن يتم، وقد ينجح الصهاينة مع العصابة الخليفية في نسج علاقات سياسية على مستوى السفارات، إلا أن ذلك سيكون بعيدا عن التطبيع المستدام بالمفهوم الطبيعي أو الشامل أو الشعبي، وذلك لعدة أسباب أهمها أن وجود الكيان الصهيوني – بوصفه نظاما سياسيا – غير مضمون البقاء خلال العقدين القادمين، وذلك وفق المعادلات وآفاق الصراع الذي يتبلور بين قوى المقاومة والتحرر وبين بيت العنكبوت الصهيوني، هذا بالإضافة إلى نظرة الشعب وقوى المعارضة والمقاومة في البحرين لأي وجود صهيوني مؤسسي أو فردي واعتباره تهديدا عدائيا، وبأنه هدف مشروع.
في الوقت الذي نحذّر فيه الصهاينة من العبث السياسي، نذكّرهم بأن شعب البحرين بطائفتيه وشتى شرائحه؛ يعتبركم عدوا مبيناً، وأن العصابة الخليفية التي لا يستطيع أفرادها وضباطها ومرتزقتها أن يتجولوا دون سلاح في شوارعها وأزقتها؛ لن تستطع أن توفر الحماية والبيئة الآمنة لأنشطتكم الرسمية والشعبية، كما ندين العصابة الحاكمة في فتح البلاد أمام الكيان الصهيوني، وندعو أبناء الشعب للاتحاد في الهدف المشترك والكبير المتمثل في رفض أي نوع من التطبيع مع الصهيانة، ورفض أي وجود سياسي رسمي أو غير رسمي للكيان الصهيوني.
تيار الوفاء الإسلامي – البحرين
24 صفر 1440 هجريه
3 نوفمبر 2018 ميلاديه