المحاضرة الخامسة من سلسلة «ميدانكم الأول أنفسكم» بعنوان «الاستقامة»

أُقيمت مساء يوم الجمعة 16 مايو 2025م، في مركز الإمام الخمينيّ (قدّس سرّه) بمدينة قمّ المقدّسة، المحاضرة الخامسة والختامية من سلسلة المحاضرات الثقافية «ميدانكم الأول أنفسكم» التي يُلقيها سماحة الشيخ مصطفى الأنصاري.
استهلّ الشيخ الأنصاري محاضرته بالإشارة إلى أن مراجعة كلمات الأئمة – صلوات الله وسلامه عليهم – تؤكد أن بناء النفس أخلاقياً هو الأساس والمرتبة أولى، وليس الهدف والغاية التي أنزلت من أجلها الشرائع. ولذلك، حتى في الرؤية العرفانية يُشترط لاستكمال السير إلى الله أن يُتقن تهذيب النفس أخلاقياً أولاً، ثم يبدأ الإنسان خطوَه نحو الله عندما يبلغ مرحلة الاستقامة: {الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَمُوا} فكل سبيلٍ سوى الصراط المستقيم يُبعد عن الله عزّ وجلّ، ولذا وجب على الإنسان أن يستقيم في بادئ الأمر، ثم يتّبع الصراط: {إِنَّ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ}.
وأوضح أن كثيرين يبدؤون مسيرةً إيمانيةً ثم ينحرفون لاحقاً؛ لأن التهذيب الأخلاقي مرحلة تمهيدية تليها مرحلة البناء الحقيقي للنفس على أساس العزيمة والإصرار والثبات، كما بيّن أمير المؤمنين عليه السلام: »ما عجز بدنٌ عن ما قويت عليه النفس«.
وختم الأنصاري بالتأكيد على أن أمتنا اليوم أمام تحدٍّ حقيقيّ يتطلّب جيلًا قادرًا على إدارة حركة الصراع، لا سيما بعد أن عاد العدوّ للكشف عن وجهه ومشروعه علنًا في منطقتنا. ولتفهّم مجريات الأحداث حقًّا، يجب على الأمة أن تنظر إليها بعين التاريخ بعد مئة عام؛ فكما نقدّم اليوم اجتياح المغول للعالم الإسلامي بوصفه خيانةً وتخاذلًا، علينا أن نرى الحاضر من منظورٍ تاريخيّ، لا سيّما في ظلّ صمت شعوب المنطقة وتخاذلها أمام عدوانٍ يعربد دون رادع، إلا من نفوسٍ أبيّة صنعتها قيادة الإمام الراحل -رضوان الله عليه- ومقاومةٌ مستمرة منذ 45 عامًا. فنحن اليوم بحاجة إلى استنساخ لتلك الشخصيات التي أرست لهذه الأمة مجدها وعزّتها.
أبرز محاور المحاضرة بحسب التوقيت:
(01:56) إِنَّ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ فَاتَّبِعُوهُ.
(03:02) اسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ.
(07:56) العدوُّ اليوم عاد وكشف عن وجهه ومشروعه الحقيقي.
(09:49) لا بدّ أن تنظر الأمة للأحداث بعين التاريخ.
(21:24) التوحيد والإيمان ليس معرفةً فحسب.
(27:23) عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم.