القراءة السياسية: تهديدات تؤكد خوف السلطة من مقاطعة الانتخابات
* قضية ساخنة:
شهدنا في الأسبوع الماضي بالبحرين التهديدَ والوعيد الرّسمي الذي قامت به وزارة الداخلية لكلِّ منْ يدعو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة الانتخابات، و أنها ستقوم باعتقال ومحاكمة الجهات التي تعمل على الدعوة لمقاطعة الانتخابات، وذلك في تناقض واضح من ادعاء وزير خارجية النظام الخليفي بأن السلطة تجاوزت منْ يدعو للمقاطعة، وأن من يدعو لها لا مكان له في الوطن.
* دلالة انزعاج السلطة من الاعلام الشعبي ضدها
أثبتت التجربة في السنوات الأخيرة؛ بأن الشعب البحراني لديه من الوعي والإدراك والفهم العالي للظروف والاستحقاقات السياسية، وأثبتت الشرائح الشعبية قدرتها على استخدام مختلف الأدوات الإعلامية لاختراق الحجب والقيود التي تعمل على فرضها العصابة الحاكمة، وأدركت السلطة أن جهودها تتلاشى بحملة إعلامية منظمة من قبل شرائح الشعب والمعارضة، فتهديدها بقمع الأصوات في الفضاء الإلكتروني؛ يعكس خشيتها من فشل جهودها الكبيرة التي قامت بها كل هذه الفترة لكي تثبت للعالم انتهاء المعارضة والأزمة السياسية في البلد، بل والترويج أمام المجتمع الدولي على المستوى الرسمي والشعبي لأكذوبة الإجماع على المشاركة الشعبية في مؤسسات ومشاريع السلطة، وقد كان شغل السلطة الخليفية الفاقدة للشرعية في الأشهر الأخيرة العمل على تهميش الأصوات الفاضحة لها، ومحاولة رفع نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة، لما يمثل ذلك من أهمية قصوى أمام المجتمع الدولي، حيث إن المقاطعة الشعبية ستؤكد على استمرار الثورة، رغم القمع والانتهاكات الكبيرة ، والتي ستثبت فشلها في تركيع الناس.
* العمليات النفسية والحرب الناعمة في العمل المعارض
دأبت الأنظمة الإستبدادية على تحقيق ما تعجز عليه عن طريق أساليب عدة، منها نشر أخبار كاذبة تخدمها، أو إشاعة الخوف والرعب في وسط الناس، وغيرها من الأساليب، والتي تأتي في سياق استخدام الإعلام كأحد وسائل العمليات النفسية أو الحرب الناعمة ضد الجماهير. تثبت تجربة جماهير ثورة 14 فبراير ضرورة استمرار عموم الشعب والمعارضة في الاستغلال الجيد لأدوات العمليات النفسية والحرب الناعمة، والتصدي بشراسة لأنشطة السلطة، بهدف تعريتها، وتحجيم قوتها، والتي تعمل هي دائما على تضخيمها. إن من شأن هذا العمل أن يجعل الناس مدركة لمكامن ضعف النظام، وتعزيز ثقة الجماهير في ابتكار أدوات جديدة للمعارضة والاحتجاجات الفردية والجماعية، وتحويل العمل المعارض في مجالاته السياسية والميدانية والإعلامية إلى همّ وشغل يومي لكافة أفراد الشعب بمختلف توجهاته وشرائحه.
* أهمية عمل المعارضة على الجيوش الإلكترونية المنظمة
“لكي تهزم عدوّك فإنك تحتاج أن تحاربه في كل ميدان”، إنها حكمة قيل إن سقراط هو قائلها، وأيا يكن قائلها، فهي صحيحة تماما، فيجب أن تتوسع نظرة المعارضة، وتقوم بمحاربة السلطة في كل الميادين وبشكل منظم، وهنا تأتي أهمية تنمية الثقافة لمستوى الاحترافية في مجال الإنترنت والفضاء الإلكتروني، واستخدام أدواته، وحين نصل إلى هذا الهدف نكون قد تقدّمنا خطوة مهمة نحو تشكيل الجيوش الإلكترونية التي يكون فيها كل واحد من أبناء الشعب جندي من جنود العمليات النفسية والحرب الناعمة.