بيان: الحسين سر الانتصار والنظام الخليفي في طريق السقوط

بسم الله الرّحمن الرّحيم

لم تعد كربلاء واقعة في عمق التّاريخ يجتمع لذكرها المحبّون والباكون والرّاثون، وإنما غدت واقعة تجري فصولها في العديد من البقاع ومختلف الأزمان، فأصبحنا نشهد كربلاء مرة أخرى في اليمن والعراق وسوريا ولبنان والبحرين وغيرها، وأصبح المسلمون في وسط اختبار كربلاء يشاهدون مخيم القيادة الربّانية وأنصاره والحصار والتجويع والشيخ الكبير والنساء الثكلى والأطفال المسحوقة تحت جحافل الأعداء، والمحاربين المقاومين الذائدين عن دين الله وأراضي المسلمين.

كربلاء هي واقع متجدد في عالم اليوم، وبهذا أصبحت كل أرض كربلاء وكل زمان عاشوراء، وفِي كربلاء اليوم يراهن العدو على حصار مخيم الإمام الحسين “عليه السلام” المتمثّل اليوم بمحور المقاومة، لتجويعه وإضعافه وقطع الطريق على أنصاره وشن الحرب عليه، ومن أجل المعركة القادمة والفاصلة تتحالف الأنظمة الملكية والدكتاتورية الفاسدة مع القوى الغربية والكيان الصهيوني، وهدف هذا الحلف الأموي الغربي الصهيوني هو رأس حسين العصر ورؤوس أنصاره واحتلال أرضه وتشريد جماهيره وتقسيم أراضيه، وخضوع معسكر الحق وبيعته ليزيد وحلفه الشيطاني، وهيهات للنفوس الأبية أن تبايع يزيد على ظلمه وفساده وعدوانه.

في بحريننا الجريحة نعاين مشهد كربلائي فيه قسوة الأعداء وظلمهم وإجرامهم وتضحيات أهل الحق الجزيلة، وإمعانا في الظلم والقهر يعمد النظام الخليفي اليزيدي إلى منع ذكر الحسين “عليه السلام” ومنع إحياء ذكرى كربلاء والبكاء على الحسين وأهل بيته وأصحابه، إذ أن معركة النظام الخليفي مع الحسين “عليه السلام” هي امتداد لمعركة كربلاء التاريخية، فأصبح ذكر الحسين وقيم كربلاء وحضور الحسينيين في المآتم يرعب أهل الباطل كالنظام الخليفي وأعوانه.

وإنّنا في حركة الحريات والديمقراطية “حق” وتيار الوفاء الإسلامي نذكّر النظام الخليفي الطائفي والمجرم أن من يحارب الحسين “عليه السلام” فمصيره الهلاك والسقوط والفشل، وأن ماحفظته الأجيال السابقة بالغالي والنفيس سيحفظه الجيل الحالي بالدم والروح.

وانطلاقا من التحديات التي تواجه أبناء الشعب في حفظ رسالة الحسين “عليه السلام” نشيد بجهود أبناء الشعب والحسينيين الأحرار في التصدي لمحاولات النظام الخليفي قمع موسم عاشوراء بأساليب التهديد والوعيد.

كما نوجه دعوة الإباء والعزة لأبناء الشعب البحراني لأن يكون حاضرا في هذا المنعطف المهم ، لتحويل الحضور الشعبي في مراسم إحياء عاشوراء إلى انتفاضة وثورة إذا أصر النظام الخليفي في غيّه واستكباره ووضع يده على الشعائر الحسينية.

كما نؤكد لأبناء شعبنا الحسيني الواعي بأخذ أقصى درجات الاحتياط الصحي خلال إحياء مراسم عاشوراء، والالتزام بتوجيهات المختصين ، وذلك لحفظ النفوس المحترمة من المرض وخطر الوباء الفاتك، وهذا واجب شرعي يسير بالتوازي مع واجب إحياء موسم عاشوراء.

كما ندعو الجماهير المؤمنة لإشاعة مظاهر الإحياء والحزن في الشوارع والطرقات وعلى المنازل وداخلها، والالتزام بالوحدة والتماسك في هذه الظروف الاستثنائية الهامة.

وتيمنّا بانتصارات محور المقاومة فسوف يكون شعارنا هذا العام لإحياء مراسم عاشوراء “الحسين سرّ الانتصار”.

صدر عن: تيار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديمقراطية “حق”
عضوا التحالف من أجل الجمهورية
صدر بتاريخ: 29 ذو الحجة الحرام 1441هـ الموافق 19 أغسطس 2020م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى