مقتطفات من كلمة آية الله قاسم “حفظه الله ” أمام جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم المقدسة بتاريخ 9 مارس 2019
الإمام الخميني المنقذ
رزق الله الشعب الإيراني إماماً حقاً، ورجل صدق، رجلاً حمل راية الإسلام وثبت على خط هذه الراية وأخلص إليها، وأنقذ إيران ورفع رأس الأمة وشرّف الإنسانية، ألا أعني به سماحة القائد العظيم والإمام الراحل الإمام الخميني أعلى الله مقامه.
ولاية الفقيه
جاء خليفة الإمام على خطه، يحمل أطروحته، يحمل عقليته، يحمل نفسيته، إرادته، إخلاصه، وفاءه لله تبارك وتعالى، حدبه وعطفه على الأمة جمعاء والإنسانية كلّها.
وفقكم الله عز وجل أن تلتفّوا حول قيادتكم المؤمنة المخلصة الإلهية الكريمة الشجاعة، وجعلكم تنقادون لهذه القيادة التي لا تأخذ خطوة من خطواتكم إلا في اتجاه الله تبارك وتعالى ، ولا تريد منكم ثمناً، وإنما تريد الثمن كل الثمن من الخالق العظيم الله سبحانه وتعالى.
النهج الولائي منهج حياة وإنقاذ للأمة
بتميز قيادة الإمام الخميني أعلى الله مقامه، وقيادة الإمام الخامنئي حفظه الله وسلّمه، وبالتفافكم حول هاتين القيادتين، وباتباعكم منهج الله تبارك وتعالى، والإهتداء بقرآنه وسُنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، لا تنقذون أنفسكم فقط من النار ومن جحيم الدنيا والآخرة، وإنما تنقذون الأمة كلها، وأنتم على طريق إنقاذ الإنسانية بأجمعها.
حماية الإسلام صيانته من الشبهات والبدع
أن نعرف الإسلام أن نحميه من أي شبهة، من أي هجوم ظالم، من أي تشويه من بعيد عدو أو من صديق، ولو باسم الإجتهاد الإسلامي.
كلنا مسؤولون أن نصنع إسلام الأمة، وأن نصنع للإنسانية كلها الإسلام الحق، أن نقدم لها الإسلام الحق، هذا أول من يُسأل عنه الحوزات العلمية المباركة.
مسؤولية الحوزات
أنتم حوزة قم، حوزة النجف، كل الحوزات الكبيرة والصغيرة، هي التي رضيت أن تتحمل المهمة الكبرى في مهمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على مستوى التوعية والتبليغ والتعليم والتزكية.
الحوزة ليست مسؤولة عن التعليم فقط، يُراد للحوزة أن تقدم الإنسان الرسالي، والإنسان الرسالي إنسان متكامل، قادر من ناحية دنيوية وقادر من ناحية أخروية،
أنتم لا تصنعون زرّاعاً، ولا تصنعون تجّاراً، ولا تصنعون مقاتلين بشكل مباشر، ولكن دوركم دخيلٌ كلَّ الدخالة في صناعة العسكري المستقيم، الجندي الإسلامي الحق، في صناعة المزارعٍ الأمين المتفقه، في صناعة التاجر الأمين المتفقه، أثركم ينتشر على كل فئات المجتمع وفصائله، وتُسأل الحوزات اليوم عن كل فئات الأمة وليس عن الفئة الطلابية فقط.
والطالب الذي تصنعه الحوزات يجب أن يكون الرجل الإسلامي الذي يحمل همّ الإسلام، ويحمل فكر الإسلام، وشعور الإسلام، ويقظة الإسلام، وفاعلية الرجل المسلم، والإرادة الإسلامية القوية الصلبة الشجاعة،
من أجل أمة رسالية عظمى وقوية
مسؤولة هي الحوزة في قم وفي النجف وفي كل الحوزات، عن صناعة هذا الإنسان الذي يسابق كل إنسان في الأرض فلا يفوقه آخرة فقط، وإنما يفوقه على مستوى الدين والدنيا.