قضية.. وقراءة سياسيّة: اللجوء السياسي في الغرب
قضية ساخنة
تفاعلَ في الشارع البحراني خبرُ إرجاع أحد المغتربين وطالبي اللجوء في هولندا قبل فترة إلى السلطات الخليفية بالبحرين، وقد تبعه أخبارٌ عن النية في إرجاع أشخاص آخرين، إلى أن أعلن الشيخ أحمد نوار (المقيم في ألمانيا) بأن السلطات الألمانية قرّرت ترحيله إلى البحرين بعد رفض منحه اللجوء السّياسي.
اللجوء للدول الغربية ضمن الأولويات
نجد أن هناك مجموعةً من الشعب البحراني عند استهدافهم من قبل السّلطات الخليفية بسبب نشاطاتهم الثورية والسياسية؛ يتوجهون إلى طلب اللجوء في الدول الغربية للحصول على الإمتيازات الموجودة في هذه الدول. والسؤال هنا، الى أي مدى يعتبر هذا الأمر من الأولويات بالنسبة للثورة والشّعب، وأيضا على مستوى الفردي لطالب اللجوء.
إن من الإيجابيات المترتبة على طالب اللجوء هو حصوله على فرص جيدة للتعلم الأكاديمي والمهني، أو الحصول على فرص عمل في بعض الحالات، هذا على المستوى الشخصي، أما على المستوى الإجتماعي والسياسي فإن انتشار أبناء الثورة في بلدان مختلفة في العالم سينشر مطالب الشّعب البحراني، ممّا قد يترتب عليه التأثير على الوضع الداخلي في البلاد.
أما السلبيات فيمكن أن تكون عديدة أيضا:
– ومنها أن آلية قبول اللجوء في هذه الدول تستمر لسنوات عدة وخلال هذه السنوات تكون فعاليات طالب اللجوء قليلة ومحدودة.
– إن التأثير من خلال الفعالية السياسية أو الحقوقية على مسار الثورة لا يكون حتميّاً، بل أن الكثير من الحالات في السنوات السابقة أثبتت عدم الجدوى، وبالخصوص في الدول المتعاونة والداعمة للنظام الخليفي.
– الوضع المالي قد يكون صعب في كثير من الحالات بسبب غلاء مستوى المعيشة في هذه الدول، وقلة فرص العمل وبالخصوص للاجئين.
– ضياع الوقت في طلب لقمة العيش والإبتعاد بسبب ذلك عن القضية والثورة.
– اختلاف الثقافة في هذه البلدان قد تؤثر بالسلب على حياة اللاجىء وعائلته فيدخل في دوامة مشاكل بسبب ذلك.
تحويل محنة اللجوء لفرصة للبناء
بالرغم من كل هذه السلبيات؛ فإن اللاجىء يستطيع أن يوجّه نفسه بالإتجاه الصحيح ليتفادى هذه السلبيات، ويجتنب عنها، وأيضاً يستفيد من الإيجابيات بالحد الأقصى. فيطوّر نفسه علمياً وماليا ويستفيد من الفرص السياسية والحقوقية في هذه البلدان بعيدا الإنشغال بالأمور الهامشية، وذلك يتحقق من خلال عمل تشكيلات ومؤسسات بحرانية مبنية على التقوى وموجَّهة نحو الأهداف الفردية والاجتماعية.
دعوة للحذر من غدر الدول المدعية لحقوق الإنسان
إن أغلب الدول الغربية تقوم على مبدأ إيهام الشعوب بمصطلحات الدفاع عن حقوق الإنسان، فتقوم بذلك فقط على مستوى البيان، أما عند العمل فإنها ترى مصلحتها وتعمل بناءً على ذلك. وقد أثبتت لنا الشّواهد الكثيرة ذلك خصوصاً في السنوات الأخيرة. لذا فإننا ندعو اخواننا المغتربين في هذه الدول الى الحذر من الغدر الذي قد تلحق بهم هذه الدول والعمل على تجنيب أنفسهم ذلك دون الإضرار بالعمل السياسي والحقوقي والديني.