المحاضرة الثالثة من سلسلة “ميدانكم الأول أنفسكم” بعنوان “المنهج”

أُقيمت مساء يوم الأربعاء (14 مايو/أيار 2025) في مركز الإمام الخميني (قدس سره) بمدينة قم المقدسة، المحاضرة الثالثة من سلسلة المحاضرات الثقافية “ميدانكم الأول أنفسكم” التي يُلقيها سماحة الشيخ مصطفى الأنصاري.

استهل الشيخ الأنصاري محاضرته بالتأكيد على وجود فرق جوهري بين الأحاديث التي تتناول قضية معينة وتلك التي تُعنى بـ المنهج، فالإنسان كما هو بحاجة إلى قناعة وعقيدة هو بحاجة كذلك إلى منهجية عمل لأنها التي تُحدّد النتائج، فإذا وُجد خلل في المنهج فإن النتائج ستكون مشوهة، وهو ما تشير له الآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، مؤكدًا أن التغيير لا بد أن يكون مبنيًا على أسس ومنهجية صحيحة.

وأشار الشيخ الأنصاري إلى أن للنفس البشرية ثلاث مقامات، بحسب المدرسة المعرفية، وتبدأ هذه المقامات بـ مقام الإسلام، ثم مقام الإيمان، وتنتهي بـ مقام الإحسان، وأوضح أن السير في هذه المقامات يبدأ بـ مقام التجلية وهو مقام تهذيب السلوكيات، ويشكّل المدخل الأساسي للمقام الثاني وهو مقام التزكية وتهذيب النفس على مستوى الملكات الأخلاقية والنفسانية، كما جاء في القرآن: ﴿ويُزكّيهم﴾. وأخيرًا مقام إصلاح العقل بالوعي والمعرفة، وهو المقام الأعظم، كما في قوله تعالى: ﴿ويُعلّمهم الكتاب والحكمة﴾، حيث تبدأ هذه المعرفة من العقيدة الإيمانية وتنتهي بـ معرفة الزمان.

وفي ختام المحاضرة، شدّد الشيخ الأنصاري على حاجتنا اليوم إلى معادلة أنفسية تُغيّر مجرى الصراع، مشيرًا إلى موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة الخندق، عندما واجه عمرو بن عبد ود، وبيّن أن هذا النصر لم يكن ليحدث لولا وجود نفس مؤمنة بمستوى عالٍ من التهذيب والإخلاص. وعليه، فإن مقولة الإمام (ع): ميدانكم الأول أنفسكم” تشير إلى أن أساس المعادلة هو: “إلى أين وصلنا في مسيرة تهذيب النفس وتربيتها؟”.

أبرز محاور المحاضرة بحسب التوقيت:

(01:14) التغيير بحاجة إلى منهجية وأُسس صحيحة.

(01:36) ثلاث مقامات للنفس البشرية.

(06:09) مقام التجلية -تهذيب السلوكيات-.

(17:35) مقام تزكية النفس وإصلاح الملكات.

(31:52) مقام إصلاح العقل بالوعي والمعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى