تقرير خبري: كلمة ليلة الثلاثاء لسماحة الشيخ أحمد نوّار
ضمن البرنامج الأسبوعي لمركز الإمام الخمينيّ “قدّس سره” أقامت الجالية البحرانيّة بتاريخ 17 فبراير 2020م صلاة العشائين، وألقى سماحة الشيخ نوّار بعدها كلمة تناولت محورين.
• دروس من سورة الجمعة
• إنجازات ثورة 14 فبراير
افتتح سماحة الشيخ أحمد نوّار حديثه الفكري بالآية الكريمة من سورة الجمعة { يُسَبِّح لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم}.
(القسم الأول) الحديث الفكريّ:
ثم بيّن معاني الأسماء الحسنى التي أتت في الآية الكريمة عبر الاستعانة بتفاسير كبار المفسّرين.
وقال بأنّ “اسم “الملك” يعني مالكيّة هذا الوجود. وأنّ أسم “القدوس” للمبالغة في الطُهر، والقداسة، وأسم “العزيز” هو الذي لايغلبهُ غالب، واسم “الحكيم” هو المتقن فعله”.
وفِي معرض حديثه حول اسم الله “الملك” قال بأنّ “مالكيّة الوجود كلُّها لله عز وجل، وأنّ مالكيّة الله مالكيّة حقيقيّة، وليس كمالكيّة البشر لأي شيء، فهي مالكيّة اعتباريّة، وبالإضافة للمالكيّة التكوينيّة لله عز وجل فقد أوجد القوانين التشريعيّة التي تتناسبة مع القوانين التكوينيّة”.
وفي مايخص القوانين التشريعيّة نفى سماحة الشيخ نوّار قدرة البشر على إيجاد قوانين تشريعيّة لهذا الكون أو تتناسب مع هذا الإنسان، وأنّ مشاكل البشرية هي بسبب هذه النقطة حيث أنّ البعض يدعيّ قدرته على وضع قوانين تشريعيّة.
وأشار الشيخ نوّار في معرض حديثه إلى إقرار المسلمين والإلهيين بحق الله في التشريع، حيث أنه خلق القوانين التكوينيّة وهو الوحيد القادر على إيجاد قوانين تشريعيّة تتناسب مع ما أوجده.
(القسم الثاني) الحديث السياسي:
وفي مايخص الشأن السياسي وتزامناً مع الذكرى التاسعة للثوّرة المجيدة أشار الشيخ نوّار إلى تساؤل البعض “هل أنّ الثّورة حقّقت منجزات؟ اليوم في سنة 2020م هل هناك ثورة في البحرين؟
وقال الشيخ نوّار أننا نسمع هكذا إشكالات تقول أنه لايوجد في البحرين شيء أسمه ثورة، وثورة 14 فبراير لم تقدّم لنا أي منجز.
وعلّق الشيخ نوّار على هذا الفكر السائد عند البعض، قائلاً أنّ السبب الأول لقيام الثّورة هو منطلق التكليف الشرعي، وثانياً أن الثوّرة حقّقت الكثير من المنجزات المعنوية، ولايصح التشخيص من منطلق الإنجازات المادية، مستشهداً بثورة الإمام الحسين “عليه السلام” حيث أن الإمام الحسين لم يصل للحكم وهو الإنجاز المادي، بينما نعتقد بأنّ ثورة الإمام الحسين “عليه السلام” ناجحة كونها ثورة خالدة وحقّقت أهدافها. والنقطة الأخرى أنّ الثوّرة في البحرين حققت إنجازات مهمة جداً على الصعيد المعنوي عبر إسقاط الهيبة المصطنعة للنظام الخليفي، وبالإضافة لذلك أسقطت شرعيّة النظام الخليفي”، واستدل الشيخ نوّار بثورة الإمام الخمينيّ “قدس سره” إبان وجوده في فرنسا أي قبل انتصار الثوّرة، حيث تم الإشكال عليه وسئل “ماذا حققت الثوّرة الإيرانيّة؟ ” فأجاب الإمام الخمينيّ بأنّ الثوّرة حقّقت إنجازات ، وقال لهم “اذهبوا إلى أسواق طهران وانظروا إلى الطفل الصغير وهو يقول “الموت للشاه” وهذا إنجاز ثورتنا كونها خلقت هذا الوعي”.
واستطرد الشيخ نوّار إلى الشأن البحرينيّ أنّ النظام الخليفيّ صور نفسه بأنه نظام ديمقراطي يرعى الحريات، وجائت هذه الثورة وكشفت الوجه الحقيقي لهذا النظام، وأنه ليس من الصحيح النظر للثورة بمعزل عن ماقبلها ومابعدها مستشهداً كذلك بالثورة الحسينيّة حيث أنها أعطت الدافع للثوّرات التي تلتها، وكذلك هي الثورة في البحرين، ولو أنّ الوهج قد قلّ، ولكن الشّعب في وجدانه يرفض هذا النظام، ومن صغيره لكبيره يهتف بشعار يسقط حمد، والشعب يريد إسقاط النظام، وهذا إنجاز مهم ولابد المحافظة عليه.
واختتم سماحته كلمته بأنه لاينكر وجود بعض الجوانب في ثورة البحرين مما يحتاج إلى التصحيح، والتي تحتاج مراجعة جدية من كل الأطراف.