تقرير: یوم الرابع من المحرم؛ المسلم بين المسؤولية وحماية نفسه
الأربعاء ٤ محرم الحرام ١٤٤١هـ، ٤ سبتمبر ٢٠١٩م
المحاضر: الشيخ عبدالله الصالح
ضمن برنامج مركز الإمام الخميني “قدس سره” في مدينة قم المقدسة، بمناسبة موسم عاشوراء، ألقى سماحة الشيخ عبدالله الصالح محاضرة قيّمة شرعها برواية عن الإمام الصادق “عليه السلام” تتكلم عن سائل يسأل الإمام أن يدعوا له بالدخول للجنّة، فأجابه الإمام بالدعاء قائلا مامضمونه “اللهم لاتخرجه من الجنّة”، فقال له السائل “دعوتك أن تسأل الله أن يدخلني الجنة، فما معنى دعائك”، فأجابه الإمام -مضمونا- بأنك بموالاتك في الجنة ، وأسأل الله لك البقاء على ذلك.
وأكّد الشيخ الصالح في محاضرته بأنه يوجد خطان يتصارعان منّذ الأزل وإلى الساعة، الأول خط الحق وهو خط الأنبياء والأوصياء، وهم خط خط الإصلاح، والعدل، والمساواة، والثاني هو خط الباطل، ويرفع أصحابه راية التمييز، والاستحواذ على مقدرات الأمّة، وهو يحارب الخط الأول كونه خط القيم والإصلاح والتعمير.
وأشار سماحة الشيخ الصالح إلى جهاد المؤمنين في البحرين؛ وقال بأن المؤمنين يدفعون ثمن تمسكهم بخط الحق والإصلاح للأمّة، وهو الخط الذي سبق إليه المصلحون من الأنبياء والأولياء.
وتقدّم الشيخ الصالح بنبذة تعريفيّة مُختصرة مأخوذة من روايات عن الرسول الأعظم “صلى الله عليه وآله” تبيّن شخصيّة ومكانة مسلم ابن عقيل، ونفى التُهم الموجهة لمسلم بن عقيل.
وفيما يخص مسلم ابن عقيل قال الشيخ الصالح بأنّ مسلم ابن عقيل رجل المهمات الصعبة ، مستدلاً برسالة الإمام الحسين “عليه السلام ” التي بعثها مع مسلم ابن عقيل حين أرسله للكوفة، وقال فيها :”لقد أرسلت لكم أخي وثقتي من أهل بيتيّ”.
وتعليقا على الوضع العقائدي في الكوفة وتقلباتها السياسيّة والفكريّة، أشار سماحة الشيخ الصالح إلى أنّ الإمام الحسيّن “عليه السلام” كان يعي حقيقة الكوفة ، ولكنه كان يؤدي تكليفه الشرعيّ، إذ عليه الوقوف كما وقف الأنبياء والمصلحون إذا وصل الأمر لأن يحكم الأمّة فاجر كيزيد ابن معاوية، من دون النظر للنتائج العسكريّة، بل النظر لمرضات الله عز وجل.
ونفى سماحته وجود طريق إصلاح غير طريق محمد وآل محمد ، مستشهدًا بالواقع المرير الذي يسود العالم في الحاضر من حروب وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
وقال بأن عليّنا الدفاع عن القادة والمؤمنين الذين يسيرون على نهج الرسالة بكل ما أُوتينا من قوة، وعدم التقصير في الذود عنهم، والتمسك بهذا الخط ،أي الخط الحسيّنيّ ، كالقابض على جمر ، كما فعل مسلم ابن عقيل.
وقال الشيخ الصالح بأنّ خط الحق في البحرين يسير على النهج الحسيّنيّ المصلح، وأنّ من يتكلم خلاف ذلك فهو يسير في خط الشياطين.
واختتم محاضرته بالإشادة بحرائر البحريّن ، وبتمسكهن بطريق الحق ، عبر السيّر على خط طوعة البطلة التي آوت مسلم ابن عقيل عندما تراجع أهل الكوفة عن نصرته.