عيد الشهداء.. يوماً ينتظره البحرانيون لتأديّة واجب الوفاء لأهل الوفاء
مع قرب دخول شهر ديسمبر يستعد الشّعب البحرانيّ بنخبه ومثقفيه ليوم عيد الشهداء المجيد، في ١٧ ديسمبر، اليوم الذي يُرجع ذاكرة كل بحرانيّ لذكرى رحيل الشيخ المجاهد، شيخ الكرامة عبدالأمير الجمري “قدست نفسه الزكية”، ولذكرى عروج الشهيدين الهانيّين عندما سقطا مضرجين بدمائهما الزكيّة، بعد تلقيهما الرصاص الحيّ من قبل نفس القتلة الجاثمين على صدر الوطن اليوم، وليس لشيء غير المطالبة بحياة كريمة تحفظ كرامة الإنسان ومكانته الإنسانيّة التي كرمها الله عزّ وجل.
هو تاريخٌ خُط بدمٍ عبيق يعيد للبحرانيين الفخر والعزة والكرامة، هو تاريخٌ كان لهُ من الأثر الكبير لبقاء قضية الشّعب حيّة، ودفع بالحركة الشعبيّة قُدماً للسعيّ نحو تحقيق وطن يجمع كل مواطنيه للعيش بحياةٍ تحفظ كرامة الإنسان.
كان عروج الشهيدين الهانييّن نور اليقضة، وشرارة الإرادة الشعبية نحو التغيير، وقد استمر الأثر المبارك بشهادتهما إلى يومنا هذا، وإن من أكبر ثمرات دمهما الطاهر إدراك الشعب حقيقة النظام الخليفي، وأن الثورة الشعبية والتضحية هما مفتاح التغيير الشامل.
وقد أفشلت تلك الدماء الزكيّة الماكينة الإعلامية الكبيرة التي تمتلكها العصابة الخليفية الحاكمة، حيث أريد ليوم 17 من ديسمبر أن يكون يوماً للاحتفاء بتاريخ العائلة الحاكمة، والتي لايوجد واقعا ما تحتفي به، سوى تزوير التاريخ، وذلك بخلاف ماتعمل به البلدان الأخرى التي تحييّ أعيادها الوطنيّة في ذكرى التخلص من الاستعمار الذي حل بتلك البلدان.
فلنواصل الاستعداد والتحضير والتهيئة والتّأهب في الداخل والخارج لإحياء هذا اليوم، للوفاء لأهل الوفاء للذين كان لهم الفضل بعد الله عزّ جل لبقاء شعلّة الحق باقيّة، وحافظت على المسيرة من الضياع حتى يأذن الله ويحصل الشّعب على كامل حقوقه المشروعة وتسقط بذلك الديكتاتوريّة الخليفيّة المظلمّة التي أرادت وسعت للحط من كرامة الإنسان.
وكما قال الشاعر التونسيّ أبو القاسم الشابيّ :
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ
وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر