البحرين في أسبوع | تحديات الهوية والاستقرار في مواجهة التجنيس السياسي والأزمات البنيوية (العدد 6)

نشرة إخبارية تحليلية أسبوعية تصدر عن الهيئة السياسية في تيار الوفاء الإسلامي
العدد رقم: 6
التاريخ: 8 يونيو 2025 حتى 15 يونيو 2025

التجنيس السياسي … مصدر تهديد لهوية البحرين واستقرارها

حذرت أطراف مُعارضة مجدداً بإن سياسات التجنيس التي تنفّذها السلطات الخليفية تشكّل خطرًا استراتِيجيًا يهدد التكوين الديمغرافي والنسيج الوطني في البلاد. لا سيما أن هذا التغيير يتم ضمن سياق إقصائي يخدم السلطات على حساب أبناء الشعب، بما يقوّض التوازن الداخلي ويعمق التمييز ويؤسس لانقسامات عميقة في المجتمع.

يُنذر هذا التلاعب بأخطار جسيمة على الاستقرار الداخلي ويؤثر على مخرجات العمل السياسي ويعمق فقدان النظام للشرعية، خاصة وأن هذه السياسات تُصادر حق الشعوب في تقرير مصيرها والحفاظ على هويتها الوطنية.

كما أن هذا المسار، لا يؤدي إلى تأجيج الاحتقان الشعبي وتوسيع دائرة المعارضة فحسب، بل يهدد بإدخال البلاد في دوامة من عدم الاستقرار، ويضع مستقبل الأجيال القادمة على المحك.

الأزمة الاقتصادية… الخلل البنيوِي في منظومة الحكم

تؤكد المعطيات المتُجددة أن البحرين تواجه أزمة اقتصادية عميقة تنذر بأخطار محدقة على الاستقرار الداخلي بسبب استمرار عجز الميزانية وتضخم الدين بسبب الفساد الداخلي واتساع الفوارق في توزيع الثروة الوطنية.

ينبع هذا التدهور بسبب تخبط السلطات في اتخاذ القرارات، والغياب الكامل للإصلاحات الجوهرية في الإدارة والحكم. وفي مقابل استمرار الترف في أعلى هرم السلطة وتقديم الهبات والنعم على حساب الخزينة العامة، تتسع البطالة ويشتد التضخم ويفتقر المواطن لأبسط مقومات العيش الكريم.

هذه الأزمة ليست عرضية ولا عابرة، بل متجذّرة بسبب الخلل البنيوِي في منظومة الحكم الخليفية، وسياستها التمييرية التي تستثني الشعب وتقصيه من موقعه في اتخاذ القرار. يؤكد هذا الخلل استمرار التراجع في الأوضاع المعيشية بسبب غياب أي محاسبة للفاسدين والنفعيين في مراكز القوة والنفوذ.

الحراك الجماهيري .. قرار شعبي في قبال الإستبداد

يواصل الشعب البحريني تأكيد حضوره الفاعل في الميدان رغم تصاعد القمع وتضييق الحريات، حيث تشهد الساحات والبلدات تظاهرات وفعاليات تضامنية جدّدت العهد في المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين، وازدانت عدد من شوارع البلدات بأسماء الأسرى وشعاراتهم، في مشهد يعكس وحدة الإرادة الشعبية وإصرارها على التمسك بحقوق معتقلي الرأي.

وفي السياق ذاته، تواصل الجمعيات الوطنية المناصرة للقضية الفلسطينية تنظيم الاعتصامات والفعاليات تحت شعارات رافضة للتطبيع، في تعبير واضح عن الإجماع الشعبي في دعم القضية الفلسطينية، ورفض الخضوع للترتيبات الإقليمية الجائرة.

كما شهدت الساحات مع نهاية الأسبوع تضامن شعبي مع الجمهورية الاسلامية قبال العدوان الصهيوني الأخير، في موقف يعبرّ عن التزام شعب البحرین بقضایا الأمة المصيرية وإعتزازه بجهادها ضد الظلم والإحتلال.

ان هذا الحراك الشعبي يعبر عن عمق الالتزام بالحقوق والعدالة، ورفض الشعب لكافة أشكال التطويع والتطبيع، ووقوفه مع قضایا الأمة الإسلامية، ويؤكد أن إرادة الشعب لا تزال حاضرةً رغم محاولات الإقصاء والترهيب، وأن المعركة من أجل الكرامة لم ولن تنتهي.

كيف تُحوِّل السفارة الأمريكية النخب العلمية والمهنية إلى سلع؟

في سياق محاولاتها لتعميق نفوذها الثقافي في البحرين وتوفير غطاء للتغلغل في الأنسجة المجتمعية، أعلنت السفارة الأمريكية في المنامة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة فتح باب التقديم على برامج التبادل الثقافي وتطوير الكفاءات ضمن برنامجين یتم الترویج لهما بشكل رسمي عبر منصات الوزارة.

ينبع التوظيف الثقافي والأكاديمي ضمن إطار التبادل الثقافي والبرامج التخصصية التي ترعاها السفارة الأمريكية في البحرين ضمن سياق أبعد يتمثل في تكريس التبعية والنفوذ على النخب والأجيال القادمة.

هذه القوة الناعمة ليست محايدة إطلاقًا، حيث يتم التعامل مع هذه البرامج على أنها سوقٌ للنخب، و يتم اختيار الأفراد بهدف خلق جماعة موالية للتوجهات والسياسات الأمريكية في المنطقة، بما يضمن استمرار التبعية، ويؤسس لمكون ثقافي ومهني يعمل لحساب المصالح الأجنبية ويضعف الاستجابة للتحديات الجوهرية في الداخل والخارج.

في هذا السياق، ندعو المجتمع بأطيافه المختلفة إلى اليقظة والحذر من هذه الدعوات، التي تُحول من النخب العلمية والمهنية في البلاد إلى سلع، في وقت يتصور فيه هؤلاء أنَّهم أصحاب المبادرة والإنتفاع.

زر الذهاب إلى الأعلى