14 مارس 2011م – البحرين تحت وقع الاحتلال

“دخول قوّات درع الجزيرة وبدايةُ الاحتلال”

في (14 مارس/ آذار من عام 2011)، ونزولًا عند النداء العاجل من طاغية البحرين حمد بن عيسى للحاكم السعوديّ، عبرت أرتالُ قوّات “درع الجزيرة” عبر الجسر الرّابط بين البحرين والسعوديّة، على دُفعتين، لتنضمّ لهما الدفعة الثالثة في اليوم التالي (15 مارس/ آذار 2011). حيث قّدّر عددها بـألف عسكريّ سعوديّ، و (500) عسكريّ إماراتيّ، محمّلين في (150) ناقلة جُند و (50) مركبة عسكريّة، رافعين شارة النّصر الوهميّ في استعراضٍ عسكريّ وقح ووسط ترحيبٍ واستبشار من الموالين والمؤيّدين لحكم العائلة الخليفيّة.

بيان: في ذكرى الغزو السعودي والإماراتي نؤكد على أهمية الوحدة والصبر الاستراتيجي وعدم تقديم أي ثمن سياسي يصادر حق الشعب في نظام سياسي بديل

ومن جانبه، صرح الإعلامُ الخليفيّ بأنّ طاغية البلاد قد أمر بتخصيص أرض لعسكرة قوّات “درع الجزيرة”، كما اتّضح لاحقًا أن الساحة المخصّصة لمواقف السيارات في المستشفى العسكريّ الواقع في منطقة “الرفاع”، قد أقيمت فيها الخيام للإسعاف الأوليّ للقّوات.

 

“درع الجزيرة .. لإنقاذ الحكم الخليفيّ لا لحماية المنشآت”

مع دخول قوّات درع الجزيرة إلى البحرين، صرّح الإعلام الرسميّ للعائلة الخليفيّة الحاكمة أن الغاية من دخول القوّات هي حماية المنشآت الحيويّة والمواقع المركزيّة من الإرهاب والتخريب، وحفظ الأمن والأمان في بلاد البحرين؛ نظرًا لما تقتضيه أواصر التعاون ووحدة المصير بين الحكومات القبليّة بدول مجلس التعاون.

كما استقبل طاغية بلاد البحرين حمد بن عيسى بزيّه العسكريّ ضبّاط درع الجزيرة عند وصولهم لقصره، وجاء في خطابه لهم: “أنّه يعتبر تواجدهم ضرورة لحفظ سيادة الدولة، وأنّه قد تمّ إفشال مخطط يُحاك ضد البحرين وبقية دول مجلس التعاون منذ ثلاثين سنة – حسب زعمه -“. ويبدو واضحًا أنّ “إيران” هي المعنيّة بذلك، جرّاء طرد الدبلوماسيّين الإيرانيّين وإيقاف البعثات الدبلوماسيّة مع إيران في البحرين.

بينما يرى العديد من النّشطاء والمحلّلون السياسيّون أن دخول درع الجزيرة كان لحماية النظام الخليفيّ من تهاوٍ وسقوطٍ وشيكين في ظلّ تصاعد وتيرة التّظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مناطق البحرين عامّةً والعاصمة المنامة بشكلٍ خاص.

 

“تواجد درع الجزيرة في نظر البحرينيين: احتلالٌ وتآمر”

اعتبر شعب البحرين الأعزل المتظاهر بسلميّةٍ تامّةٍ في “دوّار اللؤلؤة”، وبكافة قواه المعارضة الثوريّة والسياسيّة أنّ تواجد قوّات درع الجزيرة على أرض أوال هو تدخلٌ عسكريٌّ خارجيٌّ سافرٌ، وأنّ دخول أيّ مجنّد أو مركبة عسكريّة إلى البحرين هو محضّ تآمر واحتلال، في موقفٍ موحّدٍ وصريحٍ لأطياف الشّعب الأبيّ ردًا على موقف السّلطة الخليفيّة الحاكمة في البحرين باستعانها بأجندةٍ خارجيّةٍ لقمع الحراك البحرانيّ السلميّ والمشروع وإعلان حالة حرب على شعبٍ أعزل.

 

“جزيرة الإباء سترة .. الحلقة الأولى لجرائم درع الجزيرة”

آنذاك، وضمن المخطّط الإجراميّ لقمع الحراك الشعبيّ السلميّ في البحرين والذي استمرّ لغاية شهر تقريبًا، أعلن طاغية البلاد حمد بن عيسى بتاريخ (15 مارس/ آذار 2011) وعبّر القائد العام لقوّات دفاعه عن بدء “حالة الطوارئ”، وعلى إثر ذلك نزل الجيش التابع للسّلطة الخليفيّة بآلياته وأسلحته إلى جزيرة سترة جنوب العاصمة المنامة بمعيّة قوّات درع الجزيرة؛ لتشهد “سترة” أوّل حلقة من الجرائم الشّنيعة الدالّة على حجم الانتقام والتشفّي من الشّعب الصّامد لا سيّما شعب “سترة” المقاوم والمضحّي دائمًا في سبيل الوطن.

 

حيث تعرّض الأهالي في جزيرة سترة إلى قمع وحشيّ وعنجهيّ بمختلف الأسلحة، بالغازات السامّة والرّصاص الحيّ والمطاطيّ والرصاص الانشطاريّ المحرّم دوليًّا “الشّوزن”؛ ممّا أسفر ذلك عن إصابة مئات المتظاهرين إصابات وُصفت بعضها بالخطيرة. والحدث الأبرز يومها هو استشهاد الشّهيد المقاوم “أحمد فرحان” جرّاء استهدافه المباشر والمتعمّد بالرّصاص وتفجير جمجمته في مشهدٍ مُفجع لا يغيب عن ذاكرة الوطن، كما استشهد آسيويّان أيضًا بالرّصاص الحيّ أثناء مساعدتهما للأهالي؛ ليتّضح للعالم أجمع مدى الإجرام المرتكب من قِبل الجيش التابع للسّلطة الخليفيّة وقوّات درع الجزيرة.

وكشهادةٍ حيّة، روت الطبيبة «حنين البوسطة» لإحدى الصحف المحليّة، تفاصيل اعتراض 4 سيارات تابعة لقوّات مكافحة الشّغب طريق الطاقم الطبّي عندما كانوا في سيارة إسعاف متوجّهة لإسعاف جرحى ومصابين في سترة. حيث ذكرت أنّها خرجت مع سيارة إسعاف بطاقم طبيّ متكامل عند السّاعة الواحدة والنّصف ظهراً، ولم يعودوا إلى مجمّع السلمانيّة الطبيّ إلّا عند السّاعة الثامنة والنّصف مساءً، بواسطة سيّارات خاصة، إذ فجّرت قوّات مكافحة الشّغب جميع إطارات سيّارة الإسعاف. وقالت البوسطة أنّها مع مسعفين وممرّضين كانوا يحاولون انتشال أكبر عدد من الجرحى الذين سقطوا في سترة بالقرب من مركز سترة الصحيّ، موضّحة «توقّفنا بجانب الشّارع عندما طلبت منا امرأة في سيارتها أن نسعف مصابَين، الأوّل مصاب برصاص الشّوزن، والآخر مضروب على يده وظهره، وهما كانا في منزلها، وبعد أن وصلنا إلى المنزل، بقينا فيه محاصَرين من قِبَل قوّات مكافحة الشّغب».

وتابعت الطّبيبة للصّحيفة: «بعد أن شعرنا بقليل من الأمان خرجنا من المنزل، وركبنا مع شخصين من سترة، وفجأة تلقينا اتّصالاً بأنّ هناك 4 جرحى آخرين، الأوّل مصاب بالشّوزن في وجهه بالكامل وحتى عينيه، والثّاني مصاب في رجله اليسرى، والثّالث مصاب بكسر في ركبته اليسرى، أما الرّابع فمصاب بالشّوزن في الرأس وأسفل ظهره. اتّصلنا بعد ذلك بسيارة إسعاف أخرى وجاءت لنا عند باب المنزل الثّاني الذي ذهبنا له، أركبنا المرضى في سيارة الإسعاف وكانت الطّائرة تراقب المنطقة، بعدها لاحقتنا 4 سيارات مكافحة شغب، وأطلقوا على سيارة الإسعاف الرّصاص المطاطيّ، إلى أن حاصرونا من جميع الاتّجاهات واضطررنا إلى الوقوف في الشّارع».

وأضافت «أنا أوّل واحدة نزلت من السّيارة، وإذا بالضّابط يصفعني على وجهي، وركلني برجله، وطلب منّي أن أزحف في الشّارع، وكذلك ضربوا المسعفين الذين كانوا معي، بعد أن وصلت إلى جنب جدار وقال لي الضّابط: ابقي في مكانك ولا تتحرّكي». ثمّ أردفت «ربطوا أيدي 3 من المسعفين والسّائق، وفجّروا إطارات السيّارات بواسطة المسدّسات التي كانوا يحملونها، وعادوا لي مرّة يستجوبوني ويسألوني عن سبب تواجدي في المنطقة، فأجبتهم بأنّني طبيبة وجئت لأعالج الجرحى، ولا يهمني من هم ولا إلى أيّة جنسيّة أو ديانة ينتمون».

واستطردت الطّبيبة حنين أنّ «الضّابط يطلب من قوّات مكافحة الشّغب عدم الاعتداء عليّ، إلّا أنّهم لا يستجيبون لطلبه، إلى أن بدأوا بالانسحاب عنّا، بعدها ذهبت إلى سيّارة الإسعاف وأخذت منها مقصًّا وقطعت الحبال التي ربطوا بها المسعفين». وأضافت «بعد كلّ هذا عدنا في سيّارات خاصّة إلى مجمع السلمانيّة الطّبي عند السّاعة الثّامنة والنّصف مساءً، أي بعد قرابة 7 ساعات من وقت خروجنا، وكنّا نلاحظ أن قوّات مكافحة الشّغب والشّرطة تمنع وصول أيّة سيّارة إسعاف إلى منطقة سترة».

ولطاقم المسعفين شهادةٌ أخرى، حيث أكد أحد الطواقم التي توجّهت إلى سترة لنقل الجرحى إلى مجمع السلمانيّة الطبيّ، أنّهم تعرّضوا للتّهديد والإهانة. وقالوا للصّحيفة في نقلهم لمجريات ما تعرّضوا له: «رأينا الموت بأعيننا، ولم نصدّق أنّنا سننجو بحياتنا»، وخصوصاً بعد أن تمّ إجبارهم أثناء وصولهم إلى سترة على الانبطاح على الأرض مع تقييد أيديهم، وإشهار الأسلحة على رؤوسهم. وأكّدت الممرّضة المرافقة للطاقم الصحيّ: «حاولت استعطاف رجال الأمن، وسألتهم إن كانوا يرضون ذلك على بناتهم وأمهاتهم، وأكّدت لهم أننا لم نأت إلا لإنقاذ المصابين والجرحى». وتابعت: «لم يسمحوا لنا بمغادرة المكان إلا بعد اشتراط علاجنا لأحد عناصرهم المصاب بجرح في يده، وحاولنا التّأكيد لهم على أنّنا نعالج الجميع، بغض النّظر عن جنسيّاتهم وفئاتهم، لأنّنا أقسمنا على تقديم العلاج لكلّ مريض، وبالفعل قمنا بتقديم المعالجة له، ومن ثمّ تمّ السّماح لنا بنقل جريح كان ملقى على الأرض، وكانت رجله مهشّمة تماماً». فيما أكّد الطّبيب المرافق، أنّ أحد عناصر الأمن قام بخنق رقبته بالسّماعة الطبيّة في محاولة لتهديده، وذلك قبل وصولهم إلى مجمع السلمانيّة.

 

“مجزرةٌ دمويّة بحقّ الجماهير المعتصمة في دوّار اللؤلؤة”

في السّابع عشر من مارس / آذار 2011م، حاصرت القوّات العسكريّة من الجيش التابع للسّلطة الخليفيّة وقوّات درع الجزيرة جماهير الشّعب المعتصمة في دوّار اللّؤلؤة المعروف بـ “ميدان الشّهداء”، حصارًا آثمًا وسافرًا ووحشيًّا بكلّ ما تحمله الكلمات من معنى. إذ تعرّض المتظاهرون لقمعٍ بريّ وجويّ بمختلف الأسلحة القاتلة؛ مّما أجبرهم على الانسحاب التدريجيّ من أرض الميدان، ومع ارتفاع حدّة القمع المستهدف للأرواح والأجساد بشكل مباشر وازدياد عدد القوّات العسكريّة وعدّتها وعِتادها، انسحب جميع المتظاهرين باتّجاه المناطق المجاورة لميدان الشّهداء للاحتماء من البطش العسكريّ الدمويّ، وسط تحليق مروحيّ منخفض للطّائرات العسكريّة. أسفر هذا الهجوم عن ارتقاء عدّة شهداء، وإصابة الكثير من الرّجال والنّساء والأطفال، كما حُرقت الخيام والمضائف، وسُرقت بعض المعدّات، وكُسّرت سيارات المواطنين الموقوفة في محيط الميدان كدليلٍ واضحٍ على الحقد الدّفين والتعصّب الشّديد.

“هدم وإزالة نصب دوّار اللؤلؤة لمحوّ الذكرى السيّئة، واحتفالات على دماء الشّعب”

ولم تكتفِ السّلطة في البحرين بذلك فحسب، بل أمرت قوّاتها العسكريّة في اليوم التالي (18 مارس / آذار 2011) بإزالة نصب دوّار اللّؤلؤة وسط العاصمة المنامة بالكامل، حيث استعانت بآليّات الهدم والجرف لتسوية اللّؤلؤة وأعمدتها الستّة بالأرض؛ مُبرّرةً ذلك بأنّ سبب إزالة الدوّار هو استبداله بإشارات ضوئيّة لتخفيف الضّغط على الحركة المروريّة في الحيّ التجاريّ في العاصمة، بينما اعتبر وزير خارجيّة النّظام الخليفيّ خالد أحمد هدم الدوّار “محوّ ذكرى سيّئة”.

وانتشرت العديد من الصور المعبّرة عن فرحة القوّات العسكريّة بإنجازاتها اللاإنسانيّة التي ارتكبتها بحق شعب البحرين الأعزل المسالم ، احتفالًا منها بالنّصر الوهميّ ، والذي شجع الموالين للسلطة الخليفيّة الحاكمة للتمادي والتطاول على أفراد الشعب في كافة المواقع والمواقف.

 

“مشاركة درع الجزيرة في حصار مستشفى السلمانيّة، واحتجاز الطّواقم الطبيّة”

بعد الهجوم الوحشيّ على المتظاهرين في دوّار اللّؤلؤة من قِبل قوّات الجيش التابع للسّلطة الخليفيّة والمرتزقة الخليفيّة بمساندة قوّات درع الجزيرة، قُمع التجمّع الشعبيّ الذي استمرّ لأيّام أمام بوابة الطّوارئ في مستشفى السلمانيّة الطبيّ، وحوصر حينها المئات من الجرحى والمرضى والطواقم الطبيّة من أطباء ومسعفين وكذلك الموظّفين والعاملين داخل مجمع السلمانيّة الطبيّ على مدى أيّام متتاليّة.

حيث تعرّض عدد من الأطبّاء والمسعفين والممرّضين والمرضى والجرحى للضّرب والإهانة والإساءة للمذهب، فضلاً عن نقص المستلزمات الطبيّة والمؤن الغذائيّة والطاقم الطبيّ اللّازم لإسعاف الحالات الحرجة. وقال شهود عيان إحدى الصّحف المحليّة: أنّ القوّات عمدت إلى ضرب الرّاغبين في الخروج من المستشفى من بوابة الطّوارئ ضربًا مبرحًا، إذ كانت هي البوّابة الوحيدة المفتوحة، الأمر الذي أجبر الجميع إلى البقاء في المستشفى وعدم الخروج.

وتابع الشّهود قولهم: بأن أروقة السلمانيّة شهدت حالة من الهلع والذّعر بعد أن عمدت القوّات الملثّمة إلى تكسير عددًا من السيّارات ووضع أسلحة فيها ومن ثم جلب كلاب بوليسيّة وتصويرها، كما قامت بإطلاق الرّصاص الحيّ على إطارات سيّارات الإسعاف ومنعت استقبال أو إرسال أيّ سيّارة لخارج السلمانيّة.

 

 

“درع الجزيرة المحتلّ يرتكب الجرائم متخفيًّا بلباس الجيش التابع للسّلطة الخليفيّة واللّثام الأسود”

 

شاركت قوّات درع الجزيرة المكوّنة من الجنود السعوديّة والإماراتيّة بإهانة وتعذيب المواطنين البحرانيّين أثناء مرورهم بنقاط التّفتيش، مرتديةً اللّثام السّوداء ومُتخفيّةً بلباس الجيش التابع للسّلطة الخليفيّة والحرس الوطنيّ. إذ سرد المواطنون مواقف حيّة تعرّضوا لها تؤكّد تخفّي القوّات، حيث تقول إحدى المواطنات: “تعرّضت لحادث مأساويّ على شارع سترة، وحين استقرّت السيّارة وصلت 4 مدرّعات تابعة للحرس الوطنيّ لموقع الحادث؛ لأتفاجئ بأحد أفراد يرتدي زيّ الحرس الوطنيّ يكلمني بلهجةٍ إماراتيّة.”.

وشاركت القوّات السعوديّة والإماراتيّة أيضًا في قمع المتظاهرين في عموم مدن وبلدات البحرين، وهناك من الأدلّة ما يثبت حقيقة ذلك. حيث شهدت بعض المناطق في فترة الطوارئ 2011م توغّلًا للمركبات العسكريّة التّابعة لقوّات درع الجزيرة، كما عثر المتظاهرون ببلدة كرزكان بتاريخ (26 سبتمبر/ أيلول 2014م) على شعار قوّات درع الجزيرة الذي سقط من أحد الأفراد أثناء مشاركته في قمع المتظاهرين في البلدة.

والحدث الفاضح الذي كشف القناع وأظهر الحقيقة للعالم أجمع، هو حادثة “تفجير الدّيه” الواقعة بتاريخ (4 مارس/ آذار 2014م) والتي قُتل فيها الضّابط الإماراتيّ “طارق الشحيّ” أثناء مشاركته في قمع المتظاهرين ببلدة الدّيه، مُرتديًا زيّ الشرطة التّابعة لوارة الداخليّة الخليفيّة.

 

“هدم بيوت الله وحرق المصاحف وتعدّيات سافرة على المظاهر الدينيّة”

 

ساهمت قوّات الاحتلال السعوديّة والإماراتيّة “درع الجزيرة” بشكل كبير وواسع في الاعتداءات السّافرة إبّان فترة الطّوارئ على بيوت الله والشّعائر الدينيّة والمظاهر الحسينيّة. إذ شاركت في هدم ما يُقارب (40) مسجدًا في مختلف مناطق البحرين، وتخريب محتوياتها وحرق المصاحف وتكسير التّرب الحسينيّة.

وعمدت أيضًا إلى تخريب وهدم المضائف الحسينيّة التي تعدّ مظهرًا من المظاهر الحسينيّة لدى الطّائفة الشيعيّة في البحرين، كما شاركت في منع وقمع المواكب العزائيّة طيلة فترة الطّوارئ.

“13 مارس – اليوم الوطنيّ لمقاومة الاحتلال السعوديّ”

اليوم الوطنيّ لمقاومة الاحتلال السعوديّ في البحرين هو الثالث عشر من مارس / آذار، ففي هذا اليوم دخلت الجحافل والأرتال السعوديّة والخليجيّة بغطاء أمريكيّ لمقارعة شعب أعزل خرج ليطالب بحقوقه المشروعة في ثورة كانت امتداد للصحوات الإسلاميّة ونموذجاً من ثورات الرّبيع العربي في المنطقة. اليوم الذي دنّست طلائع الجيش السعوديّ تحت غطاء ما يسمّى قوّات (درع الجزيرة) أرض البحرين الطّاهرة، معلنة بدء حقبة جديدة من تاريخنا المعاصر أصبحت فيه البحرين واقعة تحت وطئة الاحتلال السعوديّ المباشر منهية بذلك نظام حكم آل خليفة – التّابع أساسًا للوصاية الأجنبيّة عبر تاريخه الأسود – ومؤكّدة سقوطهم نهائيًّا وفقدانهم لكل مصاديق الحكم والسّلطة، وجاء الاحتلال السعوديّ على أنقاض النّظام الخليفيّ الذي أسقطه أبناء الشّعب ليرث الحكم بقوّة الجيش ويستولي على البحرين السليبة، متذرّعًا بدعوى التّعاون والاتفاقيّات الثنائيّة، وهي نفسها دعاوى المستعمرين والغزاة عبر التّاريخ.

في 27 فبراير / شباط 2012م انطلقت أول دعوة من “تيّار الوفاء الإسلاميّ” لاعتبار (13 مارس) يومًا وطنيًّا لمقاومة الاحتلال السعوديّ، يومًا لسيادة الشّعب، ومنذ ذلك اليوم يحتفي الشّعب البحرانيّ بهذا اليوم مستذكرين الشّعار “بحرين حرّة حرّة .. درع الجزيرة برّة” الذي رفع في أوّل يوم بدأ فيه الاحتلال السعوديّ. ويعلن رفضه للاحتلال الغاشم واستمراره في الجهاد حتى نيل حقوقه المسلوبة واندحار الاحتلال السعوديّ ومعه بقايا نظام آل خليفة.

 

بيان تيّار الوفاء الإسلاميّ في إطلاق اليوم الوطنيّ لمقاومة الاحتلال السعوديّ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ ، فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) القصص: 39 – 40

في 13 مارس / آذار 2011م دنّست طلائع الجيش السعوديّ تحت غطاء ما يسمى قوّات ( درع الجزيرة ) أرض البحرين الطّاهرة، معلنة بدء حقبة جديدة من تاريخنا المعاصر أصبحت فيه البحرين واقعة تحت أعقاب الاحتلال السعوديّ المباشر منهية نظام حكم آل خليفة – التابع أساسًا للوصاية الأجنبيّة عبر تاريخه – ومؤكّدة سقوطهم نهائيًّا وفقدانهم لكل مصاديق الحكم والسّلطة، وجاء الاحتلال السعوديّ على أنقاض النّظام الخليفيّ الذي أسقطه أبناء الشّعب ليرث الحكم بقوّة الجيش ويستولي على البحرين السّليبة، متذرّعاً بدعوى التّعاون والاتفاقيّات الثنائيّة، وهي نفسها دعاوى المستعمرين والغزاة عبر التّاريخ.

ويكفي ما اقترفه الاحتلال السعوديّ من استباحة للأرض والأرواح وهتك للمقدّسات والحرمات، بأن يكون شاهدًا على عنوان الاحتلال فضلاً عن رمزيّة دخول جيشهم لأرض دولة -تدعي الاستقلال- رافعين علامة النّصر متبجّحين بقمع شعب أعزل وذلك بمباركة من النّظام السّاقط، وهو ما مثل أكبر مصداق من مصاديق الخيانة العظمى والاستعانة بالأجنبيّ، ليضيف لأزمة الشرعيّة التي يعاني منها النّظام مسبقاً بسبب غياب الدّستور العقديّ والمؤسّسات الديمقراطيّة وجرائم التّجنيس السياسيّ والتميّيز والفساد وغيرها.

ونؤكّد نحن من هنا على أنّ شعبنا قد دخل عمليًّا في مرحلة ما بعد الحكم الخليفيّ عندما دخلت قوّات الاحتلال السعوديّ للبحرين في 13 مارس وبمباركة وغطاء أمريكيّ وأصبح وطننا قابعاً تحت نير الاحتلال السعوديّ – الذي هدم المساجد وقتل النّفس المحترمة وهتك الحرمات – وأنّنا في قرب حلول الذكرى الأولى لاحتلالهم المشئوم لأرض بحريننا الحبيبة ندعو كافة الفعاليّات الشعبيّة والقوى السياسيّة الحيّة المؤمنة بالحريّة للتندّيد بالاحتلال والدّور الأمريكيّ المعادي لثورتنا والقيام بالفعاليّات وتصعيد المقاومة الشعبيّة والحراك السياسيّ لإخراج المحتلّ واستعادة الحريّة والكرامة .

إنّ تطبيع الاحتلال السعوديّ للبحرين هو من أكبر الأخطار الاستراتيجيّة المحيطة التي تتهدّد حاضر ومستقبل شعبنا ووطننا، وإنّ النّظام الخليفيّ المذعور من ثورة شعبنا قد يتخلّى عن ما تبقّى له من النّفوذ للاحتلال السعوديّ ويطبّع وجود الاحتلال تحت مسمّى الكونفدراليّة أو الاتّحاد الخليجيّ لكي يبقى آل خليفة جاثمين على ثروات الوطن، وإنّ المسؤوليّة تقع علينا جميعاً نخباً دينيّة وساسة وجماهير للتصدّي لذلك واعتباره أولويّة في هذه المرحلة من عمر ثورتنا المجيدة.

وإنّنا ندعو لاعتبار 13 من مارس القادم يوماً وطنيًّا لمقاومة الاحتلال السعوديّ والدور الأمريكيّ، والمشاركة في فعاليّات الغضب والدّفاع المقدّس ضد الاحتلال السعوديّ، ولنتّخذ جميعًا الشّعار نفسه الذي رفعناه من أوّل يوم بدأ الاحتلال ( بحرين حرّة حرّة … )، معلنين رفضنا واستمرارنا في درب الجهاد حتى نيل حقوقنا المنتهبة واندحار الاحتلال السعوديّ ومعه بقايا النّظام الخليفيّ. المجد والخلود لشهدائنا والحريّة لأسرانا ورموزنا، والخزي والعار للمحتلّ الغاشم وأذياله.

صادر عن : تيّار الوفاء الإسلاميّ

الاثنين 27 فبراير 2012م

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى