المحاضرة الثانية من سلسلة “ميدانكم الأول أنفسكم” بعنوان “الاستخلاف”

أُقيمت مساء يوم الإثنين (12 مايو/أيار 2025) في مركز الإمام الخميني (قدس سره) في مدينة قم المقدسة، المحاضرة الثقافية الثانية من سلسلة محاضرات ميدانكم الأول أنفسكم، التي يُلقيها الشيخ مصطفى الأنصاري.

استهل الشيخ الأنصاري حديثه بالإشارة إلى أن الشريعة في السماء بيَّنت فلسفة خلق الإنسان، وفي الأرض حدّدت أن هناك مشروعًا وهدفًا للإنسان، وهو الخلافة، التي لها تجليات مختلفة بحسب مراتب وجود الإنسان. وتبدأ هذه المراتب بـ الاستخلاف السلوكي، ثم الاستخلاف الصفاتي، وتنتهي بـ الاستخلاف الوجودي، وهو أعلى مراتب الاستخلاف، مؤكدًا أن الإنسان نزل إلى الأرض لتحقيق هذا الاستخلاف الوجودي في هذه النشأة.

وفي السياق ذاته، أشار الشيخ الأنصاري إلى أن الاستخلاف الوجودي يعني أن الخليفة يفعل في عالم الوجود، ولذلك، عندما تحدّث الله سبحانه وتعالى عن قضية الاستخلاف في قصة آدم، بيّن مباشرةً في نفس القصة معنى الاستخلاف، حيث أمر الله آدم بأن يُنبئ الملائكة بالأسماء، وهو ما يُعبَّر عنه بوساطة الفيض: أي أن الله أفاض على آدم، وآدم بدوره أفاض على الملائكة. وهذا ما يُعبَّر عنه بـ روح الاستخلاف الوجودي، الذي تحدّث عنه السيد الإمام الراحل “رضوان الله عليه” في كتاب مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية، حيث شرح فيه من هو الخليفة، وما هو دوره في هذا الوجود.

وختم الشيخ الأنصاري بالقول: إذا أردنا أن نبدأ في عملية تحقيق مشروع الاستخلاف الإلهي، فلا بدّ من نقطة انطلاق صحيحة، حتى يكون عملنا صحيحًا. لأن القرآن الكريم يُنبهنا إلى قضية خطيرة في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ۝ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾، وهي من المسائل الخطيرة؛ إذ قد يظن الإنسان العامل أنه يُحسن صنعًا، بينما في الواقع يوجد خلل في نقطة الانطلاق، وهي من الحالات التي يصفها أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: “المتعبد بغير علم كحمار الطاحونة، يدور ولا يبرح من مكانه.”

أبرز محاور المحاضرة بحسب التوقيت:

(01:23) الشريعة بيّنت فلسفة ومراتب خلق الإنسان.

(02:17) المرتبة الأولى: الاستخلاف السلوكي الأفعالي.

(12:07) المرتبة الثانية: الاستخلاف الصفاتي.

(15:13) المرتبة الثالثة: الاستخلاف الوجودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى