إحياء ذكرى شهادة الإمام الجواد (ع) بمشاركة الشيخ ياسر الشجاعي

أحيا مركز الإمام الخميني (رضوان الله عليه) اليوم الثلاثاء الموافق 27 مايو/أيار 2025، ذكرى شهادة تاسع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وذلك بمشاركة سماحة الشيخ ياسر الشجاعي.
استهلّ الشيخ الشجاعي محاضرته بتلاوة قوله تعالى: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ مبيّنًا أن هذه الآية تمثل دعوة إلهية عامة للبشرية بعدم الخضوع لغطرسة الطغاة والظالمين، وأن أول من ينبغي أن يطبّق هذا المبدأ هم الأنبياء والأئمة المعصومون (ع). فحين تُرفع كلمة الحق، فإن كلمة الباطل تقف حتمًا في وجهها، وهذه سنّة إلهية ثابتة، حيث يسير الحق والباطل في خطين متوازيين لا يلتقيان حتى قيام الساعة. وأضاف سماحته أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين، وفي مقدمتهم النبي (ص) والعترة الطاهرة، بعدم الركون للظالمين، بل بالصمود والمقاومة والوقوف بثبات أمام جبروتهم.
وأشار إلى أن المتتبع لسيرة أهل البيت (ع) قد يلحظ مواقف تبدو للوهلة الأولى متضادة تجاه الظالمين؛ فها هو أمير المؤمنين (ع) في تعامله مع الصحابة، والإمام الحسن (ع) في صلحه مع معاوية، والإمام الرضا (ع) حينما أصبح وليًا للعهد في زمن المأمون العباسي، وصولًا إلى الإمام الجواد (ع) الذي تزّوج من ابنة قاتل أبيه، فكيف يمكن فهم هذه المواقف في ضوء المبدأ القرآني القائل: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾؟ وكيف لأئمةٍ يأمرون بعدم نصرة الظالمين، أن يتعاملوا معهم بهذا الشكل؟
وختم الشيخ الشجاعي بأن هناك إجابتان لهذا التساؤل:
الإجابة الأولى: التضحية بالمهم من أجل الأهم
هي أن هناك قاعدة فقهية عقلائية مفادها: “التضحية بالمهم من أجل الأهم”، فالحكم الشرعي، وإن كان في أصله محرّمًا – كالتعاون مع الظالم – إلا أنه قد يُستثنى إذا اقتضت الضرورة إنقاذ الأبرياء أو التخفيف من معاناتهم. وأشار إلى نموذج علي بن يقطين، الذي عُيّن وزيرًا لهارون الرشيد بأمرٍ مباشر من الإمام الكاظم (ع) تحقيقًا لمصلحة كبرى. وكذلك الحال مع الإمام الرضا وابنه الإمام الجواد (ع)، إذ كان من بين دوافع مواقفهم التخفيف من الضغط على شيعتهم. ففي حياتهم عاش أتباعهم شيئًا من الهدوء والاستقرار، على خلاف الفترات التي عاش فيها الشيعة في حياة تسعة من أئمة أهل البيت حيث الإعدامات والقمع والتعذيب والسجن والمطاردة.
الإجابة الثانية: تعدد أساليب مواجهة الظالمين
أشار الشيخ الشجاعي إلى تعدد أساليب مواجهة الظالمين، مشددًا على أن السيف ليس الخيار الوحيد. فالشريعة الإسلامية تُجيز للمؤمن أن يستخدم عدة وسائل مشروعة لمقاومة الظلم، بما يتناسب مع الزمان والمكان والمصلحة. وهذا ما نجده واضحًا في سير الأئمة (ع)، حيث تنوعت مواقفهم بين المواجهة المباشرة، والتحمل، والدخول في المناصب، بل وحتى المصاهرة، كل ذلك وفق تكليف شرعي دقيق لخدمة الهدف الأسمى: حفظ الدين وصون الجماعة المؤمنين.
أبرز محاور المحاضرة بحسب التوقيت:
(05:03) {وما لظالمين من نصير} دعوة من الله لعدم الخضوع أمام غطرسة الطغاة.
(08:26) كيف نفهم سيرة أهل البيت (ع) ومواقفهم المتضادة تجاه الظالمين؟
(17:39) الإجابة الأولى: التضحية بالمهم من أجل الأهم
(25:33) الإجابة الثانية: تعدد أساليب المواجهة.