بيان: ندعو لمقاومة أي دور للسلطة الخليفية فيما يتعلق بقرار إحياء موسم عاشوراء، وقرارات الشعب هي بيد القوى والشخصيات الدينية والسياسية والمهنيّة المؤتمنة على الدين والمذهب
بسم الله الرحمن الرحيم
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة الآية 32)
معركة النظام الخليفي والعائلة الحاكمة مع الإمام الحسين “عليه السلام” وإحياء موسم عاشوراء هي معركة طويلة جنّدت فيها السلطة جميع أدواتها من قمع وحيلة لكي تنهي موسم عاشوراء أو تفرّغه من محتواه ومعانيه ومضامينه التي تعدّ الجماهير فكريا ومعنويا بقيم التحرر والأصالة الفكرية.
وقد شهدت السنوات الأخيرة استنفارا خليفيا للإجهاز على إحياء موسم عاشوراء في البحرين، وتم استدعاء ومحاكمة الخطباء وإداريي الحسينيات وتخريب مظاهر الإحياء، لكن اصطدمت السلطة الخليفية المعادية لعاشوراء بعمق الشعائر الحسينية في قلب الوطن وقلوب أبناء الشعب، وهذا العام وبفعل الأوضاع الصحية الناتجة من تفشّي جائحة كورونا يتوهّم النظام الخليفي أن الفرصة السانحة قد أتت لضرب إحياء موسم عاشوراء والهيمنة عليه تحت ذريعة الإجراءات الصحيّة لمنع تفشّي وباء كورونا.
فقامت سلطة الجور الخليفية بإطلاق التهديد والوعيد ضد إدارات الحسينيات والمواكب العزائية والخطباء، وشرعت كالضباع المسعورة في عمليات التخريب لمظاهر عاشوراء والعداء لكل مايمت للإمام الحسين “عليه السلام” ومعتقدات شعب البحرين.
وبناء على حساسية الظرف القائم وبروز السلطة الخليفية لتصعيد الحرب على الدين والقيم والشعائر، واعتمادا على الحقائق التالية:
أولا: أن السلطة الخليفية ليست طرفا نزيها ومؤتمنا فيما يتعلّق بحقوق الشعب الدينية، بل هي طرف بمنزلة العدو الحقيقي، وقد جعلت من مراسم عاشوراء محطة من محطات النزال والعداء ضد شعب البحرين.
ثانيا: الفشل الذريع للسلطة الخليفية في مكافحة انتشار الوباء، والذي برهن على فشل إجراءاتها وتوصياتها الصحية.
ثالثا: عمل النظام الخليفي بسياسات تمييزية برهنت على الكيد وازدواج المعايير من قبيل فتح المجمعات التجارية والأسواق والملاهي وغيرها، في ظل غياب أي نوع من الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة المجتمع.
رابعا: انحصار الحق الأصيل بتحديد أصل وطريقة إقامة مراسم إحياء موسم عاشوراء بالعلماء الأعلام والمختصّين المؤتمنين في المجال الطبّي والصحّي والقوى السياسية المخلصة.
وبناء على ذلك فإننا في تيار الوفاء الإسلامي نؤكّد على مقاومة ورفض أي قرار أو دور للسلطة الخليفية فيما يتعلق بإحياء موسم عاشوراء.
كما نشيد بموقف الحسينيات التي أصدرت مواقف صريحة برفض التعاطي مع أي قرارات خليفية، والتّي رهنت قرارها فقط بصاحب القرار وهي القوى والشخصيات الدينية والمهنية والسياسية المؤتمنة على الدين والمذهب.
كما ندعو أبناء شعبنا والحسينيات ومتعهدّي موسم عاشوراء للمزاوجة بين مقاومة الهجمة الخليفية والإبداع في إحياء موسم عاشوراء واتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات الصحية الكفيلة بتحقيق رسالة الإمام الحسين “عليه السلام” والوجه الحضاري والإنساني لرسالته.
صدر عن: تيار الوفاء الإسلامي
عضو التحالف من أجل الجمهورية
صدر بتاريخ: 25 ذو الحجّة الحرام 1441 هجرية، الموافق 15 أغسطس 2020م