مخطط التخريب والهدم الثقافي والمعنوي داخل السجون الخليفية

في أعقاب استشهاد القائد المقاوم البطل رضا الغسرة استيقظ النظام الخليفي المجرم على مدرسة جهادية فريدة تتبلور داخل سجون البحرين، بدأت شرارتها منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير وتطورّت على مر السنين، حتى جاءت انتفاضة مارس عام 2015م في سجن جو المركزي.

تتمثّل يقظة النظام الخليفي في استقدام خبرات أمنية أمريكية وبريطانية وصهيونية لمحاولة الحد من امتداد هذه المدرسة وشيوعها في كافة السجون وتطبيق مشروع تخريبي للثقافة والمعنويات. جاء تأكيد هذه المعلومات من خلال تقرير خرج من السجن حصل عليه تيار الوفاء الإسلامي حصراً بالإضافة إلى عدد من الشهادات الصوتية التي تلقاها التيار ، وتتمثل المعلومات الواردة في التقرير المذكور على أهداف الخبرات الأمنية المستقدمة ووسائل تطبيقها وبعض الشواهد البارزة في السجن.

وذكر التقرير أن من أهداف هذا المشروع هو ضرب الفكر الشيعي الثوري وتغييره إلى فكر التشيع الغربي، وتمييع الفكر والعقائد والأخلاق، واستهداف التوجه الديني السياسي والثوري لدى الشباب، وعدم السماح بتطوير الشباب ثقافياً وفكرياً ودينياً وبدنياً، ومراقبة الفئة العاملة والمؤثرة داخل السجن ومراقبة الاتصالات، ونشر الانحراف الأخلاقي.

وفيما يخص تطبيق المشروع في داخل السجن، جاء في التقرير أن إدارة السجن قامت بسحب الكتب وتفتيش الغرف بشكل دوري، ومعاقبة وعزل علماء الدين والمبلّغين، ونشر الفتن بين الشباب ونشر الانحراف الأخلاقي عن طريق توفير وسائله، والتمييز الطائفي، ونقل الأساتذة والمثقفين والشخصيات المؤثرة إلى غرف العزل بعيداً عن بقية السجناء الشباب، وإنشاء جهاز للأمن الوقائي، و اختراق الشباب من قبل الأمن الوقائي الذي يعمل تحت مظلة جهاز أمن الدولة، واستدراج الشباب وتجنيدهم من قبل الأمن الوقائي بحجة مراقبة تجاوزات وتصرفات الشرطة.

ومن الحوادث المشهودة في السجن، يقول السجناء في التقرير أن دخول الأمن الوقائي للمباني بصورة علنية من خلال تفتيش الغرف من قبل الإدارة، بالإضافة إلى توزيع أرقام هواتف عناصر الأمن الوقائي على بعض السجناء للتواصل حول مسائل تجاوزات الشرطة بهدف إضفاء فكرة مشروع وجود الأمن الوقائي ومصداقيته، ووجود معاملة خاصة لبعض الشخصيات والتقرب منها من خلال الاستدعاءات والتواصل وإعطائها مسؤوليات كتنظيم الاتصالات، وتعمل إدارة السجن على تشويه سمعة العلماء والشخصيات المؤثر بداخل السجن، وتفتعل الإدارة المذكورة المسرحيات بين السجناء بالتعاون بين الأمن الوقائي والإدارة بهدف التجنيد والحصول على المعلومات، وقد عمدت إدارة السجن على عزل بعض الشباب الحركيين والمثقفين والمؤثرين بعد نجاح مشروع التجنيد.

الجدير بالذكر أن النظام الخليفي يعتمد على الأنظمة الاستكبارية في هدم المعنويات الثورية في داخل السجون وخارجها وحرف الأنظار عن أحداث الثورة ومجرياتها، وإفشاء ثقافات انهزامية تتمثل في “تحطيم الذات” و”إمكانية الخلاص” و”إعادة بناء الذات”، هذه الثقافات تُنشر عبر التقنيات التي تستخدم مع أبناء الشعب بشكل مستمر ويومي ومن أكثر من جهة، سواء من القناوت الرسمية الخليفية والمحطات الإخبارية وشركات الإعلانات والعلاقات العامة وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى