تاريخ الأنبياء الجهادي

أنتم كلّكم تعلمون تاريخ الأنبياء، فحضرة إبراهيم (عليه السلام) الذي هو أبو الأنبياء العظام- عليهم السلام- قام بفأسه وحطّم تلك الأصنام كلها، ولم يَخَفْ قط من الإلقاء في النار، لم يخشَ هذا الكلام، ولو كان لديه خوف لما كان نبياً.
هذا منطق ذلك الإنسان الذي حارب القوى الكبرى في زمانه، ووقف وحده إزاء تلك القوى التي سعت لإحراقه فيما بعد، لم يكن منطقه أنه إذا صفعوك على هذا الجانب أدرْ لهم الجانب الثاني. هذا منطق الكسالى الذين لا يعرفون الله.
هؤلاء لم يقرأوا القرآن، فهذا موسى (عليه السلام) كان امرءاً واحداً راعياً، وقف بعصاه مقابل مَن؟ مقابل فرعون الذي كان يدّعي الألوهية. هؤلاء أيضاً يريدون ادّعاء الالوهية، يرون أنه ليس هناك من يعبأ بهم، ولو تراخيتم قليلًا لقال هؤلاء ايضاً (أنا ربكم الأعلى) …
لاحظوا أنتم كل تلك الروايات التي تشير إلى أن مَنْ أحب سلطاناً حُشِرَ معه، هل يمكن أن يرغب المسلم في أن يحيي الله أحد الظلمة القاتلين؟ هل يمكن أن تكون لديه محبّة لمن يقتل إنساناً، يقتل عالماً، يقتل العلماء؟ كم لدينا الآن من العلماء الكبار والمدرسين العظام يرزحون في السجون وفي المنفى؟ هل تعلمون كم من العلماء يرزحون الآن في السجون، وكم من هؤلاء العلماء في المنفى؟
الامام الخميني (قدس سره)
