حفل خطابي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لشهداء التكليف

أُقيم مساء يوم الخميس (29 مايو/أيار 2025) في مركز الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بمدينة قم المقدسة، حفل خطابي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لشهداء التكليف، بمشاركة القيادي في تيار الوفاء الإسلامي سماحة السيد مرتضى السندي، والقيادي في المعارضة الحجازية سماحة الشيخ جاسم المحمد علي، بحضور جمع من أبناء الجاليات الإسلامية المهتمة بالشأنين البحراني والحجازي.
وفي كلمته بالمناسبة، تحدث السيد مرتضى السندي عن القيمة الإيمانية والروحية للشهادة، مستندًا إلى الآية الكريمة {بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ}، موضحًا أن “الشهداء يكونون في المقدمة ويسبقون غيرهم، ويتمنّون ويستبشرون للمؤمنين الذين يلحقون من بعدهم“. وأشار إلى أن العلماء يميزون بين ثلاثة أنواع من “السبق” الذي يناله الشهداء: “السبق الزماني” كونهم أول الواصلين إلى النعيم، و”السبق في المقام والدرجة” لأنهم بلغوا أعلى مراتب الجهاد، و”السبق بالقدوة والإمامة” لأنهم يتحوّلون إلى رموز ومراجع يُقتدى بهم في درب المواجهة مع الظلم والضلال.
وأكد السندي أن “عمل الشهيد لا ينفصل عن إيمانه، فهو يقدّم نفسه ابتغاء مرضاة الله“، مستشهدًا بالآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}. وأضاف: “الشهادة ليست مصيرًا مفاجئًا، بل هي نتاج حياة حافلة بالتقوى والإخلاص وحسن العشرة والعمل الصالح“، داعيًا إلى أن “يبني المؤمن حياته على أساس يستحق معه هذه المنزلة الرفيعة“.
من جانبه، أشار الشيخ جاسم المحمد علي إلى أن الصراع في المنطقة لم يعد مجرد خلافات سياسية أو جغرافية، بل هو “صراع بين مشروعات وجودية كبرى، لكل منها قيمه ورسالته“، معتبرًا أن “التقسيمات الجغرافية المصطنعة، كاتفاقية سايكس بيكو، تسعى لحصر هذا الصراع في أطر مناطقية ضيقة“، بينما الواقع يُظهر أن “القضيتين البحرانية والحجازية تجتمعان في إطار واحد من حيث المشروع والرسالة والعدو المشترك“.
وشدد الشيخ المحمد علي على وحدة المسار والمصير، قائلاً: “نحن في هذه المرحلة نعيش نفس المنطلق والمسار ونُستهدف من عدو واحد، يتمثل في منظومة الاستكبار وأنظمة الممالك والمشيخات الخليجية“. وأكد على ضرورة التعامل مع الواقع كـ”جبهة واحدة، وإطار مشترك، يتجاوز الشعارات إلى الفعل المقاوم الحقيقي“، موضحًا أن ذلك “يفسّر حضور الشهيدين رضوان الله عليهما في حراك المنطقة الشرقية“.
أبرز محاور الكلمة بحسب التوقيت:
(00:43) الله يفند الفهم العام لدى الناس بأن الشهيد ميت.
(03:42) بشارة من الشهداء لسائرين على دربهم.
(06:38) ثلاث مراتب لمفهوم السبق في الآية الكريمة: {بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم}
(10:01) في الحياة البرزخية هناك حياة عامة وخاصة.
(12:36) لماذا خص الله الشهداء بذكرهم بأنهم أحياء؟
(18:34) الشهداء في المقام الثاني بعد الأنبياء في عالم البرزخ.
(31:59) المؤمن يعيش كل يوم وكأنه في طريق الشهادة.
أبرز محاور الكلمة بحسب التوقيت:
(03:33) هذه الشهادة تضعنا أمام استحقاقات أخلاقية وإنسانية وإسلامية.
(06:51) وحدة المنطلق والمصير بين القضيتين البحرانية والحجازية.
(14:38) لمفردة التكليف مقدمات تأصيلية أبدعها الإمام الراحل (رض).
(22:47) مصاديق الوفاء بالعهد للشهداء.