محاضرة فكرية بعنوان “شمولية الإسلام: العلم والدين نموذجًا”

أُقيمت مساء يوم الخميس 22 مايو/أيار 2025، في مركز الإمام الخميني (قدّس سرّه) بمدينة قم المقدسة، المحاضرة الثانية من سلسلة المحاضرات الفكرية “شمولية الإسلام: العلم والدين نموذجًا”، التي يُلقيها سماحة الشيخ موسى السلمابادي.
استهلّ الشيخ السلمابادي محاضرته بالتأكيد على ضرورة قراءة الإسلام والنظر إليه من جميع الزوايا، لا من زاوية واحدة وإغفال البقية. فكما يحتوي الإسلام على العبادات والمعاملات، فإنه يتضمن أيضًا رؤًى خاصة في مجالات السياسة، والاقتصاد، والتربية، والاجتماع، وغيرها. وانطلاقًا من هذه الرؤية الشمولية، هناك ملازمات يجب أن يلتزم بها الإنسان عندما يؤمن بأن الإسلام دين شامل؛ إذ إن هذا التصور ينطلق من مبدأ التوحيد. فعندما يثبت الإنسان أنّ الله عزّ وجلّ واحد، فلا بدّ له أن يستمدّ كل شيء من الطريق الذي رسمه الله له، وهو طريق الكمال المؤدي إلى السعادة. أما اتخاذ أي طريقٍ آخر للوصول إلى السعادة، فهو طريق غير معتبر، ومن المهم جدًا الالتفات إلى هذه النقطة.
وشدّد الشيخ السلمابادي على أن الابتعاد عن رؤية شمولية الإسلام قد يُفضي بالإنسان إلى العلمانية من حيث لا يشعر، مشيرًا إلى أن البعض قد يفهم العلمانية على أنها مجرد فصل الدين عن السياسة، في حين أن هذا ليس سوى أحد تجلياتها. فالعلمانية تقوم على “عقلنة” كل شيء، أي إخضاع كل شيء للعقل المجرد، وهو ما يعني – في نهاية المطاف – الطعن في الوحي وإقصاء الله عزّ وجل عن كافة شؤون الحياة. وهذه الرؤية تتناقض تمامًا مع رؤية شمولية الإسلام، وهي من أخطر النقاط التي اشتغل عليها الغرب بشكل دؤوب بهدف نسف الدين. إن عقلنة كل شيء مسار خطير، وهو من أبرز الأساليب التي يُستهدف بها شبابنا اليوم.
واختتم الشيخ السلمابادي محاضرته بالتنبيه إلى أن البعض قد يعاني من إفراط أو تفريط، أو يفهم المسألة فَهمًا خاطئًا، فيصف من يتحدث عن شمولية الإسلام بأنهم “معقّدون” يسعون إلى تعقيد المجتمع، والتدخل فيما لا يعنيهم. وأوضح أن الإسلام لا يترك “حرية شخصية” خارج إطاره، فكل شؤون حياة الإنسان مؤطّرة بالدين، ولا تخلو من حكم شرعي، وهي خاضعة للأحكام التكليفية الخمسة: (الواجب، المستحب، المباح، المكروه، والحرام). وإذا قلنا بشمولية الإسلام، فلا يمكن الحديث عن حرية شخصية مطلقة، بل ينبغي أن يتساءل الإنسان دائمًا: “ما هو حكم الإسلام في هذا الفعل؟”
أبرز محاور المحاضرة بحسب التوقيت:
(01:17) الإسلام شامل وله رؤية في جميع مناحي الحياة.
(05:02) هل معنى شمولية الإسلام هو تكميم الأفواه؟
(19:59) عقلنة كل شيء أمر خطير ينسف الدين.
(35:43) الغرب عمل عملًا دؤوبًا للطعن في الوحي.
(37:39) في الإسلام لا توجد حرية شخصية مطلقة.